اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات العامة > المنتدى الإسلامي
 

إضافة رد
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-08-2013, 12:57 PM   رقم المشاركة : 81
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 81

" من قال : سبحان الله وبحمده سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك , فقالها في مجلس ذكر كانت كالطابع يطبع عليه ومن قالها في مجلس لغو كانت كفارة له " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 120 :
أخرجه الطبراني ( 1 / 79 / 2 ) والحاكم ( 1 / 537 ) من طريق " نافع بن جبير ابن مطعم عن أبيه " مرفوعاً .
وقال : " صحيح على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي وهو كما قالا .
وعزاه المنذري ( 2 / 236 ) للنسائي والطبراني , قال : " ورجالهما رجال الصحيح " .
وقال الهيثمي ( 10 / 142 و 423 ) : " رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح " .
قلت : وفي رواية للطبراني زيادة : " يقولها ثلاث مرات " وقد سكت عليها الهيثمي , وليس بجيد , فإن في سندها خالد بن يزيد العمري وقد كذبه أبو حاتم ويحيى , وقال ابن حبان : " يروي الموضوعات عن الأثبات " .
فهذه الزيادة واهية لا يلتفت إليها .







رد مع اقتباس
قديم 12-08-2013, 12:58 PM   رقم المشاركة : 82
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 82

" لا أشبع الله بطنه . يعني معاوية " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 121 :
رواه أبو داود الطيالسي في " مسنده " ( 2746 ) : حدثنا هشام وأبو عوانة عن أبي حمزة القصاب عن " ابن عباس " : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى معاوية ليكتب له : فقال : إنه يأكل ثم بعث إليه , فقال : إنه يأكل , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فذكره .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , وفي أبي حمزة القصاب واسمه عمران بن أبي عطاء كلام من بعضهم لا يضره , فقد وثقه جماعة من الأئمة منهم أحمد وابن معين وغيرهما , ومن ضعفه لم يبين السبب , فهو جرح مبهم غير مقبول , وكأنه لذلك احتج به مسلم , وأخرج له هذا الحديث في " صحيحه " ( 8 / 27 ) من طريق شعبة عن أبي حمزة القصاب به .
وأخرجه أحمد ( 1 / 240 , 291 , 335 , 338 ) عن شعبة وأبي عوانة عنه به , دون قوله : " لا أشبع الله بطنه " وكأنه من اختصار أحمد أو بعض شيوخه , وزاد في رواية : " وكان كاتبه " وسندها صحيح .
وقد يستغل بعض الفرق هذا الحديث ليتخذوا منه مطعناً في معاوية رضي الله عنه , وليس فيه ما يساعدهم على ذلك , كيف وفيه أنه كان كاتب النبي صلى الله عليه وسلم ? ! ولذلك قال الحافظ ابن عساكر ( 16 / 349 / 2 ) " إنه أصح ما ورد في فضل معاوية " فالظاهر أن هذا الدعاء منه صلى الله عليه وسلم غير مقصود , بل هو ما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية كقوله صلى الله عليه وسلم في بعض نسائه " عقرى حلقى " و " تربت يمينك " . ويمكن أن يكون ذلك منه صلى الله عليه وسلم بباعث البشرية التي أفصح عنها هو نفسه عليه السلام في أحاديث كثيرة متواترة .
منها حديث عائشة رضي الله عنها قالت : " دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان , فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه , فلعنهما وسبهما , فلما خرجا قلت : يا رسول الله من أصاب من الخير شيئاً ما أصابه هذان ? قال : وما ذاك ? قالت : قلت : لعنتهما وسببتهما , قال : " أو ما علمت ما شارطت عليه ربي ? قلت : اللهم إنما أنا بشر , فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاةً وأجراً " .







رد مع اقتباس
قديم 12-08-2013, 12:58 PM   رقم المشاركة : 83
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 83

" أو ما علمت ما شارطت عليه ربي ? قلت : اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاةً وأجراً " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 122 :
رواه مسلم مع الحديث الذي قبله في باب واحد هو " باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلاً لذلك كان له زكاةً وأجراً ورحمةً " .
ثم ساق فيه من حديث " أنس بن مالك " قال : " كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس , فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة , فقال : آنت هي ? لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي فقالت أم سليم : ما لك يا بنية ? فقالت الجارية : دعا علي نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لا يكبر سني أبداً , أو قالت : قرني , فخرجت أم سليم مستعجله تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما لك يا أم سليم ? فقالت يا نبي الله , أدعوت على يتيمتي ? قال : وما ذاك يا أم سليم ? قالت : زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها , ولا يكبر قرنها قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم قال : " يا أم سليم ! أما تعلمين أن شرطي على ربي ? أني اشترطت على ربي فقلت : إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر , وأغضب كما يغضب البشر , فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل , أن يجعلها له طهوراً وزكاةً وقربةً يقربه بها منه يوم القيامة " .







