صدارة "زين" تضاعف الثقة الهلالية قبل الآسيوية
حكمة إدارة الزعيم تحتوي أزمات فنية كادت تعصف بالفريق مبكراً
نواف العابد في احتكاك على الكرة خلال مباراة التعاون
الرياض: عبدالله الفراج 2010-09-01 2:22 AM
دفعت صدارة الفريق الكروي الأول بنادي الهلال لترتيب فرق دوري زين السعودي للمحترفين بعد جمع النقاط كاملة (12 نقطة), إلى أن يفتح الصفحة الآسيوية بارتياح تام قبل أن يواجه الغرافة القطري في إياب الدور ربع النهائي لدوري الأبطال الآسيوي بالرياض في الـ15 من سبتمبر الجاري, في محاولة جادة إلى استرداد لقبه الذي غاب عنه منذ عام 2000.
وجاءت نتائج الجولات الأربع الماضية في دوري زين في وقتها بالنسبة للمعسكر الهلالي، وكانت أحسن الفرص وأجودها للدخول في أجواء المنافسات الكروية بعد أن وزعت قرعة مباريات دوري زين التي طبقت لأول مرة في منافسات الدوري السعودي, مواجهات الفريق بشكل تصاعدي، حيث بدأ الهلال المشوار بانتصار على التعاون العائد بعد غياب 13 عاماً إلى دوري الأقوياء بنتيجة 1 / 0، ثم حقق انتصاراً ثانياً أمام الحزم 2 / 0، وجاءت المواجهة الثاثلة مع الفيصلي ليكسبها 5 / 1، ويسترد بريقه الفني الذي ودع به دوري زين في الموسم الماضي بإحراز لقبه الـ12, بعد أن انتاب جماهيره شيء من المخاوف عقب عطاءات الفريق في الجولات الثلاث باستثناء الشوط الثاني لمباراة الفيصلي والذي شهد تسجيل الفريق أربعة أهداف، قبل أن ينهي الهلال الجولة الرابعة بتحقيق الانتصار على الوحدة 3 / 1 مستوى ونتيجة ليطمئن أنصاره أنه حاضر.
وانتهج مدرب الهلال، البلجيكي ايريك جيريتس سلسلة من المخططات الطويلة والغزيرة بالإعدادات (الجادة) نحو حصد لقب (الحلم) الآسيوي الذي طال انتظاره والذي استنزف الطاقات الهلالية المالية والإدارية, ورسم البلجيكي في أجندته 12 لقاءاً كروياً مابين ودي ورسمي، بدأ بأربع مواجهات في المعسكر الخارجي, ومن ثم أتبعها بمباريات بطولة النخبة الثالثة بأبها التي حقق وصافتها، ومن ثم خوض مباريات دوري زين إلى جانب مواجهة النجمة (درجة أولى) خلال فترة توقف العشر الأواخر من رمضان المبارك الحالي.
تماسك الجدار الهلالي..
ومر الهلال بمراحل متعددة (فنية وطبية) لم تكن في مخيلة الإدارة الهلالية برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد، وانفتحت صفحاتها بنقض الجامعة الملكية المغربية لكلمة الشرف مع إدارة الهلال بشأن نبأ التعاقد مع جيريتس لحين انتهاء مشاركة الفريق في البطولة الآسيوية, والتي أثارت بعض اللغط في المدرج الهلالي, وأحدثت أصداء كبيرة في الشارعين السعودي والمغربي بين مصدق ومكذب للخبر.
