[align=center]
الحمد لله وحدة والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد:
عباد الله إنه الناظر في وضع الأمة في استدبار وتخاذل وبدأت كما قيل حيران وأخشى أن يستبدل الله قوما غيرنا قال الله تعالى: (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) [محمد : 38]. ذكر الطبري في تفسيره حول تفسيرهذه الآيات: وإن تتولوا أيها الناس عن هذا الدين الذي جاءكم به محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فترتدّوا راجعين عنه(يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ) يقول: يهلككم ثم يجيء بقوم آخرين غيركم بدلا منكم يصدّقون به ويعملون بشرائعه( ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ) يقول: ثم لا يبخلوا بما أُمروا به من النفقة في سبيل الله، ولا يضيعون شيئا من حدود دينهم ولكنهم يقومون بذلك كله على ما يُؤمرون به.
لقد أرسل الله سبحان وتعالى الرسل إلى الناس وأرسل معهم الشرائع ليكونوا سعداء في الدنيا والآخرة وكان آخر هؤلاء الرسل هو محمد صلى الله عليه وسلم الذي جعله الله رحمة للعالمين فمن أعرض عن هدي الله تعالى ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم عاش في ضنك وعذاب حتى يلقى الله وهو عليه غاضب وفي الآخرة له عذاب أليم.
احبتي إن الله يصطفي من عباده مايشاء والتاريخ يحمل في جعبته قصص وعبر لمن تدبر ذلك كيف أن الله ذكر أقواما أعزهم الله بعد ذله وعذاب وقتل بل أُنزل عليهم المن والسلوى فأبدولوا نعمة الله بالذي هو أدنى من الذي هو خير هل تدبرنا مانحن به من نعمه وأمن قال تعالى:(فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون)[البقرة : 152]
عباد الله إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عباده والمحافظة عليها ووجوب شكر هذه النعمة والمتأمل في سير القدماء وكيف كانت مهلكتهم باعوا آخرتهم واشتروا دنياهم وابتعدوا عن ما كانوا عليه من صلاح ودين حتى جائهم أمر الله وأذلهم بعد عزة مالسبب وراء ذلك قال تعالى:(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) [طه : 124]
[/align]