رد مع اقتباس
قديم 12-08-2013, 12:59 PM   رقم المشاركة : 84
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 84

" يا أم سليم ! أما تعلمين أن شرطي على ربي ? أني اشترطت على ربي فقلت : إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهوراً وزكاةً وقربةً يقربه بها منه يوم القيامة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 123 :
( عن " أم سليم " ) : ثم أتبع الإمام مسلم هذا الحديث بحديث معاوية وبه ختم الباب , إشارة منه رحمه الله إلى أنها من باب واحد , وفي معنى واحد , فكما لا يضر اليتيمة دعاؤه صلى الله عليه وسلم عليه بل هو لها زكاة وقربة , فكذلك دعاؤه صلى الله عليه وسلم على معاوية .
وقد قال الإمام النووي في " شرحه على مسلم " ( 2 / 325 طبع الهند ) : " وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم على معاوية ففيه جوابان :
أحدهما : أنه جرى على اللسان بلا قصد .
والثانى : أنه عقوبة له لتأخره , وقد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً الدعاء عليه , فلهذا أدخله في هذا الباب , وجعله غيره من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاء له " .
وقد أشار الذهبي إلى هذا المعنى الثاني فقال في " سير أعلام النبلاء " ( 9 / 171 / 2 ) : " قلت : لعل أن , يقال : هذه منقبة لمعاوية لقوله صلى الله عليه وسلم : اللهم من لعنته أو سببته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة " .
واعلم أن قوله صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث : " إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر ..‎" إنما هو تفصيل لقول الله تبارك وتعالى : ( قل إنما أنا بشر مثلكم , يوحى إلي ....‎) الآية .
وقد يبادر بعض ذوي الأهواء أو العواطف الهوجاء , إلى إنكار مثل هذا الحديث بزعم تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتنزيهه عن النطق به ! ولا مجال إلى مثل هذا الإنكار فإن الحديث صحيح , بل هو عندنا متواتر , فقد رواه مسلم من حديث عائشة وأم سلمة كما ذكرنا , ومن حديث أبي هريرة وجابر رضي الله عنهما , وورد من حديث سلمان وأنس وسمرة وأبي الطفيل وأبي سعيد وغيرهم . انظر " كنز العمال " ( 2 / 124 ) .
وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم تعظيماً مشروعاً , إنما يكون بالإيمان بكل ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم صحيحاً ثابتاً , وبذلك يجتمع الإيمان به صلى الله عليه وسلم عبداً ورسولاً , دون إفراط ولا تفريط , فهو صلى الله عليه وسلم بشر , بشهادة الكتاب والسنة , ولكنه سيد البشر وأفضلهم إطلاقاً بنص الأحاديث الصحيحة . وكما يدل عليه تاريخ حياته صلى الله عليه وسلم وسيرته , وما حباه الله تعالى به من الأخلاق الكريمة , والخصال الحميدة , التي لم تكتمل في بشر اكتمالها فيه صلى الله عليه وسلم , وصدق الله العظيم , إذ خاطبه بقوله الكريم : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) .







رد مع اقتباس
قديم 12-08-2013, 01:00 PM   رقم المشاركة : 85
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 85

