أسماء حمزة بدران- نحب الخلود بفطرتنا ، ونسعى لنكون في كل مكان تحت الضوء دائماً. ونخاف الموت وأسبابه، رغم أننا دائماً ما نسلك طرقه. هذه إذن سمتنا وما عليه طبعنا منذ بدء الخلق وخلق آدم عليه السلام ألم يقل الله تعالى في سورة طه ( فوسوس إليه الشيطان، قال : يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى)، هي نقطة ضعف إذن ؟! ، فكيف جعلها البعض منا نقطة قوة ؟..أليس الخلود نقمة في الدنيا وليس نعمة، ألم يقل الله تعالى في سورة يس «وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ» ؟
وكلنا نثق أن العمر الحقيقي للإنسان يقاس بعمله وليس سنين حياته، قال صاحب الحكم :» رب عمر اتسعت آماده، كثيرة أمداده . ومن بورك له في عمره أدرك في يسير من الزمن من منن الله تعالى ما لا يدخل تحت دوائر العبادة ولا تلحقه الإشارة «. فالعمر يطول بقدر ما كتب في رصيد الإنسان عند الله من عمل الصالحات وفعل الخيرات . إذن يستطيع الإنسان أن يطيل عمره ويجعل فيه من البركة ما يخلده، بقيامه بصالح الأعمال وارفع العبادات . وكلما زاد ميزانه زاد عمره.
ولعل من ابسط الاشياء التي تجعل في العمر بركه صلة الرحم .وفي البخاري «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَه»ُ.
ومن الامور التي تطيل العمر وتزيد الاجر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قال عليه الصلاة والسلام :» بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شيخاً مطاعاً، وهوى متبعاً، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ورأيت أمراً لا يدان لك به ، فعليك نفسك . إن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون بمثل عمله «
فرغبة الإنسان بالخلد يجب ان تكون دافعاً لفعل الخير وحصد ثماره، وعمر الإنسان الحقيقي هو عمله وما جنى في سنين حياته .وبركة العمر تأتي حصيدة فعل الخير وإتباع المعروف في النفس بالعبادة الحقة والآخرين بالأخلاق الحسنة والمعاملة الراقية . ونذكر دعاء ابراهيم عليه السلام حين دعا ربه : ( رب اجعل لي لسان صدق في الآخرين) .
منقول