يحدث للبنات في الجامعات الخليجية ضرب النواعم للنواعم!
فجأة ومن دون سابق إنذار، ارتفعت الصيحات بين الفتيات داخل الجامعة، لكنها لم تكن صيحات فرح أو تهليل بنجاح في الدراسة، بل كانت صرخات فزع وخوف، فقد انقضّت احدى الطالبات على الأخرى لتضربها ولم تتركها إلا بعد أن أصابتها بكدمات وكسور في أنحاء متفرقة من جسدها. يقال إن هذا المشهد يكاد يصبح مألوفاً داخل كليات وجامعات الفتيات، اما الحكايات فهي كثيرة للأسف!.
عندما قمنا بجولة داخل جامعة الملك عبد العزيز بجدة، كان ذلك لنقف على حقيقة الوضع ونعرف التفاصيل بشكل أكبر، بعد أن تبادر إلى أسماعنا قصة الشجار العنيف الذي وقع في الجامعة بين الطالبات، لدرجة أوصلت واحدة منهن إلى المستشفى للعلاج، وبناء على ذلك قامت إدارة الجامعة بفصل 10 من الطالبات اللاتي أثرن الفوضى وتسببن في وقوع المشاجرة. وقد التقينا بعض الطالبات لمعرفة التفاصيل.
«أبرار»، التي تدرس في كلية الآداب قسم علم اجتماع، قالت:
ـ حالة العنف والضرب بين البنات متفشية داخل الجامعةً، لكن لا يتم الإعلان عنها، وإن كنا نعرف بأن هناك فتيات يتحرشن بأخريات بغرض ضربهن أو التسلية والضحك مما يحدث لهن، لدرجة أننا أصبحنا نخاف من الذهاب لأي مبنى يكون لدينا فيه محاضرة إذا كان بعيداً إلا إذا كنا مجموعة من البنات، خوفاً من تعرضنا لموقف مشابه أو أي تحرش ممكن أن يؤدي بواحدة منا إلى المستشفى.
شغل عصابات
< ما سبب الشجار أو المشكلة في ذلك اليوم؟
ـ حقيقة لا أعرف بالتحديد أسباب المشكلة التي حدثت بين الطالبتين وأوصلتهما لمرحلة التشابك بالأيدي والضرب، فقد شاهدت زميلاتي وطالبات أخريات يركضن باتجاه «الحمام»، ولما سألت عن السبب قالوا لي: «كالعادة مضاربة»، وبسبب وجود عدد كبير من الطالبات اللاتي كن يتتبعن الحادثة، لم أتمكن من مشاهدة ما يحدث بشكل جيد، كما أن «المضاربة» أو المعركة بينهن، لم تستغرق وقتاً طويلاً، وخلال عشر دقائق تقريباً انتهت المشكلة، بعد أن قامت إحدى المشرفات بإبلاغ مراقبات الأمن والسلامة وموظفات وكالة عمادة شؤون الطلاب بقسم الطالبات واللاتي حضرن مباشرة واستطعن السيطرة على الوضع بسرعة، لكنني عرفت من الأحاديث التي كانت تدور بين الطالبات أن المضاربة لم تكن بين طالبتين فقط كما يحدث في بعض الأحيان، إنما كانت بين عدد من الطالبات تهجمن على بعضهن بعضاً بعد تجمعهن في فريقين كما يحدث في الأفلام.
تطاولت عليها :
وتتدخل «عبير»، طالبة في كلية الإدارة والاقتصاد في الحديث لتقول:
ـ سمعت من صديقة لي بأن الطالبة «المضروبة» تطاولت على الأخرى بألفاظ نابية، فردت عليها الثانية، لكن زميلاتهن تدخلن بينهن وأنهين المشكلة سريعاً، إلا أنهن عدن مرة أخرى والتقين بعد المحاضرات، ويظهر بأن الفتاة الثانية لم تنس ما قالته لها الأخرى من ألفاظ أو تطاول، وانتهزت فرصة مرورها من أمامها وقامت مع زميلاتها باعتراض طريقها لتضربها، أو ترد شرفها على حد تعبيرها.
الفصل والعمل التطوعي عقوبة المشاغبة في الجامعة
فصلت إدارة جامعة الملك عبد العزيز بجدة 10 طالبات بعد إثارتهن للفوضى وتسببهن في وقوع مشاجرة بين الطالبات، وسارعت اللجنة التأديبية التي تم تشكيلها بعد وقوع الحادثة برئاسة عميدة شطر الطالبات الدكتورة سمر بنت محمد عمر السقاف، لفتح ملف التحقيق، مع كل طالبة اشتركت في الحادثة لتصدر اللجنة قرارها بمنع دخول الطالبات المشاغبات إلى حين انتهاء اللجنة من إجراءاتها في التحقيق مع كل طالبة، التي لم تتجاوز الأسبوع، وبعد استكمال كافة التحقيقات والاستماع إلى جميع الطالبات أصدرت اللجنة قرارها بفصل عشر طالبات من بين 11 طالبة تعمدن إثارة الفوضى، كما صدر قرار اللجنة بالحسم من المكافأة الشهرية، التي تفاوتت مدتها ما بين شهر إلى عام كامل بحسب علاقة كل طالبة بالحادثة.