" ارحلوا لصاحبيكم واعملوا لصاحبيكم ! ادنوا فكلا " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 124 :
رواه أبو بكر ابن أبي شيبة في " المصنف " ( ج 2 / 149 / 2 ) , والفريابي في " الصيام " ( 4 / 64 / 1 ) عنه وعن أخيه عثمان بن أبي شيبة , قالا : حدثنا عمر بن سعد أبو داود عن سفيان عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن "‎أبي هريرة " قال : " أتي النبي صلى الله عليه وسلم بطعام وهو بـ ( مر الظهران ) , فقال لأبي بكر وعمر : ادنوا فكلا , فقالا : إنا صائمان , فقال : ارحلوا لصاحبيكم " الحديث .
وكذا أخرجه النسائي ( 1 / 315 ) وابن دحيم في " الأمالي " ( 2 / 1 ) من طرق أخرى عن عمر بن سعد به .
ثم أخرجه النسائي من طريق محمد بن شعيب : أخبرني الأوزاعي به مرسلاً لم يذكر أبا هريرة , وكذلك أخرجه من طريق علي - وهو ابن المبارك - عن يحيى به .
ولعل الموصول أرجح , لأن الذي وصله وهو سفيان عن الأوزاعي ثقة , وزيادة الثقة مقبولة ما لم تكن منافية لمن هو أوثق منه .
قلت : وإسناده صحيح على شرط مسلم , ورواه ابن خزيمة في " صحيحه " وقال : " فيه دليل على أن للصائم في السفر الفطر بعد مضي بعض النهار " . كما في " فتح الباري " ( 4 / 158 ) . وأخرجه الحاكم ( 1 / 433 ) و قال : " صحيح على شرط الشيخين " . ووافقه الذهبي ! وإنما هو على شرط مسلم وحده , فإن عمر بن سعد لم يخرج له البخاري شيئاً .
والغرض من قوله صلى الله عليه و آله وسلم : " ارحلوا لصاحبيكم ...‎" الإنكار وبيان أن الأفضل أن يفطرا ولا يحوجا الناس إلى خدمتهما , ويبين ذلك ما روى الفريابي ( 67 / 1 ) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " لا تصم فى السفر فإنهم إذا أكلوا طعاماً قالوا : ارفعوا للصائم ! وإذا عملوا عملاً قالوا : اكفلوا للصائم ! فيذهبوا بأجرك " . ورجاله ثقات .
قلت : ففي الحديث توجيه كريم , إلى خلق قويم , وهو الاعتماد على النفس , وترك التواكل على الغير , أو حملهم على خدمته , ولو لسبب مشروع كالصيام , أفليس في الحديث إذن رد واضح على أولئك الذين يستغلون عملهم , فيحملون الناس على التسارع في خدمتهم , حتى في حمل نعالهم ?‎! ولئن قال بعضهم : لقد كان الصحابة رضي الله عنهم يخدمون رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن خدمة , حتى كان فيهم من يحمل نعليه صلى الله عليه وسلم وهو عبد الله بن مسعود .
فجوابنا نعم , ولكن هل احتجاجهم بهذا لأنفسهم إلا تزكية منهم لها , واعتراف بأنهم ينظرون إليها على أنهم ورثته صلى الله عليه وسلم في العلم حتى يصح لهم هذا القياس ?‎! وايم الله لو كان لديهم نص على أنهم الورثة لم يجز لهم هذا القياس , فهؤلاء أصحابه صلى الله عليه وسلم المشهود لهم بالخيرية , وخاصة منهم العشرة المبشرين بالجنة , فقد كانوا خدام أنفسهم , ولم يكن واحد منهم يخدم من غيره , عشر معشار ما يخدم أولئك المعنيين من تلامذتهم ومريديهم ! فكيف وهم لا نص عندهم بذلك , ولذلك فإني أقول : إن هذا القياس فاسد الاعتبار من أصله , هدانا الله تعالى جميعاً سبيل التواضع والرشاد .







رد مع اقتباس
قديم 12-08-2013, 01:00 PM   رقم المشاركة : 86
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 86

" من أنظر معسراً فله بكل يوم صدقة قبل أن يحل الدين , فإذا حل الدين فأنظره فله بكل يوم مثليه صدقة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 126 :
رواه أحمد ( 5 / 360 ) عن " سليمان بن بريدة عن أبيه " قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من أنظر معسراً فله بكل يوم مثله صدقة , قال : ثم سمعته يقول : من أنظر معسراً فله بكل يوم مثله صدقة , قلت : سمعتك يا رسول الله تقول : من أنظر معسراً فله بكل يوم مثله صدقة , ثم سمعتك تقول : من أنظر معسراً فله بكل يوم مثليه صدقة , قال : له بكل يوم صدقة قبل أن يحل الدين فإذا حل الدين فأنظره فله بكل يوم مثليه صدقة " .
قلت : وإسناده صحيح رجاله ثقات محتج بهم في " صحيح مسلم " .
ثم رأيته في " المستدرك " ( 2 / 29 ) وقال : " صحيح على شرط الشيخين " ووافقه الذهبي فأخطأ لأن سليمان هذا لم يخرج له البخاري , وإنما الذي أخرج له الشيخان هو أخوه عبد الله بن بريدة .







رد مع اقتباس
قديم 12-08-2013, 01:01 PM   رقم المشاركة : 87
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 87

" يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية وتبقى طوائف من الناس : الشيخ الكبير والعجوز , يقولون : أدركنا آباءنا على هذه الكلمة : " لا إله إلا الله " فنحن نقولها " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1/127:
أخرجه ابن ماجه ( 4049 ) والحاكم ( 4 / 473 ) من طريق أبي معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن " حذيفة بن اليمان " مرفوعاً به , وزاد : " قال صلة بن زفر لحذيفة : ما تغني عنهم لا إله إلا الله و هم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة ? فأعرض عنه حذيفة , ثم ردها عليه ثلاثاً , كل ذلك يعرض عنه حذيفة , ثم أقبل عليه في الثالثة فقال : يا صلة ! تنجيهم من النار . ثلاثاً " .
وقال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي .
قلت : وهو كما قالا .
وقال البوصيري في " الزوائد " ( ق 247 / 1 ) : " إسناده صحيح , رجاله ثقات " .
( يدرس ) من درس الرسم دروساً : إذا عفا وهلك .
( وشي الثوب ) نقشه .
من فوائد الحديث :
وفي هذا الحديث نبأ خطير , وهو أنه سوف يأتي يوم على الإسلام يمحى أثره , وعلى القرآن فيرفع فلا يبقى منه ولا آية واحدة , وذلك لا يكون قطعاً إلا بعد أن يسيطر الإسلام على الكرة الأرضية جميعها , وتكون كلمته فيها هي العليا .
كما هو نص قول الله تبارك و تعالى ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ) , وكما شرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في أحاديث كثيرة سبق ذكر بعضها في المقال الأول من هذه المقالات ( الأحاديث الصحيحة ) .
وما رفع القرآن الكريم في آخر الزمان إلا تمهيداً لإقامة الساعة على شرار الخلق الذين لا يعرفون شيئاً من الإسلام البتة , حتى ولا توحيده !
وفي الحديث إشارة إلى عظمة القرآن , وأن وجوده بين المسلمين هو السبب لبقاء دينهم ورسوخ بنيانه وما ذلك إلا بتدارسه وتدبره وتفهمه ولذلك تعهد الله تبارك وتعالى بحفظه , إلى أن يأذن الله برفعه . فما أبعد ضلال بعض المقلدة الذين يذهبون إلى أن الدين محفوظ بالمذاهب الأربعة , وأنه لا ضير على المسلمين من ضياع قرآنهم لو فرض وقوع ذلك !‎! هذا ما كان صرح لي به أحد كبار المفتين من الأعاجم وهو يتكلم العربية الفصحى بطلاقة وذلك لما جرى الحديث بيني وبينه حول الاجتهاد والتقليد .
قال - ما يردده كثير من الناس - : إن الاجتهاد أغلق بابه منذ القرن الرابع ! فقلت له : وماذا نفعل بهذه الحوادث الكثيرة التي تتطلب معرفة حكم الله فيها اليوم ? قال : إن هذه الحوادث مهما كثرت فستجد الجواب عنها في كتب علمائنا إما عن عينها أو مثلها .
قلت : فقد اعترفت ببقاء باب الاجتهاد مفتوحاً ولا بد !
قال : وكيف ذلك ?
قلت : لأنك اعترفت أن الجواب قد يكون عن مثلها , لا عن عينها وإذ الأمر كذلك , فلابد من النظر في كون الحادثه في هذا العصر , هي مثل التي أجابوا عنها , وحين ذلك فلا مناص من استعمال النظر والقياس وهو الدليل الرابع من أدلة الشرع , وهذا معناه الاجتهاد بعينه لمن هو له أهل ! فكيف تقولون بسد بابه ?‎ !‎
ويذكرني هذا بحديث آخر جرى بيني وبين أحد المفتين شمال سورية , سألته : هل تصح الصلاة في الطائرة ?
قال : نعم .
قلت : هل تقول ذلك تقليداً أم اجتهاداً ?
قال : ماذا تعني ?
قلت : لا يخفى أن من أصولكم في الإفتاء , أنه لا يجوز الإفتاء باجتهاد , بل اعتماداً على نص من إمام , فهل هناك نص بصحة الصلاة في الطائرة ?
قال : لا .
قلت : فكيف إذن خالفتم أصلكم هذا فأفتيتم دون نص ?
قال : قياساً .
قلت : ما هو المقيس عليه ?
قال : الصلاة في السفينة .
قلت : هذا حسن , ولكنك خالفت بذلك أصلاً وفرعاً , أما الأصل فما سبق ذكره , وأما الفرع فقد ذكر الرافعي في شرحه أن المصلي لو صلى في أرجوحة غير معلقة بالسقف ولا مدعمة بالأرض فصلاته باطلة .
قال : لا علم لي بهذا .
قلت : فراجع الرافعي إذن لتعلم أن ( فوق كل ذي علم عليم ) , فلو أنك تعترف أنك من أهل القياس والاجتهاد وأنه يجوز لك ذلك ولو في حدود المذهب فقط , لكانت النتيجة أن الصلاة في الطائرة باطلة لأنها هي التي يتحقق فيها ما ذكره الرافعي من الفرضية الخيالية يومئذ . أما نحن فنرى أن الصلاة في الطائرة صحيحة لا شك في ذلك , ولئن كان السبب في صحة الصلاة في السفينة أنها مدعمة بالماء بينها وبين الأرض , فالطائرة أيضاً مدعمة بالهواء بينها وبين الأرض . وهذا هو الذي بدا لكم في أول الأمر حين بحثتم استقلالاً , ولكنكم لما علمتم بذلك الفرع المذهبي صدكم عن القول بما أداكم إليه بحثكم !‎?
أعود إلى إتمام الحديث مع المفتي الأعجمي , قلت له : وإذا كان الأمر كما تقولون : إن المسلمين ليسوا بحاجة إلى مجتهدين لأن المفتي يجد الجواب عن عين المسألة أو مثلها , فهل يترتب ضرر ما لو فرض ذهاب القرآن ?
قال : هذا لا يقع .
قلت : إنما أقول : لو فرض .
قال : لا يترتب أي ضرر لو فرض وقوع ذلك !
قلت : فما قيمة امتنان الله عز وجل إذن على عباده بحفظ القرآن حين قال : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) , إذا كان هذا الحفظ غير ضروري بعد الأئمة ?‎!
والحقيقة أن هذا الجواب الذي حصلنا عليه من المفتي بطريق المحاورة , هو جواب كل مقلد على وجه الأرض , وإنما الفرق أن بعضهم لا يجرؤ على التصريح به , وإن كان قلبه قد انطوى عليه . نعوذ بالله من الخذلان .
