الجهاد الشرعي
ليس كل جهاد تقوم به طائفة يكون شرعيا، وإنما مرد ذلك إلى مطابقة ذلك الجهاد للشريعة، فمتى ما اختلت المطابقة للشريعة عُلم أن ذلك دعوى لا دليل عليها.
وفي ذلك يبين شيخ الإسلام رحمه الله تعالى الجهاد الشرعي حين يقول:
والكتاب والسنة مملوءان بالأمر بالجهاد وذكر فضيلته، لكن يجب أن يعرف الجهاد الشرعي الذي أمر الله به ورسوله من الجهاد البدعي: جهاد أهل الضلال الذين يجاهدون في طاعة الشيطان وهم يظنون أنهم يجاهدون في طاعة الرحمن، كجهاد أهل البدع والأهواء كالخوارج ونحوهم الذين يجاهدون أهل الإسلام وفيمن هو أولى بالله ورسوله منهم من السابقين الأولين والذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين، كما جاهدوا عليا ومن معه وهم لمعاوية ومن معه اشد جهادا، ولهذا قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه أبو سعيد قال: تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين تقتلهم أدنى الطائفتين الى الحق. فقتلهم علي ومن معه إذ كانوا أولى بالحق من معاوية ومن معه، وهم كانوا يدعون أنهم يجاهدون في سبيل الله لأعداء الله.
وكذلك من خرج من أهل الأهواء على أهل السنة واستعان بالكافر من أهل الكتاب والمشركين والتتر وغيرهم هم عند أنفسهم مجاهدون في سبيل الله بل وكذلك النصارى هم عند أنفسهم مجاهدون وإنما المجاهد في سبيل الله من جاهد لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله كما في الصحيحين عن أبي موسى قال قيل يا رسول الله الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء فأي ذلك في سبيل الله قال صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله وقد قال الله تعالى { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله }
الرد على الأخنائي - (1 / 205)