خيانـــة القَسَم !!
مقال حقوقـي
تواطؤ الأطباء الأمريكيين فـي تعذيب السجناء فيما يسُمِّي ( الحرب على الإرهاب ).
زبدة كتاب مهم ، إلى الأطباء ، وجمعيـّات حقوق الإنسان ، وشرفاء العالـم
حامد بن عبدالله العلي
( عبّر العديد من الأشخاص عن قلقهم من أنّ كتابة هذا الكتاب سيعرّض حياتي للخطر ) ستيفن مايلز ، ص 198 .. كتاب خيانة القسم.
( هل أكون ساذجا إن إعتقدت بأنّ الطبّ ما يزال مهنة نبيلة )أحد الناجين من سجون الإحتلال في العراق.. ص 207 كتاب خيانة القسم
(إنّ الأطباء هم المراقبون المباشرون لإساءة معاملة حقوق الإنسان في السجون ، نحن في سجون لايمكن لمنظمة الصليب الأحمر أن تذهب إليها ، ونحن هناك بينما هي ليست كذلك ، ويمكننا أن نشاهد الإصابات الجسدية ، والنفسية ، حتّى ولو لم يتم الكشف عنها ، وحتّى ولو تم تغييرها ليصعب تمييزها ، ويحتاج المعذبِّون إلى مساعدة طبية ليتمكنوا من إبقاء السجناء على قيد الحياة أثناء تسببهم بالضرر ، وليتوقعوا لهم مقدار الشدة التي يمكن تطبيقها على المحتجزين ، وليراقبوا إختفاء التعذيب بحيث لايترك أي ندب ، أو وئائق ) ص 207..كتاب خيانة القسم
انشغلت بعض الشيء في أيام العيد بقراءة كتاب ( خيانة القسم ) للطبيب الأمريكي المرموق ، والشريف ـ في زمنٍ قلَّ فيه الشرفاء ـ د. ستيفين هـ. مايلز ، فتحوَّل عيدي بسبب هذا الكتاب إلى شجىً وأحزان .
يصف الدكتور ستيفن كتابه القيم الذي أخذه من عشرات الآلاف من الوثائق الموثَّقة ، فيقول : ( يعتمد هذا الكتاب بشكل رئيسي على ما وجدته في خمسة وثلاثين ألف صفحة من هذه المادة ).
ويقول ( هذه الوثائق مستقاة من المصدر الرئيس ، ليست سجلاّت مكتبة جافـّة ، إنها تحتوي على سجلات التحقيقات الجنائية للجيش ، وملاحظات الإف بي آي ، حول استجواب السجناء ، ومقابلات مع الشهود ، والتذكّر المحلّف للمحادثات ، ورسائل إلكترونية مرسلة في عجالة في منتصف الليل ، وتقارير تشريح الجثث ، وتقارير سياسات القواعد العسكرية ، وسجلات السجناء الطبية ... ) .
وهذا يعني بإختصار إنها أكبر فضيحة موثّقة للأطباء الأمريكيين ، وكيف أنهم خانوا القسم ، واقترفوا أعظم جريـمة إشتراك في تعذيب الآلاف في العصر الحديث ، إذ هم حاضرون دائما جنبا إلى جنب مع كلّ طاقم التحقيق ، والتعذيب ، من سجن غوانتنامو إلى باغرام ، مروراً بكلِّ السجون السريّة الأمريكيّة الممتدة في أوربا ، والبلاد العربية ، وغيرها !
ولهذا فإنَّ أوَّل جملة كتبها المؤلف في كتابه هي عبارة : ( أين كان الأطباء ، والممرضات في سجن أبو غريب ) ، ولأنـّه طبيب حيّ الضمير ، أقسم أن يستعمل هذه المهنة البيضاء ، لإنقاذ الناس ، وتخفيف معاناتهم ، فقد شعـر بالخزي ، والعار ، بسبب هول ما أطلع عليه من تواطؤ الأطباء الأمريكيين ، مع الضبّاط ، والجنـود ، في الإشراف على عمليات التعذيـب السادية ، ثم تزويـر التقارير لتغطيتها ، تلـك الجرائم المخزية التي كانت ، ولازالت ، قائمة على قدم وساق ، في السجون الأمريكية السريّة ، والعلنيّة .
