الكرة السعودية على حافة الانهيار !!
من منا لا يدرك أن الكرة السعودية تحتاج إلى حركة تصحيحية شاملة لتنفض عن كاهلها فكرة المشاركات التقليدية التي لم ترتق لمستوى تطلعات وطموحات أبناء الشعب السعودي بمختلف شرائحهم مما جعلنا نتراجع إلى الخلف بدلاً من التقدم إلى الأمام رغم ما نملكه من إمكانيات مادية وبشرية, إلا أن الأخطاء عادةً ما تتكرر مع أي مشاركة مونديالية كما حدث في المشاركات الثلاث الماضية في كأس العالم, والسبب في ذلك يعود لعدة عوامل واضحة وسهلة التطبيق ولكن تحتاج إلى حلول سريعة وجدية في التطبيق ومنها فصل الاتحاد السعودي لكرة القدم عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب واستقطاب أفضل الكوادر الفنية والإدارية المؤهلة التي أثبتت نجاحها في الأندية وتحمل مؤهلات علمية تتيح لها العمل في الاتحاد السعودي لكرة القدم, سواء بنظام الإعارة أو النقل أو استحداث وظائف جديدة لهم بدلاً من توظيف شباب ليس لهم المعرفة والدراية والاهتمام بمجال كرة القدم، الاستفادة من الكوادر العلمية المؤهلة في تطوير الاتحاد السعودي إلكترونياً بحيث يمكن لأي ناد تخليص إجراءاته دون الذهاب إلى المكتب الفرعي أو الاتحاد السعودي لتخفيف الأعباء والمصاعب على منسوبي الأندية والاتحاد بدلاً من العملية الروتينية المعقدة المعمول بها حالياً في الاتحاد السعودي وفروع مكاتب الرعاية في مختلف مناطق المملكة.
أما من النواحي الفنية للقطاعات الشبابية فنحتاج إلى إتاحة الفرصة للرياضيين المتخصصين لعمل أكاديميات خاصة بهم وبأنظمة مستقلة بعيدة عن مظلة الأندية السعودية وتقديم الدعم والمعونة لهذه الأكاديميات وحفظ حقوقها من خلال إنشاء إدارة مراقبة ومساعدة خاصة بهذا الشأن ومنبثقة من الاتحاد السعودي لكرة القدم, ينصب عملها في الإشراف على قدرت الكوادر الفنية في تطبيق البرامج المتفق عليها التي ستنتهجها الأكاديميات, إضافة إلى سعى الاتحاد السعودي إلى تطويرها بجلب خبراء فنيين من أنحاء العالم لعمل دورات تأهيلية للأجهزة الفنية والإدارية التي تعمل داخلها، وبعد أربعة مواسم من دخول اللاعب الأكاديمية يمكن منح أفضل خمسة لاعبين من كل أكاديمية فرصة الالتحاق بأحد الأندية الأوروبية أو البرازيلية لمدة ثلاثة أعوام بعدها يخير اللاعبين المتميزين بين البقاء في النادي الأوروبي أو العودة للوطن ولانضمام لأحد الأندية المحلية بعد تفاهم النادي مع إدارة الأكاديمية لشراء عقد اللاعب كونها الجهة الرسمية التي سعت في تأهيله وتطوير مستواه، إلزام الأندية التي تمتلك منشآت رياضية بعمل أكاديميات خاصة بها تسهم في تدريب البراعم وفق برامج معدة من قبل متخصصين في إدارة الأكاديميات في الاتحاد السعودي، تحديد سن معينة متفق عليها لدخول اللاعب الأكاديمية، إعادة صياغة منهجية الاحتراف الحالي ووضع لجان فرعية عاصرت وعملت في مجال الاحتراف لأعوام عديدة لتذليل العقبات والصعوبات التي أسهمت في عدم الاستفادة الكاملة من احتراف اللاعب السعودي فكرياً ومهارياً، تجديد الأجهزة الإدارية للمنتخبات السعودية بدرجاتها الثلاث كل أربعة أعوام لمنح الفرصة لأي إداريين متميزين قد يظهرون في الساحة وبث دماء جديدة لتطبيق أفكار حديثة قادرة على مواكبة التطور المذهل التي تنتهجه المنتخبات العالمية, وليس شرطاً أن يكون موظفا في الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو الاتحاد السعودي، تأهيل الكوادر الإدارية والفنية التي ستشرف على القطاعات السنية داخليا أو خارجيا.
أما بخصوص الجانب الاستثماري، فتح الباب على مصراعيه أمام الأندية لعمل شركات مساهمة يكون للنادي نسبة 51 في المائة من قيمة أسهم الشركة أما البقية فتطرح للاكتتاب العام وتشرف عليها إدارات محترفة في مجال إدارة الشركات وتطرح في السوق بعد اكتمال متطلبات اللازمة لذلك, وبهذا تتحول من الإشراف والدعم الحكومي إلى عالم التخصيص.
همسة
نقدر حماس الأمير نواف بن فيصل ونثق بكلامه ونحيي صراحته وشفافيته في التعامل مع الواقع المرير وآمالنا معلقة ببوادر التغيير إلى الأفضل واستجلاب الكوادر المؤهلة لتولي لعديد المناصب القيادية في المنتخبات الوطنية مع فتح باب الحوار للجميع عبر بوابة الإعل