أحرز مسعود أوزيل لاعب ريال مدريد هدفا في الدقيقة 89 لينقذ فريقه من الخسارة ويقوده للتعادل أمام بروسيا دورتموند بنتيجة 2-2 في المباراة التي جمعت بينهما ضمن منافسات الجولة الرابعة من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا على ملعب سانيتاجو برنابيو بالعاصمة الأسبانية مساء الثلاثاء.
وحافظ دورتموند على صدارة المجموعة الرابعة بعدما رفع رصيده إلى 8 نقاط، وحافظ على سجله خاليا من الهزائم، بينما ارتفع رصيد الريال إلى 7 نقاط ليظل في المركز الثاني.
قدم بروسيا دورتموند أداء رائعا في الشوط الأول، وتميزت هجماته المرتدة بالخطورة الشديدة، بينما لم يستفد ريال مدريد من سيطرته "الودية" على الكرة، وتباطئ هيجواين ورونالدو في التعامل مع الكرات وأهدرا العديد من الفرص. تحسن أداء ريال مدريد في الشوط الثاني خاصة في الربع ساعة الأخير من المباراة عقب نزول البرازيلي كاكا.
وحرم الريال ضيفه دورتموند من اقتناص فوز تاريخي خارج ملعبه لم يحققه منذ 9 سنوات في دوري أبطال أوروبا!
تقدم الفريق الألماني أولا عن طريق اللاعب ريوس في الدقيقة 28، قبل أن يتعادل بيبي للريال في الدقيقة 36، وأحرز اربيلوا هدفا في مرماه عن طريق الخطأ في الدقيقة 45 لينتهي الشوط الأول بتقدم الفريق الضيف 2-1. وأحرز أوزيل هدف التعادل للريال في الدقيقة 89.
حاول "الداهية" جوزيه مورينيو المدير الفني لفريق ريال مدريد التغلب على غياب العديد من اللاعبين بسبب الإصابة، مثل كريم بنزيمة ومارسيلو، ومايكل ايسيان الذي جلس على مقاعد البدلاء، واعتمد المدرب البرتغالي على طريقته المعتادة 4-2-3-1 بثنائي ارتكاز في وسط الملعب مكون من الونسو ومودريتش، وثلاثي هجومي متأخر "اوزيل ورونالدو ودي ماريا" بينما شارك هيجواين كمهاجم صريح.
ولم يختلف "تكتيك" المدرب الألماني مدرب دورتموند كثيرا، وطبق نفس الطريقة حيث دفع بالدولي البولندي ليفاندوفيسكي وحيدا في الهجوم، مدعوما بالثلاثي ريوس وجوتزه وجروسكروتز.
بدأ الريال المباراة بقوة أملا في إحراز هدف مبكر لإرهاب المنافس، لكن هجماته اتسمت بالعشوائية، وغاب التفاهم بين الثلاثي هيجواين ورونالدو واوزيل، ولم ينجح في تهديد مرمى الحارس فيندفيلر طوال الربع الساعة الأولى من المباراة.
ورغم تراجعه واعتماده على الهجمات المرتدة، شكل الفريق الضيف خطورة أكبر بفضل تحركات ليفاندوفيسكي في قلب الدفاع المدريي، وانطلاقات جوتزه وريوس التي فاجأت فاران وبيبي، واستثمر لاعبو الفريق الألماني التمريرات الخاطئة الصادرة من ثنائي اتركاز الريال مودريتش والونسو.
أولى الفرص الخطرة كانت نصيب أبناء المدرب الألماني يورجن كلوب عندما انطلق شميلزر بمهارة ومرر إلى ليفاندوفيسكي الذي سدد بقوة لكن كاسياس قائد "الميرينجي" أنقذ مرماه وحافظ على نظافة شباكه.
استمرت العشوائية المدريدية في الأداء بالإضافة إلى قلة التركيز، وارتكب المدافع البرتغالي بيبي خطأ بعدما فشل في استقبال أحد الكرات في منتصف الملعب لتمر الكرة من خلف زميله اربيلوا لتجد ريوس الذي انطلق بسرعة وسدد على يسار كاسياس الذي كان بإمكانه إنقاذ الكرة وذلك بعد مرور 28 دقيقة من صافرة البداية.
