نفذت البحرية الاميركية عملية خاطفة الاحد في المحيط الهندي تمكنت خلالها من تحرير القبطان الاميركي ريتشارد فيليبس الذي كان محتجزا لدى قراصنة صوماليين منذ خمسة ايام على زورق مطاطي واصبح يعتبر بطلا في الولايات المتحدة.
واعلنت البحرية الاميركية "قرابة الساعة 16,19 ت.غ. قامت القوات البحرية الاميركية بتحرير الكابتن ريتشارد فيليبس".
واضافت ان فيليبس (53 عاما) الذي امضى خمسة ايام تحت تهديد سلاح خاطفيه نقل على متن سفينة بحرية اميركية "حيث اجرى اتصالا مع عائلته وخضع لفحص طبي روتيني". واوضحت البحرية "انه في صحة جيدة".
واعلن الاميرال وليام غورتني قائد القوات البحرية ان قرار شن العملية اتخذ "خلال بضعة ثوان" من قبل مسؤول عسكري ميداني علم لتوه ان فيليبس يواجه خطرا وشيكا.
واضاف ان القرار اتخذ بموجب امر اصدره الرئيس الاميركي باراك اوباما بالتحرك فورا في حال كانت حياة الكابتن في خطر.
واوضح غورتني ان قناصة من مجموعة النخبة تمركزوا على سفينة موجودة في المكان وفتحوا النار وقتلوا ثلاثة قراصنة مضيفا ان الرابع "استسلم ويعامل بطريقة انسانية". واشار الى ان القضاء الاميركي يدرس خيارات من اجل ملاحقته قضائيا.
وكانت سفينة الشحن الاميركية "مايرسك الاباما" التي كانت تقل 20 بحارا اميركيا تعرضت لهجوم الاربعاء على بعد حوالى 500 كلم قبالة السواحل الصومالية.
وتمكن الطاقم من استعادة السيطرة على السفينة مساء الاربعاء في ظروف ملتبسة لكن الكابتن فيليبس وحده بقي رهينة لدى القراصنة. وحاول الفرار ليل الخميس الجمعة سباحة لكن محاولته باءت بالفشل.
واكد غورتني ان القبطان الاميركي قدم نفسه رهينة مقابل الافراج عن افراد طاقمه موضحا "لقد وضع حياته بين ايدي الخاطفين بهدف حماية افراد طاقمه".
واعلن اوباما عن "سعادته" بانتهاء هذه المسالة ودعا الى بذل جهود لمنع اعمال القرصنة.
وقد وصلت سفينة الشحن الاميركية مع افراد طاقمها السبت الى مرفأ مومباسا الكيني. واحتفل البحارة بتحرير قبطانهم كما افاد مراسل وكالة فرانس برس حيث لوحوا بالعلم الاميركي وفتحوا زجاجة الشمبانيا.
واكد الاميرال غورتني ان القراصنة حاولوا التفاوض للحصول على فدية. وقال "المبلغ الدقيق لست اكيدا منه، لكنني اكيد انه مبلغ كبير. لكن سياسة الولايات المتحدة هي عدم التفاوض".
من جهته اعلن زعيم الخاطفين عبدي غاراد ان القراصنة "تخلوا" عن فكرة الحصول على فدية وطالبوا "بان تتمكن سفينة يونانية محتجزة بالدخول الى المنطقة لكي يتمكنوا من الصعود على متنها".
واضاف غاراد ردا على اسئلة عبر الهاتف في ايل التي تعتبر مركز القراصنة في شمال شرق الصومال "لكن الاميركيين رفضوا ذلك".
وهذه المرة الثانية في اقل من اسبوع التي تتدخل فيها بحرية اجنبية لتحرير رهائن في هذه المنطقة.
فالجمعة نفذ الجيش الفرنسي عملية للافراج عن خمسة رهائن فرنسيين كانوا على متن اليخت الشراعي "تانيت". لكن العملية انتهت بمقتل رهينة واثنين من القراصنة.
وتشهد انشطة القراصنة الصوماليين التي بلغت ذروتها عام 2008 تكثفا منذ اسبوع رغم وجود قوات بحرية اجنبية في المنطقة.
فقد احتجز القراصنة ناقلة سفن ايطالية على متنها 16 شخصا السبت كما احتجزوا منذ اسبوع سفنا بريطانية وتايوانية والمانية ويمنية.