فتأمل أيها القارىء اللبيب مبلغ ضرر ما نشكو منه , لقد جعلوا القرآن في حكم المرفوع , وهو لا يزال بين ظهرانينا والحمد لله , فكيف يكون حالهم حين يسرى عليه في ليلة , فلا يبقى في الأرض منه آية ?‎! فاللهم هداك .
حكم تارك الصلاة :
هذا وفي الحديث فائدة فقهية هامة , وهي أن شهادة أن لا إله إلا الله تنجي قائلها من الخلود في النار يوم القيامة ولو كان لا يقوم بشيء من أركان الإسلام الخمسة الأخرى كالصلاة وغيرها , ومن المعلوم أن العلماء اختلفوا في حكم تارك الصلاة خاصة , مع إيمانه بمشروعيتها , فالجمهور على أنه لا يكفر بذلك , بل يفسق وذهب أحمد إلى أنه يكفر وأنه يقتل ردة , لاحداً , وقد صح عن الصحابة أنهم كانوا لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة . رواه الترمذي والحاكم , وأنا أرى أن الصواب رأي الجمهور , وأن ما ورد عن الصحابة ليس نصاً على أنهم كانوا يريدون بـ ( الكفر ) هنا الكفر الذي يخلد صاحبه في النار ولا يحتمل أن يغفره الله له , كيف ذلك وهذا حذيفة بن اليمان - وهو من كبار أولئك الصحابة - يرد على صلة بن زفر وهو يكاد يفهم الأمر على نحو فهم أحمد له , فيقول : ما تغني عنهم لا إله إلا الله , وهم لا يدرون ما صلاة ...." فيجيبه حذيفة بعد إعراضه عنه : " يا صلة تنجيهم من النار . ثلاثاً " .
فهذا نص من حذيفة رضي الله عنه على أن تارك الصلاة , ومثلها بقية الأركان ليس بكافر , بل هو مسلم ناج من الخلود في النار يوم القيامة . فاحفظ هذا فإنه قد لا تجده في غير هذا المكان .
وفي الحديث المرفوع ما يشهد له , ولعلنا نذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى .
ثم وقفت على " الفتاوى الحديثية " ( 84 / 2 ) للحافظ السخاوي , فرأيته يقول بعد أن ساق بعض الأحاديث الواردة في تكفير تارك الصلاة وهي مشهورة معروفة : " ولكن كل هذا إنما يحمل على ظاهره في حق تاركها جاحداً لوجودها مع كونه ممن نشأ بين المسلمين , لأنه يكون حينئذ كافراً مرتداً بإجماع المسلمين , فإن رجع إلى الإسلام قبل منه , وإلا قتل . وأما من تركها بلا عذر , بل تكاسلاً مع اعتقاد وجوبها , فالصحيح المنصوص الذي قطع به الجمهور أنه لا يكفر , وأنه - على الصحيح أيضاً - بعد إخراج الصلاة الواحدة عن وقتها الضروري , كأن يترك الظهر مثلاً حتى تغرب الشمس أو المغرب حتى يطلع الفجر - يستتاب كما يستتاب المرتد , ثم يقتل إن لم يتب , ويغسل ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين , مع إجراء سائر أحكام المسلمين عليه . ويؤول إطلاق الكفر عليه لكونه شارك الكافر في بعض أحكامه . وهو وجوب العمل , جمعا بين هذه النصوص وبين ما صح أيضاً عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : خمس صلوات كتبهن الله - فذكر الحديث . وفيه : " إن شاء عذبه , وإن شاء غفر له " وقال أيضاً : " من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة " إلى غير ذلك . ولهذا لم يزل المسلمون يرثون تارك الصلاة ويورثونه ولو كان كافراً لم يغفر له , ولم يرث ولم يورث " .
وقد ذكر نحو هذا الشيخ سليمان بن الشيخ عبد الله في " حاشيته على المقنع " , ( 1 / 95 - 96 ) وختم البحث بقوله : " ولأن ذلك إجماع المسلمين , فإننا لا نعلم في عصر من الأعصار أحداً من تاركي الصلاة , ترك تغسيله والصلاة عليه , ولا منع ميراث موروثه مع كثرة تاركي الصلاة , ولو كفر لثبتت هذه الأحكام . وأما الأحاديث المتقدمة , فهي على وجه التغليظ والتشبيه بالكفار لا على الحقيقة , كقوله عليه الصلاة والسلام : " سباب المسلم فسوق , وقتاله كفر " , وقوله " من حلف بغير الله فقد أشرك " وغير ذلك . قال الموفق : وهذا أصوب القولين " .
أقول : نقلت هذا النص من " الحاشية " المذكورة , ليعلم بعض متعصبة الحنابلة , أن الذي ذهبت إليه , ليس رأياً لنا تفردنا به دون أهل العلم , بل هو مذهب جمهورهم , والمحققين من علماء الحنابلة أنفسهم , كالموفق هذا , وهو ابن قدامة المقدسي , وغيره , ففي ذلك حجة كافية على أولئك المتعصبة , تحملهم إن شاء الله تعالى , على ترك غلوائهم , والاعتدال في حكمهم .
بيد أن هنا دقيقة , قل من رأيته تنبه لها , أو نبه عليها , فوجب الكشف عنها وبيانها .
فأقول : إن التارك للصلاة كسلاً إنما يصح الحكم بإسلامه , ما دام لا يوجد هناك ما يكشف عن مكنون قلبه , أو يدل عليه , ومات على ذلك , قبل أن يستتاب كما هو الواقع في هذا الزمان , أما لو خير بين القتل والتوبة بالرجوع إلى المحافظة على الصلاة , فاختار القتل عليها , فقتل , فهو في هذه الحالة يموت كافراً , ولا يدفن في مقابر المسلمين , ولا تجري عليه أحكامهم , خلافا لما سبق عن السخاوي لأنه لا يعقل - لو كان غير جاحد لها في قلبه - أن يختار القتل عليها , هذا أمر مستحيل , معروف بالضرورة من طبيعة الإنسان , لا يحتاج إثباته إلى برهان .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في " مجموعة الفتاوى " ( 2 / 48 ) : " و متى امتنع الرجل من الصلاة حتى يقتل , لم يكن في الباطن مقراً بوجوبها ولا ملتزماً بفعلها , وهذا كافر باتفاق المسلمين , كما استفاضت الآثار عن الصحابة بكفر هذا , ودلت عليه النصوص الصحيحة .... فمن كان مصراً على تركها حتى يموت , لا يسجد لله سجدة قط , فهذا لا يكون قط مسلماً مقراً بوجوبها , فإن اعتقاد الوجوب واعتقاد أن تاركها يستحق القتل , هذا داع تام إلى فعلها , والداعي مع القدرة يوجب وجود المقدور , فإذا كان قادراً ولم يفعل قط , علم أن الداعي في حقه لم يوجد " .







