هذا مقال أحببت أن أنقله لكم ،،
محمد صادق دياب
ضمن المؤامرة الإرهابية المفترضة على رحلات جوية إلى الولايات المتحدة، يقال إن الشرطة البريطانية استجوبت زوجين حول الدور المحتمل لرضيعهما في شهره السادس في المؤامرة، مشيرة إلى مهمة انتحارية عائلية، فزجاجة حليب الطفل الرضيع كانت على ما يبدو تحتوي على مواد تفجير سائلة.
تقرأ هذا الخبر وأنت تتأمل في دواخل سيكولوجية الإرهاب التي يمكن أن تصل في غلظتها إلى إمكانية تفجير أبوين لطفلهما البريء الذي لم يتجاوز شهره السادس. إنها الثقافة الانتحارية التي اعتمدها الإرهاب وسيلة ومنهجا ومسارا، والأغرب أنها تأتي من أناس يدعون الإسلام، ويتصورون أنهم بأساليبهم تلك يناصرون الإسلام ويرفعون من شأن المسلمين!!.. ولو قدر لتلك المذبحة الفضائية أن تحدث بحجمها الكارثي لعانى المسلمون أضعاف ما عانوه عقب 11 سبتمبر (أيلول)، ولرسخت في الأذهان صورة نمطية خاطئة للمسلم في ذهن العالم يصعب اقتلاعها أو تغييرها.
إننا أمام إشكالية وجود كبرى، إذ يبدو أن المنظرين لهذه الثقافة الانتحارية يمتلكون أساليب سحرية في التأثير على أتباعهم، وإلا فكيف يمكن إقناع أمٍّ بتعبئة زجاجة حليب طفلها بمواد تفجير؟!.. كيف يمكن إقناع شاب في مقتبل العمر أن يودع الحياة مصطحبا معه مجموعة من الضحايا الأبرياء؟!.. وكيف تمت سرقة عقول هؤلاء على مرأى ومشهد من علمائنا المسلمين؟
لا يمكن تصور هذا الأمر في معزل عن فشل قنوات التأثير في الشباب الإسلامي في أجزاء كثيرة من العالم، فالشاشات الفضائية كمثال تمطر المشاهد يوميا بوجوه عشرات بل مئات العلماء الذين يمتلكون العلم الشرعي ولكن بعضهم يفتقر لأساليب التأثير في الآخر، وكنت أتمنى تفعيل أدوار علماء النفس والاجتماع والمفكرين في هذه القنوات أيضا، وتغيير النظرة غير الناضجة لإمكاناتهم، فلدى هؤلاء أساليبهم العلمية وخططهم المنهجية في التأثير، لكنهم غالبا ما يجدون أنفسهم على «دكة الاحتياط» خارج قنوات التأثير.
نحن في حاجة إلى خطة علمية لمواجهة الثقافة الانتحارية، تشارك فيها شرائح تخصصية متعددة، تؤكد على قيمة الحياة وأهدافها ومعانيها ودور الإنسان في تعمير هذا الكوكب واستمرار الحياة.. نحن في حاجة لاستعادة بعض الشباب المسلم المخطوف من ركاب اليأس والعنف والإرهاب وثقافة الموت.. فاستمرار هذه الثقافة وشيوعها يفرض على المجتمع الإسلامي إعادة النظر في الكثير من أساليبه الوعظية وممارساته التربوية، التي اتسعت فتحات غربالها فاختلط فيها الكثير من النقائض.. فهل نفعل؟
المصدر/ هنا
لكم تحيااااتي ،،،