ويذكر المؤلف كيف وثـّق مصادره فيقول : ( منذ صيف 2004م ، توافرت كمية كبيرة من المعلومات الإضافية ، وأُجريت تحقيقات جديدة أيضا ، وقامت الصحافة ، وخصوصا الواشنطن بوست ، والنويورك تايمز ، واللوس أنجلوس تايمز ، والغارديان ، والتايمز ، بإعداد تقارير موثوقة ، مجموعات مثل منظمة العفو الدولية ، وأطباء من أجل حقوق الإنسان ، وإحدى مجموعات العمل الخاصة التابعة للأمم المتحدة ، وهيومن رايتس ووتش ، كلها قامت بإصدار تقارير جيدة التوثيق ، إلاّ أنّ الأكثر أهمية كانت قضية رفعتها منظمة حريّة التعبير للإعلام ، فريدوم أوف إنفورميشن آكت ، وأرسلها للقضاء ، إتحادُ الحريات المدنية الأمريكي ، حيث أدّى ذلك لتحرير عشرات آلاف الصفحات من الوثائق بشكل آمن ، ومحمي ، ويعتمد هذا الكتاب بشكل رئيسي على ما وجدته في خمسة وثلاثين ألف صفحة من هذه المادة ).
وهذا الكتاب المخيف ، مليءٌ بالقصص الرهيبة عن التعذيب في السجون الأمريكية بإشراف الأطباء ، ولنذكر منها هذه القصة على سبيل المثال فحسب :
( في الساعة الثانية صباحا ، يوم 24 تشرين الثاني 2003م ، اعتقل الفريقُ السابع لقوات المغاوير الأمريكية مناضل الجمادي في منزله بالقرب من بغداد ،كمتّهم في الهجمات على القوات الأمريكية ، وكما رأت عائلته ، فقد قاوم الجنود ، قامت القوات بتقييده ، ورميه في مؤخرة سيارة الهامفي العسكرية ، قاموا بضربه ، وركله ، والجلوس عليه خلال رحلتهم القصيرة إلى القاعدة العسكرية ، بعد ساعة أخذ إلى قاعدة قوات المغاوير ، مخيّم جيني بوزي ، وهناك تمّ تهديده وإستجوابه ، أمام أعين المساعد الطبي جيرود هولفيرتي ، كان الجمادي يتأوه قائلا ( إني أموت ، إني أموت ) ، أجابه المحقق ( ستتمنى الموت ) ، لم يتلق الجمادي أي تقييم ، أو عناية طبيين ، تم رميه ثانية في الهامفي ، وأخذ هذه المرة إلى أبوغريب ، بالرغم من الضرب ، والركل ، وضربه على رأسه بأخمص البندقية ، مشى الجمادي إلى السجن ، كان رأسه مغطى بكيس الرمل ، وكان عاريا أسفل خصره ، ويرتجف من البرد ، والرعب ، والإرهاق ، كان يواجه صعوبات في التنفس ، لم يتم إدخاله إلى أبو غريب كسجين عسكري عادي ، بدلا من ذلك ، سجنته وكالة الإستخبارات الأمريكية ، كسجين ( شبح) ، وهذا يعني أنّ اسمه غير مسجل ، وبأنه بالرغم من إصابته ، وشكواه ،لم يتلق أي فحص طبّي عادي ، والذي يتلقاه السجناء الجدد ، سلمته قوات المغاوير إلى وكالة الإستخبارات في الساعة الخامسة صباحا.
وتحت إشراف سي آي إيه ، ربطت ذراعا الجمادي سويا خلف ظهره ، أما القيود الممتدة من نافذة الغرفة ذات القضبان إلى معصميه ، فكانت مسؤولة عن رفع ذراعيه للأعلى خلف ظهره خلال الإستجواب ، إن سقط للأسفل ستلتوي ذراعاه للخلف ، والأعلى ، ضمن التجويف الكتفي ، يطلق على هذه التقنية اسم التعليق الفلسطيني ـ حيث ذكر أنها تستخدم من قبل الإسرائيليين ـ ...وبعد استجواب قصير ، سقط الجمادي أرضا ، استدعى محقق الوكالة الحرس ، قائـلا : ( لايريد هذا الرجل أن يتعاون ) ، جاء الحرس وحاولوا رفع أصفاد الجمادي خلف ظهره للأعلى أكثر ، خرج الدم من فمه ، لقد كان الجمادي حمولة ثقيلة ميتة ) .