رد مع اقتباس
قديم 12-08-2013, 01:01 PM   رقم المشاركة : 88
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 88

" ما اجتمع هذه الخصال في رجل في يوم إلا دخل الجنة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 133 :
رواه مسلم في " صحيحه " ( 7 / 100 ) والبخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 515 ) وابن عساكر في " تاريخه " ( ج 9 / 288 / 1 ) من طريق مروان بن معاوية قال : حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن " أبي هريرة " قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أصبح منكم اليوم صائماً ? قال أبو بكر : أنا , قال : من عاد منكم اليوم مريضاً ? قال أبو بكر أنا , قال : من شهد منكم اليوم جنازة ? قال أبو بكر : أنا , قال : من أطعم اليوم مسكيناً ? قال أبو بكر : أنا , قال مروان : بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
والسياق للبخارى . وليس عند مسلم وابن عساكر " قال مروان : بلغني " بل هذا البلاغ عندهما متصل بأصل الحديث من طريقين عن مروان . وهو الأصح إن شاء الله تعالى .
والحديث عزاه المنذري في " الترغيب " ( 4 / 162 ) لابن خزيمة فقط في " صحيحه " ! وله طريق أخرى عند ابن عساكر عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة نحوه .
ولبعضه شاهد من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر بلفظ : " هل منكم أحد أطعم اليوم مسكيناً ? فقال أبو بكر رضي الله عنه : دخلت المسجد فإذا أنا بسائل يسأل , فوجدت كسرة خبز في يد عبد الرحمن , فأخذتها منه , فدفعتها إليه " أخرجه أبو داود وغيره وإسناده ضعيف كما بينته في الأحاديث " الضعيفة " ( 1400 ) .
وفيه فضيلة أبي بكر الصديق رضي الله عنه والبشارة له بالجنة , والأحاديث في ذلك كثيرة طيبة .
وفيه فضيلة الجمع بين هذه الخصال في يوم واحد , وأن اجتماعها في شخص بشير له بالجنة , جعلنا الله من أهلها .







رد مع اقتباس
قديم 12-08-2013, 01:02 PM   رقم المشاركة : 89
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 89

