كانت نساؤنا كمنازلنا، يسترها عن العيون الحجاب السابغ فلا يبدو جمالها إلاّ لمن يحلّ له النظر إليها، فهُتكت الأستار عن المرأة وعن الدار!
كانت بيوتنا من خارجها كأنها مستودعات بضاعة أو مخازن تبن، فإذا دخلت فُتح لك باب إلى الجنة، بهاؤها لأهلها لا نافذة تفتح على طريق .
وجدران الدار مغطاة بأجمل أنواع النباتات المعروشة: الياسمين البلدي والياسمين العراتلي وانواع أخرى لا ينفعكم سرد اسمائها ان لم تذهبواالى الشام
في صحن الدار أشجار لا بد من مثلها في دور دمشق: الليمون والنارِنْج، ودَوَالي العنب تمتد جذوعها حتى تبلغ "المَشْرَقة" وهي سطح الدور الثاني .
أريد دمشق مَربَع أسرتي، ومرتع صباي، ومغنى فتوّتي. فأين هي دمشق التي تشمّمت ريّاها، ونشقت صَباها، ونشأت في حماها؟