ثم ذكر المؤلف بعد ذلك كيف أنّ الطاقم الطبي بعدما أخذ الجنود الأمريكيين الصور بجانب الجمادي ! زوّروا الحادثة ، حتّى وضعوا مصل وريدي في الجثة ، لتغيير شكل ، ووقت الوفاة ، وكُتب : توفي نتيجة نوبة قلبية ) ص 67
قصة أخرى في أبو غريب من هذا الكتاب: ( في العام 2004م ، ذكرت سجينة في أبو غريب أنها أجبرت على الزحف على الإسمنت على يديها ، وركبتيها المجردتين ، وخلع ملابسها أمام الجنود الذكور وابن أخيها ، وضربها بالعصا )
ثم ذكر أنها ضُربت بكرسيّ ضربا مبرحا ، حتى دخل منه جزءٌ في ساقها ، وأنّ من شدَّة إصابتها بالكسور ، قال لها الطبيب إنها تبدو وكأنها مدهوسة ، فلتشكر الله أن دماغها لم يصب بأذى !
ويقول المؤلف : ( ولكن مساعد الطبيب كان دائما يسجل بأنّ الإصابات الجديدة ، بما فيها الكسور ، كانت موجودة أصلا أثناء الإعتقال ولم تحدث في فترة السجن ) ص 157
وهذه قصة أخرى من أفغانستـان : ( كان ديلاور في الثانية والعشرين من عمره ، يعمل مزارعا ، وسائقا لسيارة أجرة ، عذبه الجنود الأمريكيون حتى الموت لخمسة أيام ، في نقطة إعتقال باغرام في أفغانستان في كانون الأول ديسمبر 2002م ، عندما وضع الجنود كيس الرمل لتغطية رأسه ، اشتكى ديلاور بأنه لايتمكن من التنفس ، قيد فيما بعد وعلق من يديه لساعات ، وحرم من الماء ، وضرب بشدة لدرجة أن ساقيه أصبحتا بحاجة إلى البتر ، لو أنه بقي على قيد الحياة ، وعندما ضرب بالهرواة ، أخذ يصيح ( الله ، الله ) ، الأمر الذي وجده الحراس ممتعاً جداً ، فأخذوا يضربونه أكثر فقط ليسمعوا صوته وهو يصيح ، وخلال إستجوابه الأخير ، قال الجنود للسجين المصاب الهاذي بأنه سيتلقى الرعاية الطبية بعد الجلسة ، وبدلاً من ذلك ، أُعيد إلى الزنزانة ، وقيّد بالسلاسل إلى السقف ، وبعد عدة ساعات ، وجده الطبيب ميتا، وبحلول ذلك الوقت ، كان المحققون قد وجدوا أن ديلاور بريء ، وقد تم إعتقاله ببساطة بعد قيادته سيارته الأجرة الجديدة في المكان الخطأ ، وفي التوقيت الخطأ .. فيما بعد شهد محقـّق في سبب الوفاة أن ساقي ديلاور كانتا مهروستين ،وبدت الجثة وكأن شاحنة قد مرت فوقها !! ) ص 93
ويمضي الكتاب على هذا المنوال يذكر فضائح التعذيب ، ويحكي قصصاً مروعة ، جرت في سجون العراق ، وأفغانسـتان ، وغيرها ، تحت إشراف الأطباء ، والطاقم الطبي ، يتلوها ، تزوير الوقائع ، أو إضاعة السجلات الطبية !
وللإنصاف فقد ذكر في الكتاب عدداً من الجمعيات ، والنقابات الطبية الأمريكية ، التي أدانت اشتراك أخصائي الصحة في الإساءة أو التعذيب ، وحثّتهم على الإبلاغ عن ذلك ، غير أنَّ ذلك كلَّه لم يغيـّر من الواقع شيئا ، وستبقى هذه الخيانة ، وصمة عار في جبين تاريخ الطـبّ الأمريكي.
