سكينه الحبيب عليه الصلاة والسلام
قَالَ: ((سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يُحَدِّثُ, قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الأحْزَابِ, وَخَنْدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, رَأَيْتُهُ يَنْقُلُ مِنْ تُرَابِ الْخَنْدَقِ, حَتَّى وَارَى عَنِّي الْغُبَارُ جِلْدَةَ بَطْنِهِ, وَكَانَ كَثِيرَ الشَّعَرِ, فَسَمِعْتُهُ يَرْتَجِزُ بِكَلِمَاتِ ابْنِ رَوَاحَةَ, وَهُوَ يَنْقُلُ مِنَ التُّرَابِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَوْلا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا وَلا تَصَدَّقْنَا وَلا صَلَّيْنَا, فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا, وَثَبِّتِ الأقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا, إِنَّ الألَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا, وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا, قَالَ: ثُمَّ يَمُدُّ صَوْتَهُ بِآخِرِهَا)) .
النبي في غزوة الخندق، في وقت الشِدة، في وقت المِحن, في وقت الاضطراب، في وقت الخوف، في وقت أصبحَ الإسلامُ في خطر، أصبحَ وجود الإسلام في خطر، بقي للإسلام بحسبِ نظرِ الناظر ساعات, في هذا الوقت الشديد, كانَ النبي صلى الله عليه وسلم يحفر الخندقَ مع أصحابه, وقد وصلَ الترابُ إلى جلدة بطنه, وهو يرتجز بأبيات عبد الله بن رواحة