بسم الله الرحمن الرحيم
" وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون "
صدق الله العظيم
الإخوة الأفاضل أعضاء ومشرفى المنتدى
الحمد لله ... أقولها من أعماق أعماقي .. فأفضاله ونعمه لا تحصي ولا تعد على الخلق أجمعين .. ولو حاولت أن أحصي أو أعد أفضاله ونعمه على .. لن تكفيني أوراق ولا أقلام الدنيا كلها لأذكر لكم أفضاله ونعمه على ..
وبعد
سنحت لي الفرصة .. ووجدت الوقت الذي يمكن أن أعيش فيه مع كتاب الله " القرآن الكريم " وأقرأه بتمهل وتمعن في معانيه – بحيث لا أنتقل من آية إلى أخرى إلا بعد أن أكون قد قرأت تفسير ماقبلها وفهمت معناها جيداً ..
حصلت على " مصحفٍ شريف " يحوي التفسير بجانب نص القرآن الكريم .. وبدأت في القراءة .. أقرأ الآية ثم تفسيرها ثم أنتقل للآية التالية ..... وهكذا ..
ولكن - ومع مؤهلاتي العالية - شعرت أنني أستهلك وقتاً طويلاً خلال قراءة تفسير بعض الآيات .. بالإضافة إلى أن هناك بعض الآيات لا يشار إليها في التفسير .. ربما اعتقاداً من المفسر أنها سهلة الفهم ولا تحتاج إلى تفسير ................. فجاءت الفكرة ..
ماذا لو كان يقرأ الكتاب إنسان ( رجل كان أو امرأة – شاب أو فتاة – تلميذ أو تلميذة ) ويريد أن يفهم ماذا تقول كل آية .. بل كل كلمة من كتاب الله .. وحاول القراءة كما حاولت
ووجدتني أشفق عليه وعليها
ووجدتني أبحث عن التفاسير المتوافرة بالأسواق وعلى الإنترنت – حتى حصلت على مجموعة تفاسير للقرآن الكريم لا بأس بها ...
وبدأت .... بدأت بتنفيذ الفكرة .. وهي قراءة الآية .. ثم تصفح التفاسير التي حصلت عليها – ماذا قالت في تفسيرها – للتوصل إلى أبسط تفسير يتضمن المقصود من الآية ( أي معناها بدون زيادة قد تسبب هروب القارئ البسيط من قراءة التفسير – وتكملة القراءة من كتاب الله دون التفسير – ربما لأن وقته لا يسمح – وربما لأن بعض الآيات التي يريد فهم معانيها – رغم بساطتها وسهولتها عند البعض – غير مدرجة بالتفسير الذي يقرأ فيه – ولأنه في الوقت نفسه يريد قراءة أكبر كم من صفحات المصحف الشريف في حالة أراد أن يختمه – في شهر رمضان على سبيل المثال ) ..
أود – أن أنوه أنني لا أقوم هنا بالتفسير ... وأكرر أنني أتصفح التفاسير الموجودة والمعتمدة – واستخلص منها المعني البسيط – الذي لا يؤثر في مضمون التفسيرات المعتمدة – وأعيد كتابتها بنفس ترتيب آيات كل سورة بالقرآن الكريم .. ليكون أمام القارئ الآيات ومعها – في نفس الصفحة – تفسيرها ببساطة حتى يتسنى لهذا القارئ المجتهد فهم معاني الآيات بطريقة مبسطة – دون إرهاقه بالدخول في تفاصيل كثيرة حول قال ( فلان ) وقال ( فلان آخر ) وأسباب النزول ...... الخ – وكلها يمكن الاطلاع عليها بالكتب الأخرى لمن أراد التوسع والزيادة في المعرفة بتلك الأحداث كلها ..
أرجو أن أكون قد وفقت في توصيل الغرض من هذا الكتاب إلى أذهان القارئ العزيز ... والذي لا أبغي من ورائه إلا رضا الله وعفوه .. وهو لوجه الله تعالى .. لا أبغي من ورائه ربحاً أو شهرةً .. وأرجو أن يتقبله الله – سبحانه وتعالى – صدقة جارية على روح والدي الحاج / كمال إسماعيل عفيفي وأرواح أموات المسلمين جميعاً.
وقبل أن أبدأ .. أشير إلى مجموعة التفاسير التي قمت بالاستعانة بها – وهي :-
الطبري – ابن كثير – الجلالين – سيد طنطاوي – المنتخب – أيسر التفاسير – الميسر – حومد – الوجيز – وأخيراً خواطر شيخنا الجليل / محمد متولي الشعراوي " رحمه الله " ..
والله الموفق ،،،،،،،،،،،،،
وقد انتهيت - بحمد الله تعالى - من سور ( الفاتحة - البقرة - آل عمران - النساء ) لكننى قررت إعادة الفاتحة والبقرة بعد ما شعرت بحلاوة إضافة خواطر الشعراوى ( رحمه الله ) إذا كان لى عمر وأكملت المشوار الصعب نظراً لأننى لم أعطيهما حقهما من هذه الخواطر الجميلة.