ومن أهم ما ذكره في كتابه : ( كان من الواضح أنّ الأمريكييّن يعلمون القليل عن واقعيّة التعذيب .. يتم تصوير التعذيب الخيالي عادة على أنه يحدث في بلدان الأعداء ، أو البلدان الأجنبية الفقيرة ، العديد من الأشخاص غير مطّلعين بصورة واضحة على الإشتراك الفاجع للولايات المتحدة في أنظمة التعذيب ) .
ثم يقول فيما يشبـه خلاصة الكتاب : ( يتلطخ شرف وتقاليد المؤسسات مثل الطب ، والقانون ،والصحافة ، والجيش ، لقبولها بالتعذيب ، وتتأثر السمعة السياسية عندما يتم إكتشاف الفكرة الزائفة القائلة بأنّ التعذيب يمكن أن يقتصر على قنوات شرعية ضيقة ، ويستجيب التعذيب لبربرية الإرهاب نفسه ، ويصبح تماما كالإرهاب المراد ردعه ، ويقلل التعذيب من شأن المجتمعات المدنية ، ولابد من أن يتضمن رفض أي منهما إنكار الإثنين معاً ) ص 205
( سيتطلب الأمر إحترافية صارمة من قبل الطب ، لإزالة بقع التواطؤ مع التعذيب في 130 بلدا حيث يعمل الأطباء ، والمعذبون ، جنباً إلى جنب ) ص 207
وبعد :
فإنّ هذا الكتاب فريد من نوعه ، لأنـَّه ـ فيما أعلم ـ أوّل كتاب يكشف التواطـؤَ الطبيّ مع التعذيب ، وإنتهاك حقوق الإنسان ، موثّقـا ، ومصادره على هذا القدر من الوثائق المعتمدة ، ومن طبيب مرموق عمل طيلة 25 سنة مستشاراً للجنة الأمريكية للاجئين ، وتنقل في عدة دول ،كما عمل مع مراكز ضحايا التعذيب.
ولاريب أنه إنْ كانت هذا الفضائح تجري في السجون الأمريكية ، فما يجري في سجون الصهاينة أدهى وأمر ، وأما مافي معتقلات الأنظمة العربية ، فمقارنته بما في سجون الصهاينة والأمريكيين ، ضربٌ من الظلم لهذه السجون !
وإنـّه لمن الأسى البالغ أن يكون تحرّك جمعيات حقوق الإنسان الغربية ، وناشطيهم ـ رغم تضحياتـهم ، وتعرضهم للخطـر ـ في فضح الجرائم الأمريكية بإنتهاك حقوق الإنسان ، وفي الدفاع عن ضحاياه ، ثم كشـف ما يقع في بلادنا أيضا من تلك الجرائم المروّعة ، أن يكـون هو التحـرّك الظاهر ، والمؤثـّر .
بينما لاتكاد تسمع من هذا النشاط شيئا في بلادنا التي ترزح تحت إنتهاكات لا توصف ، بين أنظمة تعلن حالة الطوارىء ، وأخرى تمارسها بغير إعلان !
والأشـدّ من ذلك كلّه ، إعراض الوسط الإسلامي، وقادة الفكر الإسلامي ، عن هذا الناحية المهمة من الحراك الإنساني النبيل ، الذي يميـّز الحضارة الإسلامية ، ذلك أنها حضارة قائمة على محاربة الظلم ، والتصدّي للطغاة ، وإنصاف المستضعفين في الأرض.
ولهذا فقـد تجد في بعض البلاد العربية ، آلافــاً مؤلفـة من السجناء الذين يلاقون أشد أنواع التعذيب ، والإنتهاكات ، ويقبعون في معتقلات ، بغير تهم محدّدة ، ولا مدد معروفة ، وآخرين قد برأهم القضاء ، أو انتهت مدة الحكم فيهم ، ثـم يبقون في غياهب السجون ، تحت ظروف لايطيقها حتى الحيوان ، وفيهـم من العلماء ، والدعاة ، والمصلحين ، ممن لايُنقم منهم إلاّ حملهم للفكر الإسلامي الإصلاحي حتى إنهـم ينبذون فكرة العنف في التغييـر !
