ما ضَرَّ مَنْ سَكنوا الأهْدَابَ لوْ راحوا
كالبَحْـرِ يَبْـقى . وتمضي فيهِ ألْـواحُ
بِذا قضى اللهُ . يا خوفي . ويا أملي
تـَفـْنى الجُسومُ . و تحيا الدهرَ أرْواحُ
لمْ يَخـْلـق ِ اللـهُ شيئا كـاملا فـَعلى
مـاذا التـعـجُـبُ في الأحْـداقِ يـَرْتـاحُ ؟
ليتَ الأحبة َإنْ راحوا تـَرحْ لهمُ
مَمالـِكٌ بـِصَميمِ القَلبِ تـُجْتَاحُ
أمشي على القلبِ والأعصابِ يحملني
نعلٌ من الشوكِ خلْـفَ الصَّحْبِ إنْ شاحوا
أصيحُ - في البعد - للذكرى فتـُشعلني
نارا قـلاها عـَن الحَـاجَـاتِ مـِصْبـَاحُ
فأحـْتسيهمْ زُعافـاً . ليتهم علموا
كم طاردتني على الأطلال ِ أشباحُ
وأستفيقُ بقاع الحزن تسرقني
مني الدموع وسُمُّ الهجر ينداحُ
ما بال قلبي ببابِ الوصلِ يَشـْحثــُهُ
كأنَّ قـُربي لحزنِ القـلـبِ مِفـْتاحُ
واللهِ ما علموا عني . وما فـطنوا
فـَليْتَ قـَلبي عن النـُّزاحِ يـَنـْزاحُ
كَفكِفْ دموعَكَ إنَّ الحُبَّ يُـشْعِلـُه ُ
صوتُ النشيـج . وأهلُ الشوقِ إنْ باحوا
أما يَسُركَ هذا الشعر يتبعهم
كالنار يكوي عرى الحُسَّاد . لو صاحوا
لا بارك الله في الأشعار إن جحدتْ
إحْسَاسَها وتولت جَهْـلَ مَنْ راحوا
إنْ أنـْكـرَ الصَّحبُ وجْهي لستُ أُنـْكِرُهُم
وفي الزمان ِ لكفِّ الظُّـلمِ مِرْواحُ
*محمد الزمزمي الألمعي