الرياض عبدالله الفرج:
أثارت تصريحات مهاجم النصر سعد الحارثي قبل مباراة فريقه أمام الرائد الكثير من التساؤلات حول أهدافها وتوقيت إطلاقها حين أعاد أسباب إبعاده عن المواجهة لقناعات مدربه الأورجواني جورجي ديسلفا، وتأكيد اللاعب أنه كان في جاهزية تامة، وأن ديسلفا لا يريده أن يلعب.
والمتابعون لاستعدادات الفريق (الأصفر) يدركون حقيقة أن الحارثي تغيب عن تدريبين متتاليين تواجد وقتهما في العيادة الطبية، وهذا يعني أن هناك من المهاجمين من هو أكثر جاهزية منه في الوقت الحالي، وسعد النجم الدولي الكبير هو أول من يعرف أن النصر لم يعد كالسابق؛ حين كان يغيب لاعبٌ ما عن تدريب ويجد نفسه أساسيا في أقرب مباراة،!!، ويبدو أن النجم الذي يعد اليوم أقل زملائه في النصر عطاء لجأ إلى الإعلام لإثارة مشكلة لا وجود لها مع مدربه، لتكون شماعة تغطي تواضع مستواه منذ عودته للملاعب بعد غياب طويل بداعي الإصابة.
النصر يعيش فترة بناء شخصية بدأت تقوى يوما بعد آخر، وجميع محبي الكرة يتفقون على عودة الهوية المنتظرة بسرعة فائقة، وهو نتاج عمل إداري محترف، وفني رائع ترجمه لاعبون مخلصون كنت أتمنى أن يكون لسعد النصيب الأكبر في المساهمة بما يحصل من نقلة تاريخية للفريق.
سعد الحارثي لاعب يملك جماهيرية كبيرة منذ أول يوم مثل فيه الفريق النصراوي، وكان النجم الموهوب الوحيد في الفريق؛ وممثله الأوحد في المنتخب الوطني؛ لكن نصر اليوم يمتلك أكثر من نجم جماهيريتهم توازي ما لدى سعد من محبين إنْ لم تضاهيها، وهذه الجماهير العاشقة لناديها تدعم من يخدم (العالمي)، ومن يخلص له العطاء باستمرار.
وإذا كان الحارثي برز في وقت ندرت فيه مواهب النصر؛ فإن التاريخ يقول إنه لم يتمكن من حمل الفريق على أكتافه، وقيادته لمنجزات تبقيه في سجل الأبطال؛ ما يجعلنا نطالبه بمراجعة حساباته، وإيقاف التصريحات التي لا نقرأ من ورائها سوى إثارة البلبلة، في غمرة ما يطرح اليوم من أنباء وآراء حول سباق الترشح على رئاسة النصر.
أدرك جيدا أن النصر بحاجة لجميع نجومه، وسعد من النجوم الذين متى بذلوا جهودا وأخلصوا في أرض الميدان كان مصدر قوة مضاعفة، وإدارة النصر لم تقصر أبدا مع اللاعب أثناء فترة علاجه الطويلة التي قضى غالب أسابيعها في لندن، والجهاز الفني بقيادة ديسلفا كذلك منحه كل الفرص ليكون عنصرا أساسيا في الفريق على اعتبار أنه نجم مميز يمكن أن يعود لمستواه المعروف في أي وقت؛ على الرغم من أنه أقل ممثلي منطقة الهجوم النصراوية عطاء.
إن جماهير الحارثي تأمل أن يعود نجمها لسابق عهده في الإبداع الذي تصنعه موهبة فذة، وإخلاص في الأداء، ولن يتحقق ذلك إلا بترك هذا النجم أولا لعبة الإعلام الخطيرة، والنظر لنفسه، والقناعة بأنه لا يستحق اليوم تمثيل الفريق؛ ومن ثم العمل بجد ومثابرة في التدريبات اليومية، لإقناع الجهاز الفني بأحقيته في ارتداء شعار النصر.
المصدر http://www.alriyadh.com/2010/02/07/article496439.html
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري