وهنا جاء الدور الأهم:هل تؤمن بعيسى على أنه مسيح الله؟ قال: نعم، فقلت في نفسي: هداية هذا الرجل أسهلُ مما تصورت، وسيكون نصراً عظيماً لي أن أُدخل مسلماً في النصرانية.
ذهبنا لتناول الشاي وتحدثنا ساعاتٍ، علمتُ خلالها أنه رجلٌ لطيفٌ هادئٌ وخجولٌ، لم يقاطعني أبداً ولو لمرة واحدة، فأعجبتني طريقته وأحببت الحديث معه.
أتيتُ والدي وأخبرته بموقفي من الرجل وأنه لا مانع عندي من التعامل معه فاتفقنا على ذلك وكان عملنا يقتضي أن نسافر معاً كثيراً.
يوماً بعد يوم كنا نسافر سوياً على السيارة من ولاية إلى ولاية ونتناقش في موضوعاتٍ مختلفة ولكنها كلَّها كانت حول المعتقدات التي يؤمن بها الناس، وكنت إذا ركبت السيارة أحيانا أجعله يستمع إلى برامجي الإذاعية التي سُجِّلت حول العبادة والصلاة.
في يوم من الأيام علمت أنه (أي محمد) سوف ينتقل من بيته الذي يسكنه إلى بيت آخر وأنه في فترة الانتقال سيضطر إلى الإقامة في المسجد لبضعة أيام، عندها سألت والدي أن يأذن لمحمد أن يعيش معنا في بيتنا الكبير ليكون قريباً معنا في العمل وليشاركنا في تحمل بعض نفقات البيت فوافق أبي على ذلك.
سكن محمدٌ معنا وتوطدت العلاقة به وزادت معرفتي بالإسلام أكثر وأكثر.