شرح مجموعة أبيات من اختياري
من معلقة (( عمرو بن كلثوم ))
كأنا والسيوفُ مسلَّلاتٌ *** ولَدْنَا الناسَ طُرَاً أجمَعِينَا (1)
يُدَهْدُونَ الرُؤُوسَ كما تُدَهْدِي *** حَزَاوِرَةٌ بأبطَحِها الكُرِينا (2)
وقد عَلِمَ القبائلُ من مَعَدٍّ *** إذا قُببٌ بأبطحِها بُنِينَا (3)
بأنا المُطعمون إذا قَدِرنا *** وأنا المُهلِكون إذا ابتُلِينا (4)
وأنا المانِعون لِمَا أرَدنا *** وأنا النازِلُون بحيثُ شِينا (5)
وأنا التاركون إذا سَخِطْنا *** وأنا الآخِذُون إذا رَضِينا (6)
وأنا العاصِمُون إذا أُطِعْنا *** وأنا العازِمُون إذا عُصِينا (7)
ونشربُ إِنْ وَرَدْنَا الماءَ صَفْواً *** ويشربُ غيرُنا كَدَراً وطِينا (8)
مَلَأنا البرَّ حتى ضاقَ عَنَّا *** وظهرُ البحرِ نملؤُه سفينا (9)
إذا بلغَ الفطامَ لنا رضيعٌ *** تخرُّ له الجبابِرُ ساجدينا (10)
.................................................. ....................
(1) مُسَلَّلاتٌ : حال استلال السيوف من أغمادها
يقول : كأنا حال استلال السيوف من أغمادها - أي حال الحرب - ، ولدنا جميع الناس .. أي : نحميهم حماية الوالد لولده .
(2) الحزور : الغلام الغليظ الشديد ، والجمع حزاورة
يقول : يدحرجون رؤوس أقرانهم ، كما يدحرج الغلمان الغلاظ الشداد الكرات في مكان مطمئن من الأرض .
(3) يقول: وقد علمت قبائل معد إذا بنيت قبابها بمكان أبطح .
(4) يقول : قد علمت هذه القبائل أنا نطعم الضيفان إذا قدرنا عليه ، ونهلك أعداءنا إذا اختبروا قتالنا .
(5) يقول : و أنا نمنع الناس ما أردنا منعه إياهم ، وننزل حيث شئنا من بلاد العرب .
(6) يقول : وأنا نترك ما نسخط عليه ونأخذ إذا رضينا ، أي : لا نقبل عطايا من سخطنا عليه ونقبل هدايا من رضينا عليه .
(7) يقول : وأنا نعصم ونحمي جيراننا إذا أطاعونا ، ونعزم عليهم بالعدوان إذا عصونا .
(8) يقول : ونأخذ من كل شيء أفضله ونترك لغيرنا أرذله ، يريد أنهم السادة والقادة وغيرهم أتباع لهم .
(9) يقول : عممنا الدنيا برا وبحرا ، فضاق البر عن بيوتنا والبحر عن سفننا .
(10) يقول : إذا بلغ صبياننا الفطام ، سجد لهم الجبابرة من غيرنا احتراما وتعظيما .
.................................................. ....................