هذا فضلا عن شباب صالحين ، لاجريمة لهم إلاّ تعطّشهم لنصرة إخوانهم المسلمين في البلاد المحتلة .
ويمـارس عليهم أشد أنواع الإرهاب النفسي ، والفكري ، مع المضايقة ، والتعذيب ، ، لإرغامهم على الرضوخ للمخطط الإستعماري الصهيوأمريكي ، والتنازل عن الفكر المقاوم له !
بينما تتم معاملة المجرمين من رعايا الدول الغربية في تلك السـجون بالحسنـى ، أوالعفو عنهم !
وهذه الحقيقة واضح كالشمس في رابعة النهار ، مهما حاول النفاق أن يطمسها ، أو يزين وجوه الطغاة التي سوَّدها الظلم .
ثم لاينطق أحدٌ من العلماء ، والمفكرين ، ببنت شفة عن هذا الظلم العظيم ، الذي من شأنه أن يذهـب النّعَم ، ويُحلّ النقم ، ويزيل الممالك ، والدول ، بينما قـد تثور ثائرتهم على مسائل خلافية فرعية ، أو منكرات من الصغائر !
ولهذا فإنـّه قـد آن الأوان ليعتني الإسلاميـُّون بتأسيس جمعيات حقوق الإنسان ، والإعلام المرادف المهتـمّ بهذه الناحية ، والتنسيق مع جمعيات الحقوق العالمية ، في القواسم المشتركة التي تتفق مع شريعتنا ، وملاحقة أولئك الظلمة ، وكشف جرائمهم ، وقد ذكرت في فتوى نشرت سابقة ، أنه يجوز الإستفادة من كلِّ جهات الملاحقة الحقوقية ، والقضائيـة ، حتى الغربية ، ذلك أنَّ الأخـذ على يد الظالم ، متوافق مع شريعتنا ، وثقافتنا ، ورسالة حضارتنا ، فلا مانع من التعاون مع غير المسلمين لتحقيق ذلك .
ومن أهـم الأمـور في هذا المجـال ، تأسيس قناة فضائية مختصّة بحقوق الإنسان ، تتابع أحوال المعتقلين ، وغيرهم من ضحايا إنتهاك حقوق الإنسان ، وتنشر أخبارهم ، ولقاءات مع من يدافعون عنهم ، ويلجأ إليها أهالي المسجونين ، وتعـرّف الناس بحقوقهم ، وكيف ينتزعونـها ، وتُلجـم الأنظمة المستبدة التي استعبدت خلق الله تعالى ، وتسلطت على الضعفاء ،
ولاريب أنَّ مادة البثّ ستكون دسمة ، ومتوفرة على مدار الساعة ، على طول البلاد العربية ، وعرضها ، فالتعذيب هذا هو الإبداع الوحيد الذي تحُسنه أنظمـتنا !
هذا وقد يكون قائل أنـّى لمثل هذا أن يحدث في بلادنا ، ونحن تحت نير هذه العصابات المجرمة التي تتحكـَّم في مقدّرات الأمة ، والجواب أنّ أرض الله واسعة ، وفضـاء اللـّه أوسع منها ، ولكن المشكلة تكمن في فهم خاطىء للمشاريع النافعة لأمّتنا ، فعامة المشاريع الإسلامية قـد غدت تتزاحم على تكرار السهل المريح ، وليس الأهـمّ الذي يحدث التغيير الحضاري ، كالإصلاح السياسي المقاوم للظلم الإجتماعي !
مع أن نصوص الشريعة مستفيضة على أن هذه الناحية من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية.
هذا ونسأل الله تعالى أن يكون عونا لكلِّ معتقل مظلوم ، في السجون الأمريكية ، أو الصهيونية ، أو البلاد العربية ، وأنَّ يفك أسرهم ، ويرفع عنهم ظلمهم ، وينتقم من ظالميهم ، ويرينا في الظالمـين عجائـب قدرته ، هم مع أطباءهم !
والله الموفق ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ، نعم المولى ، ونعم النصيـر