( دماء هؤلاء حرام .. )
الذمي: هو من أقام بدار الإسلام إقامة دائمة بأمان مؤبّد
المعاهد: هو أهل البلد المتعاقد معه.
المستأمن: هو الحربي الذي يدخل دار الإسلام بأمانٍ مؤقت لأمر
فهؤلاء يحرم الاعتداء كما سبق للنصوص الشرعية التالية التي منها:
1 - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: ((من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها لتوجد من مسيرة أربعين عامًا )).
2 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: ((ألا من قتل نفسًا معاهدة لها ذمة الله وذمة رسوله، فقد أخفر ذمة الله فلا يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا )) .
3 - عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ((من قتل معاهدًا في غير كنهه حرَّم الله عليه الجنة )) .
وفي رواية ((من قتل نفسًا معاهدة بغير حلها حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها )) .
قال الشوكاني رحمه الله: ( المعاهد: هو الرجل من أهل دار الحرب يدخل إلى دار الإسلام بأمان،فيحرم على المسلمين قتله بلا خلاف بين أهل الإسلام حتى يرجع إلى مأمنه، ويدل على ذلك أيضًا قوله تعالى: سورة التوبة الآية 6( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ) .
وقوله: لم يرح رائحة الجنة. بفتح الأول من يرح، وأصله راح الشيء أي وجد ريحه، ولم يرحه أي: لم يجد ريحه، ورائحة الجنة نسيمها الطيب. وهذا كناية عن عدم دخول من قتل معاهدًا الجنة لأنه إذا لم يشم نسيمها وهو يوجد من مسيرة أربعين عامًا لم يدخلها. وقوله: فقد أخفر ذمة الله أي: نقض عهده وغدر فمجموع النصوص الشرعية اشتملت على تشديد الوعيد على قاتل المعاهد، لدلالتها على تخليده في النار وعدم خروجه منها وتحريم الجنة عليه، مع أنه قد وقع الخلاف بين أهل العلم في قاتل المسلم هل يخلد فيها أم يخرج عنها؟!
وقد أجمع العلماء قاطبة على تحريم الغدر /وإذا كان هذا الوعيد الشديد في قتل آحاد المعاهدين والذميين والمستأمنين، فكيف بنسف بيوتهم وعماراتهم، وهدمها على رءوسهم، وإحراق سيارتهم وتدمير ممتلكاتهم بل وقتل من في بيوتهم من النساء والصبيان وكبار السن؟ مع أن قتل هؤلاء من الكفار المحاربين حرام لا يجوز بإجماع العلماء إلا لضرورة فكيف بنساء المعصومين من الذميين والمعاهدين والمستأمنين وأطفالهم؟ وهل هذا إلا غدر في العهود، ونقض للعقود، وخفر للذمم، وافتيات على الإمام مع ما فيها من تشويه صورة الإسلام والمسلمين، وتنفير الناس من الدخول في دينه الذي أرسل به محمدا - صلى الله عليه وسلم- ليكون رحمة للعالمين.
وتنزيل المادة كاملة : اضغط هنا