أحدث هدف دورتموند صدمة بين صفوف الريال، وعاد لاعبوه للهجوم مرة أخرى، وانحصر أداء الريال في التمريرات العرضية في منتصف ملعب دورتموند دون وجود خطورة حقيقة، لكنه نجح في اقتناص هدف التعادل بعد ثمانية دقائق فقط عندما ارتقى البرتغالي بيبي ليحول برأسه عرضية راموس لتسكن شباك الحارس فيندفيلر.
انخدع لاعبو الريال بسيطرتهم "الوهمية" خاصة بعد إحراز هدف التعادل سريعا، وتسارع لاعبوه في إهدار الفرص السهلة منها انفراد "للدون" البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي تباطأ في تسديدة الكرة ليتلقطها حارس الفريق الضيف.
دفع الفريق الملكي ثمن الاستهتار بالخصم وعدم استثمار الفرص التي أتيحت له، وانطلق جوتزه في هجمة مرتدة لينفرد بالحارس كاسياس ويحاول التسديد، لكن اربيلوا تدخل في محاول لتشتيت الكرة من أمامه لكنه بدلا من ذلك سدد على مرمى فريقه لتسكن الكرة شباك أصحاب الأرض قبيل انطلاق صافرة نهاية الشوط الأول ليتأخر الريال مجددا بفارق هدف.
تحسن أداء الريال نسبيا في بداية الشوط الثاني مع التغيير الثنائي الذي قام به مورينيو بإشراك ايسيان وكاييخون بدلا من مودريتش وهيجوايين، وبالفعل نشط الأداء الهجومي لبطل الدوري الأسباني، وكاد كاييخون أن يعادل النتيجة في الدقيقة 47 بتسديدة مرت بجوار القائم الأيسر للحارس الألماني، قبل أن يرفع الحكم المساعد رايته لإلغاء هدف أحرز كاييخون أيضا بداعي التسلل.
بمرور الوقت، ظهر إصرار لاعبي الريال على التوغل وشن الهجمات من خلال عمق ومنتصف الدفاع الألماني، في ظل غياب تام للظهيرين راموس واربيلوا لمساندة الأجنحة، ولم يظهر رونالدو بمستواه المعهود، وكثرت تمريرات الخاطئة، وتسديداته غير الدقيقة.
سمح لاعبو دورتموند لأصحاب الأرض في الاستحواذ على الكرة بنسبة 61 %، واستمروا في اعتمادهم على الهجمات المرتدة التي انخفض عددها تدريجيا في اتجاه المباراة إلى الربع الأخير.
دفع مورينيو بورقته الأخيرة مستفيدا من تراجع دورتموند الدفاعي، فإخرج الظهير الأيسر اربيلوا وأشرك الدولي البرازيلي ريكاردو كاكا بدلا منه قبل 13 دقيقة من نهاية الوقت الأصلي للمباراة.
نشط أداء الريال بعد نزول كاكا، وانطلق اللاعب البرازيلي في أحد الهجمات ومرر إلى دي ماري الذي أرسل عرضية متقنة إلى رونالدو الذي سدد برعونة واستهتار في جسد الحارس فيندفيلر. ومرة أخرى حرم الدفاع الألماني كاكا من إحراز هدف من جملة رائعة انتهت بتسديدة البرازيلي قبل أن يخرجها أحد مدافعي الفريق الألماني من على خط المرمى.
وأخيرا جاء الفرج بقدم الدولي الألماني ذو الأصول التركية مسعود أوزيل الذي نفّذ ركلة حرة مباشرة بمهارة فائقة سكنت شباك الحارس فيندفيلر بعدما ارتطمت في القائم الأيسر في الدقيقة 89.
كاد دورتموند أن يصعق لاعبي الريال وجماهيره في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع لكن تسديدة ليفاندوفيسكي مرت بسلام خارج مرمى كاسياس لتنتهي المباراة بالتعادل 2-2.