الرأي النفسي :
لغة العصر عنيفة
حول هذا الموضوع تقول سميرة الغامدي، الاختصاصية النفسية ومديرة الإعلام والتثقيف الصحي بمستشفى الصحة النفسية بجدة:
ـ أهم أسباب هذه المشكلة هي الافتقار للذكاء الاجتماعي أو مهارات التواصل بين الفتيات، مما ألغى بينهن طرق التخاطب، التي من المفترض أن تكون أكثر حضارية ورقياً، خاصة مع التقدم الكبير الذي يشهده العصر الذي نعيشه، وللأسف الشديد فإن لغة العصر أصبحت لغة عنيفة وسائدة بين أفراد الأسرة الواحدة، وعلينا ألا نغفل عن دور الأسرة في هذا الموضوع، فالبيئة التي تربت عليها الفتاة تفرض عليها أشياء من الممكن أن تكون خارجة عن المجتمع، لكنها ليست خارجة عن نطاق العائلة، على سبيل المثال في هذه الظاهرة من الممكن أن يكون الضرب بالنسبة لمجتمع هؤلاء الفتيات الأسري أمراً طبيعياً، مما أدى إلى تصرفهن مع زميلاتهن على هذا الشكل العنيف، كما أن الضغوط الاجتماعية الشديدة أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى العنف، فأحياناً تكون الفتاة معرضة لضغط نفسي وكبت شديد، لذا أجد بأنه من الضروري أن تكون هناك متابعة مستمرة من الأسرة للفتيات وملاحظة أي سلوك غريب يصدر منهن، كأن يتصرفن مثل الصبيان في الحديث أو المشي أو غيرها من الأمور ومحاولة تقويمه بسرعة حتى لا يتحول إلى كارثة في ما بعد، كما أقترح على المدارس تقديم مواد عن كيفية التواصل مع الناس وكيفية التفكير بذكاء اجتماعي لتأهيل الفتيات قبل الدخول إلى عالم جديد عليهن.
.. وفي الشارقة ::
اعتداء «وحشي» على طالبة..!!
والفاعلتان تطردان وتحالان إلى الشرطة !!!!!!!
حول العنف الذي يدور في الجامعات وبين الطالبات خصوصاً، استمعنا لآراء الطالبات:
< قالت الطالبة (نهى محمد)، من كلية إعداد المعلمات: إن هناك عدة مظاهر للانحراف داخل الجامعات والكليات من أهمها تداول الصور والأشرطة المخلة بالآداب، أما الزي فحدّث ولا حرج!.
< أما الطالبة (سلمى الظفيري)، من كلية الخدمة الاجتماعية فتقول: عند دخولك لأول مرة في بعض ممرات الكلية يخيّل إليك انه مرمى للنفايات فالعلب الفارغة والاكياس أصبحت أزهاراً تزين هذه الممرات، أما الصحبة والعلاقات الغريبة أو العنيفة بين تلك الطالبات فقد اخذت أبعاداً مخزية لا ينبغي السكوت عنها!.
< وتستغرب الطالبة (الجوهرة فهد) جامعة الملك سعود من بعض التصرفات التي تحدث داخل هذه الجامعات فتقول: في أول سنة دخلت فيها الجامعة فجعت من بعض التصرفات الغريبة التي تصدر من بعض الطالبات من فوضى أخلاقية وقصات مضحكة وحكايات غريبة لا أعرف من أين يأتين بها!.
< وأشارت (فوزية الهذال)، وهي طالبة بكلية الاقتصاد المنزلي، إلى ظاهرة غريبة بين الطالبات وهي تبادل عبارات الإطراء والإعجاب، فنسمع ان فلانة معجبة بفلانة فتقدم لها الهدايا والعطور.
< أما الطالبة (نوف محمد)، في جامعة الإمام، فتقول: درست لمدة سنتين في إحدى الدول الأجنبية فلاحظت الفرق بيننا وبينهن، فهن متواضعات بمعنى الكلمة حتى المعلمات والأستاذات، سواء في المدارس أو الجامعات أو حتى في المستشفيات، فلباسهن عادي جداً.
أما عن الإجراءات المتخذة تجاه هذه الفئة من الطالبات، تقول الأستاذة فاديا عبد الواحد، اختصاصية اجتماعية في مستشفى الملك خالد الجامعي وأستاذة في جامعة الملك سعود: لتعديل تلك الظاهرة لا بد ان نضع التعديل ضمن إطار موحد يبدأ بالأسرة وموقفها من تلك التصرفات وأساليبها المتبعة في التنشئة الاجتماعية ودورها في ضبط عملية الاتصال للبنات، سواء بالاتصال المباشر مع الأصدقاء والرفقة، أو غير المباشر مثل الانترنت والبلوتوث والدش المنزلي وما يعرض في تلك الوسائل وخلافه، وتباعاً بالقدوة الحسنة للوالدين واستكمالاً بالمدارس والجامعات من خلال هيئة التدريس والمشرفين التربويين من إعطاء الثقة للطالبات والحوار القائم على احترام الطالبة حتى تحضر لديها روح الإحساس بالمسؤولية تجاه سلوكياتها.
أنا أعتقد أن هناك أكثر من سبب لإنتشار هذه الظاهرة ولعل أبرزها ..
1- أفكار الغرب التي أصبحت مطبوعة في عقول شبابنا وشاباتنا
2- غزو الغرب للبلاد الإسلامية وبعدة طرق أبرزها وأهمها ( التلفزيون ) لاحظوا الفرق بين الإنسان الذي يعيش بدون التلفزيون والذي يدمن على مشاهدته ويستمتع بما فيه من أفلام واغاني ... وإلخ
3- نقص الوازع الديني والله ثم والله لو سألت أحد الشباب عن اللاعب الفلاني لأتى لك بسيرته الذاتية كاملة وإذا سألته عن أحد الصحابة المهديين سكت وصد عنك
وهناك أسباب أخرى كثيرة يطول الحديث عنها ومن أهمها الأسرة والمجتمع و..و..إلخ
اسأل الله أن يثبت شبابنا وشاباتنا على دينه ويهديهم إلى طريق الصراط المستقيم