" إن أول ما يكفئ - يعني الإسلام - كما يكفأ الإناء - يعني الخمر - , فقيل : كيف يا رسول الله , وقد بين الله فيها ما بين ? قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يسمونها بغير اسمها " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 134 :
رواه الدارمي ( 2 / 114 ) : حدثنا زيد بن يحيى حدثنا محمد بن راشد عن أبي وهب الكلاعي عن القاسم بن محمد عن " عائشة " قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : وهذا سند حسن , القاسم بن محمد هو ابن أبي بكر الصديق - ثقة أحد الفقهاء في المدينة , احتج به الجماعة .
وأبو وهب الكلاعي اسمه عبيد الله بن عبيد وثقه دحيم .
وقال ابن معين : لا بأس به .
ومحمد بن راشد هو المكحولي الخزاعي الدمشقي , وثقه جماعة من كبار الأئمة كأحمد وابن معين وغيرهما , وضعفه آخرون .
وتوسط فيه أبو حاتم فقال : " كان صدوقا حسن الحديث " .
قلت : وهذا هو الراجح لدينا , وقال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يهم " . وزيد بن يحيى , هو إما زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي أبو عبد الله الدمشقي , وإما زيد بن أبي الزرقاء يزيد الموصلي أبو محمد نزيل الرملة , ولم يترجح لدي الآن أيهما المراد هنا , فكلاهما روى عن محمد بن راشد , ولكن أيهما كان فهو ثقة .
وقد وجدت للحديث طريقا أخرى , أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 225 / 1 ) وابن عدي ( ق 264 / 2 ) عن الفرات بن سلمان عن القاسم به , ولفظه : " أول ما يكفأ الإسلام كما يكفأ الإناء في شراب يقال له : الطلاء " .
ثم رواه ابن عدي عن الفرات قال : حدثنا أصحاب لنا عن القاسم به . و قال : " الفرات هذا لم أر المتقدمين صرحوا بضعفه , وأرجو أنه لا بأس به , لأني لم أر في رواياته حديثا منكراً " .
قلت : وقال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 80 ) : " سألت أبي عنه ? فقال : لا بأس به , محله الصدق , صالح الحديث " .
وقال أحمد : " ثقة " . كما في " الميزان " و " اللسان " .
قلت : فالإسناد صحيح , ولا يضره جهالة أصحاب الفرات , لأنهم جمع ينجبر به جهالتهم , ولعل منهم أبا وهب الكلاعي فإنه قد رواه عن القاسم كما في الطريق الأولى , فالحديث صحيح . وقول الذهبي في ترجمة الفرات : " حديث منكر " منكر من القول , ولعله لم يقف على الطريق الأولى , بل هذا هو الظاهر . والله أعلم .
والحديث مما فات السيوطي فلم يورده في " الجامع الكبير " , لا في باباً " إن " ولا في " أول " وإنما أورد فيه ما قد يصلح أن يكون شاهداً لهذا فقال ( 1 / 274 / 2 ) : " أول ما يكفأ أمتي عن الإسلام كما يكفأ الإناء , في الخمر . ابن عساكر عن ابن عمرو " .
ثم رأيته في " تاريخه " ( 18 / 76 / 1 ) عن زيد بن يحيى بن عبيد حدثني ابن ثابت ابن ثوبان عن إسماعيل بن عبد الله قال : سمعت ابن محيريز يقول : سمعت عبد الله بن عمرو يقول فذكره وزاد في آخره " قال : وقلت ( لعله . وقطب ) رسول الله صلى الله عليه وسلم " . وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد .
وللحديث طريق أخرى بلفظ آخر عن عائشة , يأتي في الذي بعده .
( الطلاء ) قال في " النهاية " : " بالكسر والمد : الشراب المطبوخ من عصير العنب , وهو الرب " .
ثم ذكر الحديث ثم قال : " هذا نحو الحديث الآخر : سيشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها . يريد : أنهم يشربون النبيذ المسكر , المطبوخ , ويسمونه طلاء , تحرجاً من أن يسموه خمراً " .
وللحديث شاهد صحيح بلفظ : " ليستحلن طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه , ( وفي رواية ) : يسمونها بغير اسمها " .







رد مع اقتباس
قديم 12-08-2013, 01:03 PM   رقم المشاركة : 90
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 90

