استقراء أدلة الشريعة قاض بأن الله جعل هذا الدين رحمةً للناس، ويسرًا، ورفع الإصر والأغلال التي كانت واقعة بطائفة وكان النبي ـ ص ـ يأمر أصحابه بالتيسير على الناس، فقد قال لمعاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري لما بعثهما إلى اليمن: ( يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا ).
والإنسان له في ذاته أن يأخذ نفسه بالأشد من المشروع، كأن يصلي صلاة طويلة، ولكن ليس له أن يلزم الناس بهذا. والتشديد على الناس لا يدخل فيه إلزامهم بما شرع الله عزَّ وجلَّ، بل هو إلزام الناس بغير ما شرع الله ، وهو قسمان:
1- ما لم يُشرع أصلاً.
2- ما شرع أصله ولكن الغلو واقع في صفته أو قدره.
ويوضح هذا التوجه في الحياة المعاصرة ما قاله ماهر بكري في كتاب الهجرة " إن كلمة عاصي هو اسم من أسماء الكافر تساوي كلمة كافر تمامًا " .