قبل سنتان ونصف السنه من الان توفي صديق لي اثر حادث مروري
وكنت قادما من سفر, فلقد وقع الحادث عصر يوم الخميس وحين وصولي
للخفجي بلغت عن الحادث فور حصوله فذهبت للمستشفى وقد كنت معتقدا
بأن اخي الصغير مع المرحوم في الحادث وكنت مرعوبا مرتبكا متخبطا فعندما دخلت المستشفى
فإذ بأخي خارجا من الطوارئ سليما معافا , فأبتسمت وإذ بأخي منكسا رأسه فلم رأني انمهرت
دموعه فعرفت بأن المرحوم فارق الحياة فلقد كان وقعا جللا وكارثه جعلت في رأسي صمتا رهيبا
فلم استطع الفكير بأي شي ولم اعرف ما علي فعله وما لا افعله فأتى ابن عمه وبعض ذويه فكان
المشهد مأساوي احداثه سريعه فهو شاب في بداية العشرينيات فلقد كان شمعة بيتهم في روحه المرحه
وبره لوالديه فلقد كان شاغلا حيزا كبيرا في مجتمعه ,
وخرجنا من المستشفى وذهبا إلى بيته ولم سمع والده الخبر ان انينا خرت جميع مشاعرنا وخرج حبيس الدمع
وهنا ادركت بأن ذاك الصديق توفي فعلا ( رحمه الله واسكنه فسيح جنانه ) فقبل ذالك كنت مصدوما
وفتح باب المنزل لقدوم المعزين فالوضع كان هادئا متخبطا ثم رويدا رويدا صمت المجلس وعاش دقائق صمت
حتى دخل رجلا كبيرا في السن وتوسط المجلس بعد ان قام بواجب العزاء والسلام وعاد المجلس لصمته
حتى نطق ذاك الرجل وقال ( يا ابو 0000( والد المتوفي ) الحمدلله على كل حال الله عطاك ثلاثه واسترد واحد
وولدك الله يرحمه كل الناس تغليه وتدعيله والموت مثل المرض لا يعرف صغير ولا كبير وكلنا اموات عيال اموات
والموت ما ينجزع منه فهو حق كل نفس تذوقه 000000000
ثم التفت إلينا وقال ( اليوم الظهر وانا اتفرج على الاخبار طلع شايب فلسطيني تعدى عمره السبعين عنده من العيال ثلاثه
والبنات ثنتين ومن الاحفاد اربعه وزوجته
خرج الشايب في الصباح لقرض له وعندما عاد إلى البيت وجده مقصوفا بقذيفه ودمر وسقط على ساكنيه
وتوفي من في البيت جميعا فلم يبقى إلا هو وهو باخر عمره ففقد كل شي في لحظه واحده 00
وهذه حادثه وحاله واحده وغير هالشايب اطفال ايتام وارامل وشيبان اللهم ارحم المسلمين
الحمدلله حنا بخير ومصائبنا تهون عند بعض اللي نشوف )
فلقد كان كلامه يغتال الحزن فيني بتأني وتقوى ايماني وشغل فكري واخذت افكر في حال
اهل فلسطين والعراق وليبيا وسوريا
فوالله الذي يحدث هناك شي فضيع لا يمكن لعقولنا نحن اهل الخليج ان نتصوره فهو امرا كبيرا
اكبر من عقولنا فهناك في تلك البلدان حكايات وقصص يوميه مليئه بالماسي وتجرع كؤوس الظلم
وضعف الحيله فاللهم فرج كرب المسلمين وانصرهم على اعدائك اعداء الدين
وحسبي الله ونعم الوكيل على من خلى اعظم حيلنا ان ندعي لهم فقط
فأدعو لصديقي بالرحمه
وادعوا لشعب الامه بالصبر ثم النصر