بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما يكون الباطل قوياً ..!
عندما يكون الباطل قوياً .. تسود شرائعه وقوانينه، ومفاهيمه وثقافته الباطلة الأمصار وكأنها حق مُسلَّم به لا يقبل النقاش أو التغيير!
الكل يُحاول أن يسترضيه .. أو أن يتعايش معه .. ومع قوانينه .. خشية سخطه وسطوته!
فباطل الباطل هو الحق .. وما سواه أو خالفه فهو الباطل!
وهذا ليس غريباً على الناس الذين تشعبت وتاهت بهم الدروب والأهواء .. ولكن الغرابة والمشكلة الكبرى تكون عندما يُحاول أهل الحق .. بقية الخير في الأرض ـ لسبب أو آخر ـ مجاملة هذا الباطل ومداهنته على حساب الحق الذي هم عليه ..!
المشكلة الكبرى تكون عندما يستوحش أهل الحق الغربة التي يفرضها عليهم الباطل .. فيحملهم ذلك على طلب وده واسترضائه، والتصالح معه ..!
المشكلة الكبرى تكون عندما تحملهم سطوة الباطل .. وسعة انتشاره .. ورواجه بين الناس .. على أن يتكيفوا مع هذا الباطل .. ومع مفاهيمه ومصطلحاته .. وكأنه واقع لا بد من الاعتراف بشرعيته ودستوريته، والرضى به..!
المشكلة الكبرى تكون عندما يصل أهل الحق موصلاً من الضعف والعجز فيحملهم على أن يكسوا الباطل وراياته ثوب الحق .. والإسلام .. ليعترف الباطل بهم .. أو ليجدوا لأنفسهم موطأ قدم بين الأمم والشعوب!
من قبل وجدوا التيار الجارف ينادي بالاشتراكية .. فقالوا فرقاً من العزلة التي فرضها عليهم الباطل .. باشتراكية الإسلام .. وأن الاشتراكية من الإسلام، والإسلام من الاشتراكية!
واليوم وجدوا التيار قد انحرف مع الديمقراطية .. وأن الشعوب قد فُتنت بهذا الدين الجديد .. فقالوا ـ إلا من رحم الله من بقية الخير ـ فرَقاً من الباطل وسطوته .. واسترضاء لمرضاة الشعوب المغفلة: بديمقراطية الإسلام .. وأن الديمقراطية من الإسلام .. والإسلام من الديمقراطية ..!
المشكلة الكبرى تكون عندما يصل الشعور بأهل الحق أنهم طرف في المجتمعات كأي طرف باطل آخر .. يتساوون معه في الحقوق والواجبات ..!
عندما يصل أهل الحق إلى هذا الموصل .. لا تسأل عن حجم المفاسد والأضرار التي تصيب الأمة في عقيدتها وهويتها ووجودها .. كما هو معايش وملموس الآن!
كتبه
الشيخ أبي بصير الطرطوسي حفظه الله