كما انفجرت أنباء رحيل طبيب النادي كارل وليام بسبب شروطه التعجيزية التي وضعها لمواصلة مهمته قبل انتهاء بطولة النخبة، والتي تضمنت رفع مرتبه وهو ما وافقت عليه الإدارة الهلالية بنسبة 30%, ومن ثم مطالبته بـ5 آلاف يورو عن كل حالة علاجية يقوم بمداواتها وهو ما فض الاتفاق بين الطرفين. وبعد الفراغ من بطولة النخبة جاء مدرب اللياقة فيليب ديديه بقرار الرحيل (بنظام أعود وقد لا أعود) لظروف ابنته الصحية, وعوضه المدرب الوطني عبداللطيف الحسيني بعد أن قام فيليب بمهامه على أكمل وجه في تجهيز الفريق إبان معسكره الخارجي ووضعه بنسبة 80% من جاهزيته البدنية قبل الانطلاقة الجديدة للمشوار الآسيوي المقبل.
وتواصلت الغيابات الهلالية بتعاقب إصابات اللاعبين، حيث بدأت بإجراء عملية جراحية لكتف المهاجم ياسر القحطاني، ومن ثم عملية جراحية أخرى للاعب الوسط خالد عزيز في ألمانيا لعضلته الضامة بعد أن شارك في الجولة الأولى من دوري زين, وتلا ذلك الغياب القسري لماجد المرشدي وعبدالله الزوري ونواف العابد إلى جانب العائد من جديد بنظام الانتقال فيصل الجمعان، وبات الجميع جاهزاً للغرافة القطري الذي تفحصه جيريتس ومديره الإداري سامي الجابر بجلاء في مواجهة الريان القطري في بطولة الشيخ جاسم قبل مواجهة الوحدة في دوري زين الأخيرة, والتي جعلت الجابر يؤكد تماثل فرص الهلال مع الغرافة للانتقال والتأهل للدور نصف النهائي الآسيوي بنسبة 50% لتماثل العناصرالأجنبية والمحلية في صفوف كلا الفريقين.
وما يلفت الأنظار في أوساط المراقبين هو كثرة الاعتذارات والانسحابات من قبل اللاعبين الأجانب في الفريق هذا الموسم، والتي جاءت بصورة غير متوقعة باعتذار البرازيلي تياجو نيفيز عن لقاء الوحدة لسفره للبرازيل لاستقبال مولوده, وقبلها مغادرة السويدي كريستيان ويلهامسون لبلاده قبل نهائي النخبة لظروف عائلية كادت أن تعصف وتصل به إلى حالة فراق مع زوجته، إلا أن الإدارة الهلالية وبمشاركة جيريتس ارتأت السماح لهما بمغادرة المملكة كي لا يخسرا جهوده طوال الموسم نتيجة لتتابعات نفسية قد تترك آثاراً لن تكون في الحسبان وهي النظرة المستقبلية التي رأتها الأجهزة الإدارية والفنية وانطلقت من عمق خبراتها ومعايشات خاضتها في مراحل سابقة.
المستقبل
سيكون مستقبل فريق الهلال بمفترق طريقين (الواقع) و(المفاجئ)، فالأول يقول إن الفريق سيتجاوز الغرافة ويتأهل لنصف النهائي قياساً لرحلة الإعداد الطويلة التي رسم خطتها الأمير عبدالرحمن بن مساعد منذ الدقيقة الأولى لتوليه مقاليد الرئاسة الهلالية (قبل موسمين) في تدعيم الفريق بعناصر محلية وأجنبية لاسترداد اللقب الآسيوي, وبعد أن قدمت ملايين الريالات لتحقيق الوصول للعالمية.
أما الثاني فيتمثل في حالة حدوث العكس (المفاجأة), خاصة أن خيوط الأزمة المالية تلوح في الأفق نتيجة للعزوف الشرفي الكبير عن دعم النادي, وبات يعتمد على دعم شريكه الاستراتيجي (موبايلي) في تسديد مستلزماته المالية تجاه مستحقات لاعبيه وعلى وجه الخصوص مقدمات اللاعبين ياسر القحطاني وحسن العتيبي، وستلعب الأزمة المالية أدواراً كبيرة في تحديد مسار الهلال خلال الاستحقاقات المقبلة في ظل رفع أعضاء الشرف أيديهم عن متطلبات ومستلزمات الإدارة الحالية.