"سلامٌ معشرَ الأمواتِ إنّا
لقينا بعدَكم عيشًا نكيدا
وكيفَ يطيبُ للمكلومِ عَيشٌ
وأحبابٌ لهُ سكنوا اللُّحُودا
إذا ما خِلتُهم تلقاءَ عيني
تكاد بيَ الفسيحةُ أنْ تميدا
أننساهم؟ وكيفَ الخِلُّ ينسى
وقد عشنا بهم زمنًا مديدا
إلى اللهِ الكريمِ أبثُّ حُزني
وأحسبُ أنَّ ميّتنا شهيدا
إلهي لاتؤاخذني فإني أُكّنُّ
لسيّدي حُبًّا شديدا
يفوقُ الوصفَ بل كلَّ القوافي
وما قلبي الذي يبكي حديدا
ولستُ على قضائكَ يا إلهي
جزوعًا لا ولن أبغي الخلودا
ولكن ثورة البركانِ تأبى
فتقذفُ نارَها فتُبيدُ بِيدا
ومَن لم يتّعظْ بالموتِ حقًّا
ففي جنبيهِ خفّاقًا بليدا" *