السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعــــــــــد
اعلم رحمنى الله وإياك أن
التوحيد : هو إفراد الله تعالى بالربوبية والألوهية وكمال الأسماء والصفات.
وهذه الثلاثة، وهي توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
1- توحيد الربوبية : وهو توحيد الله بأفعاله - سبحانه - مثل الخلق والرزق وتدبير الأمور والإحياء والإماتة ونحو ذلك.
فلا خالق إلا الله، كما قال تعالى: { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ "62"} سورة الزمر
ولا رازق إلا الله، كما قال تعالى : { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا "6"} سورة هود
ولا مدبِّر إلا الله، كما قال تعالى: { يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ "5"} سورة السجدة
ولا محيي ولا مميت إلا الله، كما قال تعالى : { هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ "56"} سورة يونس
وهذا النوع قد أقر به الكفار على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يدخلهم في الإسلام، كما قال تعالى : { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ "35"} سورة لقمان
- توحيد الألوهية : وهو توحيد الله بأفعال العباد التي أمرهم بها. فتصرف جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له، مثل الدعاء والخوف والتوكل والاستعانة والاستعاذة وغير ذلك.
فلا ندعو إلا الله، كما قال تعالى: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ "60"} سورة غافر
ولا نخاف إلا الله، كما قال تعالى : { فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ "175"} سورة آل عمران
ولا نتوكل إلا على الله ، كما قال تعالى : { وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ "23"} سورة المائدة
ولا نستعين إلا بالله، كما قال تعالى: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ "5"} سورة الفاتحة
ولا نستعيذ إلا بالله، كما قال تعالى: { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ "1"} سورة الناس
وهذا النوع من التوحيد هو الذي جاءت به الرسل عليهم السلام، حيث قال تعالى : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ "36"} سورة النحل
وهذا النوع من التوحيد هو الذي أنكره الكفار قديما وحديثا، كما قال تعالى على لسانهم: { أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ "7"} سورة ص
3- توحيد الأسماء والصفات : وهو الإيمان بكل ماجاء في القرآن الكريم والأحاديث النبوية المطهرة الصحيحة من أسماء الله وصفاته التي وصف الله عز وجل بها نفسه أو وَصفه بها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم على الحقيقة.
وأسماء الله الحسنى ، أي البالغة في غاية الحسن وتمامه .
وأسماء الله كثيرة ، منها : الرحمن، والسميع، والبصير، والعزيز، والحكيم.
قال تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "11"} سورة الشورى
ومن هزل بشيء من أسماء الله وصفاته فهو كافر حلال الدم
قال الله عز وجل:
{ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِئُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ
مَّا تَحْذَرُونَ [64] وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ
كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ [65] لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً
بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ [66]}
سورة التوبة
روى أبو داود عن أبي شريح : أنه كان يكنى أبا الحكم ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الله هو الحكم ، وإليه الحكم " ، فقال : إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم ، فرضي كلا الفريقين ، فقال : " ما أحسن هذا ! فمالك من الولد ؟ " قلت : شريح ، ومسلم ، وعبد الله ، قال : " فمن أكبرهم ؟ " قلت : شريح ، قال : " فأنت أبو شريح » .
و احترام أسماء الله وصفاته واجب على كل مسلم ومسلمة فلا تمتهن ، ومن الواجب ألا يوصف بها غير الله جل وعلا .
وقال الله عز وجل :
{ ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه "30"}
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ "32" } سورة الحج
قال أهل العلم : الشعائر : جمع شعيرة ، وهي : كل ما أشعر الله بتعظيمه ، ومما أشعر الله بتعظيمه أسماؤه الحسنى- جل وعلا- فيجب احترامها وتعظيمها ولهذا يستدل أهل العلم على وجوب ألا تمتهن أسماء الله وصفاته الموجودة في الجرائد وغيرها فلا ترمى فى الطرقات ويداس عليها، أو أن توضع في أمكنة قذرة ، وعلى وجوب احترام كل ما فيه اسم من أسماء الله بهاتين الآيتين .
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا من أهل التوحيد الذين هم أهل جنته
يردون حوض نبيه ويشربون من يده ويباهى بهم الأمم كلها
اللهم آمـــــــين
__________________