مرفق لسيادتكم سورة " آل عمران "
أرجو القراءة ... وإفادتي برأيكم الكريم ..
مع خالص تحياتى ...
أعزائى .... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
فضلت أن أذكر - كمثال - تفسير الآيات من (1) حتى (6) ... مع ملاحظة أن كل ما هو مكتوب بين قوسين هكذا (( ملحوظة: ........... )) مستوحى من خواطر الشيخ الشعراوى - رحمه الله ...
واذا عجبتكم حملوا الملف ... جزاكم الله خيراً ...
الم 1
المعني:-
تُقرأ ( ألِف لام ميم ) وهي فاتحة للسورة – لا يعلم أسرارها أو معناها إلا الله سبحانه وتعالي (1).
.................................................. .................................................. ..................
هو الله ، لا معبود بحق إلا هو ، المتصف بالحياة الكاملة كما يليق بجلاله ، القائم على كل شيء (2) نَزَّل عليك – يا محمد - القرآن بالحق الذي لا ريب فيه ، مصدِّقًا لما قبله من كتب ورسل ، وأنزل التوراة على موسى عليه السلام ، والإنجيل على عيسى عليه السلام ( 3 ) أنزلهما من قبل نزول القرآن لإرشاد الناس إلى طريق الهداية ( الإيمان ) ، وصلاح دينهم ودنياهم (( ملحوظة : المقصود بالناس هنا - هم الناس الذين عاصروا الدعوة لتلك الكتب - وإذا كان القرآن قد جاء مصداقا لما في التوراة والإنجيل - ألا تكون هذه الكتب هداية لنا أيضا ؟ نعم هي هداية لنا ، ولكن الهداية إنما تكون بتصديق القرآن لها (حتى لا يكون كل ما جاء فيهما ومنسوبا إليهما حجة علينا ) - فالذي يصدقه القرآن ( بآياته التي نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم ) هو الحجة علينا ، فيكون " هدًى للناس " معناها : الناس الذين عاصروا هذه الديانات وهذه الكتب - ونحن مؤمنون بما فيها بتصديق القرآن لها )) ، وأنزل الله تعالى القرآن الكريم ليفرق به بين الحق والباطل ، وإن الذين كفروا بآيات الله المنزلة ، لهم عذاب عظيم ، والله عزيز لا يغلب على أمره ، ولا توجد قوة أخرى ضده ، وانتقامه لن يستطيع أحد أن يرده ( 4 )
.................................................. .................................................. ..................
إن الله عليم بكل شئ ، فهو لا يخفى عليه شئ فى الأرض ولا فى السماء ، صغيراً كان أو كبيراً ، ظاهراً أو باطناً ( 5 ) وهو الذى يصوركم وأنتم أجنة فى أرحام أمهاتكم بصور مختلفة حسبما يريد (( ملحوظة: والتصوير في الرحم هو إيجاد المادة التي سيوجد منها الإنسان على هيئة خاصة ، هذه الهيئة تختلف نوعيتها : ذكورة أو أنوثة ، والذكورة والأنوثة تختلفان فى المواصفات " كالشكل واللون والطول وأشياء متعددة " ، هذا الاختلاف يدل على أنها ليست من إنتاج مصنع يصنع قالباً ثم يشكل عليه ويكرره بنفس المواصفات ، لا ، فكل إنسان يولد يصنع بيد قديرة ، بقدرة ذاتية ، كل واحد بقالبه الخاص ، وكل واحد بشكله المخصوص ، وكل واحد بصوته الذي ثبت أن له بصمة كبصمة اليد ، وكل واحد بلون ، إذن فهي من الآيات ، وهذا دليل على طلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى )) ، لا إله إلا هو العزيز فى ملكه ، الحكيم فى صنعه (( ملحوظة: أي سيصوركم وهو عالم أن ما يصوره سيكون على هذه الصورة ، لأنه لا يوجد إله آخر يقول له : هذه لا تعجبني وسأصور صورة أخرى - وقد يقول أحد من الناس : إن هناك صوراً شاذة وصوراً غير طبيعية – كالأعمى والأصم والأبكم والأعرج وبعض أشكال العجز الأخرى - وهو سبحانه يقول لك : أنا حكيم ، وأفعلها لحكمة ، وعليك ألا تأخذ الخلق مفصولاً عن حكمة خالقه ، بل خذ كل خلق مع حكمته " ونحن نجد العبقريات تتفجر في الكثير منهم ، لماذا ؟ لأن الله يجعل للعاجز هِمَة عالية تحاول أن تعوض ما افتقده في شيء آخر، فيأتي النبوغ " ، إذن فـهو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشــاء وكل تصوير له حكمته ، ومادام كل تصوير له حكمته فكل خلق الله جميل))( 6 )
.................................................. .................................................. ..................