بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أما بعد ::.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
"وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير "
في أوقات المحن والفتن
ينبغي على المسلم أن يتأمل كتاب الله سبحانه
ليجد فيه البلسم الشافي والدواء النافع
لكشف حقيقة هذه الفتن والمحن .
إن ما يحدث اليوم من فتن داخلية
إنما هو بسبب ذنوبنا ومعاصينا
وهذه حقيقة لا يختلف عليها المسلمون
ولكن البعض قد ينساها في خضم الجدل والخصام والنقاش والتساؤل
حول من تسبب في هذه الفتن والقلاقل .
والقرآن يضع الحقيقة جلية واضحة :
" وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير "
نعم إن من يستقرئ أحوال بلادنا
في العشر السنوات الأخيرة على وجه الخصوص
يجد تحولا خطيرا في المجتمع
فقد أصبح التشكيك في مبادئ الدين و أسسه قضية مطروحه للنقاش
والاستهزاء بأحكام الدين في المنابر الإعلامية علنا
بالتصريح تارة وبالتلميح أخرى
ولم يعد لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هيبتها ولا مكانتها
بل أصبحتَ تسمع من يطالب بطي ملفها
وبدأت أشواك تغيير المناهج تغص بها مدارسنا
و بدأ بعضنا يشكك في شريعته وفي مبادئ دينه
وحلت بكثير منا الهزيمة الداخلية
وتسلط أهل الأهواء والنفاق ليكملوا الإجهاز على الضحية
وتحولت عقولنا نحو الغرب من أعدائنا
وكأنهم هم المستشار المؤتمن وصرنا كمن يهدم بيته بيده
فضاعت عقولنا بعد أن ضيعنا قيمنا ومنهج حياتنا الذي لا عزة لنا بدونه
فهل بعد ذلك يحق لنا أن نستغرب ما يحدث وما يقع .
إن السؤال المهم اليوم هو : " أين سفينة النجاة "
لقد أكرمنا الله بهذا الدين العظيم وأعزنا به
وبين لنا بيانا شافيا مواطن العزة ومواطن الذل والهوان
ونهانا عن طاعة الكافرين وموالاتهم ومظاهرتهم على المسلمين
وحذرنا من إيذاء المسلمين ولو بكلمة واحدة
فمن فعل ذلك فلا يلومن إلا نفسه
" والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه
تكن فتنة في الأرض وفساد كبير "
وقوله تعالى :
" يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا
يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين "
وقوله تعالى :
" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا
ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر "
إن من الدين ومن العقل أن نقف وقفة تأمل صادقة ونراجع أنفسنا
ونعود إلى ربنا تائبين صادقين بعيدا عن الكذب والنفاق
فنقيم شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما أمر الله
ونأخذ على أيدي سفهاء قومنا حتى يعودوا إلى رشدهم
ولا ندعهم يتهكمون بالدين جهارا نهارا
و أن نلتزم بديننا بقوة وعزة وبعيدا عن الهزائم والضعف
وأن نكون على حذر من عدونا ومن مكره وكيده
فقد قال الله تعالى عنهم :
" هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون "
إن فهمنا لحقيقة أعدائنا كما بين الله سبحانه
لمن أعظم أسباب إطفاء نار الفتنة
فقد قال الله عنهم :
" لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة
يرضونكم بأفواههم و تأبى قلوبهم و أكثرهم فاسقون "
فلا طاعة لهم ولا مشورة لهم
بل ينبغي أن يقع الاتهام الأول في الأحداث لهم
و إني على يقين
أن أجهزة مخابراتهم مع طابور المنافقين في بلادنا
هم من وراء كثير من هذه الأحداث
فهم يديرونها بعناية فائقة وبتخطيط ماكر
فلماذا نوجـه دائما أصابـع الاتهام إلـى أبنـاء المسلميـن دون أدلـة واضحـة
مع أن الغرب دائما في أي حادث يقع لهم
يوجهون أصابع الاتهام مباشرة إلى المسلمين
وليس إلى بني قومهم إلا بعد تحقق الأدلة الكافية
فهل هم أشد رحمة بقومهم منا بأقوامنا ... ؟؟
إن ما يحدث الآن هو تغييب لمنطق العقل والحكمة
وصب للزيت على النار و إشعال للفتنة
وليس من نجاة إلا
بالتمسك بهدي كتاب الله وسنة نبيه عليه افضل الصلاة والسلام
بعيدا عن الانجرار وراء سراب الغرب الغادر
عسى أن تصيبنا نفحة من نفحات رحمة الله
فهو وحده القادر على إطفاء نار الفتنة
متى صدق المسلمون في توبتهم وعودتهم
إلى التمسك بشرائع هذا الدين العظيم
و إلاَ يكن ذلك فلننتظر المزيد من
العقوبات الربانية والفتن الداخلية
و الإذلال الذي لا يمكن أن يزول إلا بالرجوع إلى ظلال ديننا القويم
والله أعلم ... وصلى الله وسلم على نبينا محمد ...