يا باغي الخير
من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه
عن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( إن في الجنة غرفاً يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها
قالوا: لمن هي يا رسول الله قال: لمن طيّب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام )
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم:
( إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفّدت الشياطين )
يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر
يا باغي الخير أقبل.. أقبل وتزوّد من الخير في شهر الطاعة.
تزوّد من العبادة.. الزاد الثمين الغالي في هذه الحياة..
الزاد الذي يصلك بالله.. يأتي منه المدد.
هذه الصلة التي تطهر القلب وتزكيه.
الصلة التي تسمو بالروح فيسري فيها نور الله المبين، الصلة التي تجدد العزيمة، حين يطول ليل من الحزن والضيق.
يا باغي الشر أقصر.. أقصر فإن العمر قصير مهما طال.
الأمل يلهي، والمطامع تغري، والعمر يمضي، والفرصة تضيع.
ألا إن الدنيا قد آذنت بفراق، ألا وإن اليوم المضمار وغدًا السباق،
ألا وإن الآية النار، والسابق من سبق إلى الجنة..
يا باغي الشر أقصر.. فإن الموت قريب ومن ثم ينتهي بك الأمر إلى شر مصير،
فلا تغرنك الحياة الدنيا عن الاستجابة لنداء الله ورسوله..
يا باغي الشر أقصر.. يا باغي الشر أقصر..
الحساب يقترب والناس في غفلةٍ معرضون.
معرضون عن الهدى، والموقف جدّ وهم لا يشعرون، فهذا رمضان، شهر المغفرة والرحمة والاستغفار.
يا باغي الشر أقصر، ولا تلهو في أخطر المواقف، وتهزل في مواطن الجد، أقصر فإن الله يحيي القلوب الميتة،
ويفتح الأفئدة المغلقة لأنوار الحق، وجول العين والقلب في رحمة الله التي وسعت كل شيء،
فرمضان صورة الرحمة يطالعها القلب، وتلمسها الروح، فترتاح النفس المتعبة على مقاعد السكينة،
وتهدأ الأنفاس المتواترة بين يدي الرحمن، فيغمر الإنسان ذلك الجوار الرضي، ويطمئن في ذلك الحمى الآمن