" ليستحلن طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه , ( وفي رواية ) : يسمونها بغير اسمها " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 136 :
أخرجه ابن ماجه ( 3385 ) وأحمد ( 5 / 318 ) وابن أبي الدنيا في " ذم المسكر " ( ق 4 / 2 ) عن سعيد بن أوس الكاتب عن بلال بن يحيى العبسي عن أبي بكر ابن حفص عن ابن محيريز عن ثابت بن السمط عن " عبادة بن الصامت " قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد جيد , رجاله كلهم ثقات , وابن محيريز اسمه عبد الله . وهو ثقة من رجال الشيخين .
وأبو بكر بن حفص , هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص وهو ثقة محتج به في " الصحيحين " أيضاً .
وبلال بن يحيى العبسي , قال ابن معين : " ليس به بأس " . ووثقه ابن حبان . وقد تابعه شعبة , لكنه أسقط من الإسناد " ثابت بن السمط " وقال : " عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم " بالرواية الثانية .
أخرجه النسائي ( 2 / 330 ) , وأحمد ( 4 / 237 ) , وإسناده صحيح , وهو أصح من الأول .
وروي عن أبي بكر بن حفص على وجه آخر , من طريق محمد بن عبد الوهاب أبي شهاب عن أبي إسحاق الشيباني عن أبي بكر بن حفص عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 6 / 205 ) .
قلت : ورجاله ثقات غير أبي شهاب هذا فلم أعرفه .
وللحديث شاهد يرويه سعيد بن أبي هلال عن محمد بن عبد الله بن مسلم أن أبا مسلم الخولاني حج , فدخل على عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت تسأله عن الشام وعن بردها , فجعل يخبرها , فقالت : كيف تصبرون على بردها ? فقال : يا أم المؤمنين إنهم يشربون شراباً لهم , يقال له : الطلاء , فقالت : صدق الله وبلغ حبي , سمعت حبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن ناساً من أمتي يشربون الخمر , يسمونها بغير اسمها " .
أخرجه الحاكم ( 2 / 147 ) و البيهقي ( 7 / 294 - 295 ) .
وقال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " .
وتعقبه الذهبي بقوله : " قلت : كذا قال : " محمد " , فمحمد مجهول , وإن كان ابن أخي الزهري فالسند منقطع " .
قلت : وسعيد بن أبي هلال كان اختلط , وقد تقدم الحديث عن عائشة بلفظ آخر قبل هذا الحديث .
وله شاهد ثان , من حديث أبي أمامة الباهلي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تذهب الليالي والأيام , حتى تشرب طائفة من أمتي الخمر , يسمونها بغير اسمها " .
أخرجه ابن ماجه ( 3384 ) , وأبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 97 ) عن عبد السلام بن عبد القدوس , حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عنه .
وقال أبو نعيم : " كذا حدثناه عن أبي أمامة , وروي عن ثور عن خالد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مثله " .
قلت : ورجاله ثقات غير عبد السلام هذا وهو ضعيف كما في " التقريب " .
وله شاهد ثالث يرويه أبو عامر الخزاز عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أمتي يشربون الخمر في آخر الزمان , يسمونها بغير اسمها " .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 114 / 3 ) . وأبو عامر اسمه صالح بن رستم المزني , وهو صدوق كثير الخطأ كما في " التقريب " , فمثله يستشهد به . والله أعلم .
وله شاهد رابع يرويه حاتم بن حريث عن مالك بن أبي مريم قال : دخل علينا عبد الرحمن بن غنم فتذاكرنا الطلاء , فقال : حدثني أبو مالك الأشعري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليشربن ناس من أمتي الخمر , يسمونها بغير اسمها " .
أخرجه أبو داود ( 3688 ) , والبخاري في " التاريخ الكبير " ( 1 / 1 / 305 و4 / 1 / 222 ) , وابن ماجه ( 4020 ) , وابن حبان ( 1384 ) , والبيهقي ( 8 / 295 و 10 / 231 ) , وأحمد ( 5 / 342 ) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 167 / 2 ) , وابن عساكر ( 16 / 115 / 2 ) , كلهم عن معاوية بن صالح عن حاتم به .
قلت : ورجاله ثقات غير مالك بن أبي مريم , قال الذهبي : " لا يعرف " . ووثقه ابن حبان على قاعدته !
هذا هو علة هذا الإسناد , وأما المنذري فأعله في " مختصره " ( 5 / 271 ) بقوله : " في إسناده حاتم بن حريث الطائي الحمصي , سئل عنه أبو حاتم الرازي , فقال : شيخ . وقال ابن معين : لا أعرفه " .
قلت : قد عرفه غيره , فقال عثمان بن سعيد الدارمي : " ثقة " . وذكره ابن حبان في " الثقات " , وقال ابن عدي : " لعزة حديثه لم يعرفه ابن معين , وأرجو أنه لا بأس به " .
قلت : فإعلاله بشيخه مالك بن أبي مريم - كما فعلنا - أولى , لأنه لم يوثقه غير ابن حبان كما ذكرنا .
هذا وفي الحديث زيادة عن ابن ماجه والبيهقي وابن عساكر بلفظ : " يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات , يخسف الله بهم الأرض , ويجعل منهم القردة والخنازير " .
والحديث صحيح بكامله , أما أصله فقد تقدمت له شواهد .
وأما الزيادة فقد جاءت من طريق أخرى عن عبد الرحمن بن غنم نحوه , ولفظه يأتي بعده , وقال البيهقي عقبه : " ولهذا شواهد من حديث علي , وعمران بن حصين , وعبد الله بن بسر , وسهل بن سعد , وأنس بن مالك , وعائشة , رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم " .







رد مع اقتباس
 
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من الاحاديث المؤثرة عن رسول الله‎ بسمه المنتدى الإسلامي 14 01-09-2012 01:23 PM
كم اهتز قلبى لهذه الاحاديث القدسية! الفاتح المنتدى الإسلامي 12 28-04-2010 11:56 PM
الفائده والاجر العظيم للاستذكار الاحاديث عافك الخاطررررر المنتدى الإسلامي 21 06-09-2009 03:05 PM
كثير من الاحاديث المنسوبة للرسول المنتشره فما صحتها ؟؟ حنتوش المحدود المنتدى الإسلامي 11 30-07-2009 11:32 PM
كيف تعرف الاحاديث الشريفية صحيحة الأسير المنتدى الإسلامي 3 03-04-2007 01:21 PM



الساعة الآن 05:14 AM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت