نشر مركز أنباء الأمم المتحدة في 17 تموز/يوليو الجاري تحذير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" من أن الأطفال ما زالوا يفقدون حياتهم في العراق باستمرار جراء شظايا القنابل والمتفجرات، حيث جرح أكثر من ألف طفل بسببها بعد انتهاء الحرب.
وقالت المنظمة إن قنابل قوات التحالف العنقودية تشبه لعب الأطفال، كما أن آلاف الأطنان من قطع العتاد العراقية تركت في المناطق السكنية.
وقال كاريل دي روي، ممثل المنظمة في العراق، إن الكثير من الأطفال العراقيين يجرحون، أو يقتلون، إثر إلتقاطهم ولعبهم بجسم معدني لامع، أحيانا يكون بشكل كرة.
وقد برز في الأسابيع الأخيرة خطر آخر على الأطفال هو الصواريخ القديمة التي تخلت عنها القوات العراقية والتي أصابت أطفالا عديدين بجراح.
ويوجد نحو مائة صاروخ أرض جو تالفة حول بغداد، إلا أنها مملوءة بالوقود المتطاير، ومحملة برؤوس حربية متفجرة. ويقدر الخبراء أن عدد الصواريخ القديمة المهجورة في أنحاء مختلفة من العراق يصل إلى ألف صاروخ.
ولم يشر تحذير اليونيسيف الى المخلفات التي تركتها ذخيرة اليورانيوم المنضب، التي إستخدمتها القوات الأنكلو-أميركية مجدداً في الحرب الأخيرة، مدمرة اَلاف الدبابات والمدرعات والمدفعية والدشم والعديد من البنايات العالية في العراق، بالرغم من تحذيرات العلماء والمؤسسات العلمية من خطر هذا السلاح الفتاك على السكان، لكونه مشعاً وساماً كيمياوياً، وما زالت مخلفاته، وهي سامة ومشعة أيضاً، منتشرة في أرجاء البلاد، وأطفالنا الأبرياء يلعبون حولها وفوقها، وهم لا يعرفون ما ستسببه لهم من أمراض قاتلة.
وترفض الولايات المتحدة تنظيف العراق منها.. ولم يشر التحذير أيضاً الى الأطفال ضحايا التسرب الإشعاعي الذي حصل عقب عمليات النهب التي طالت سبعة مواقع نووية عراقية، ولم تتخذ القوات المحتلة إجراءات عاجلة وفاعلة لدرء المخاطر..
وقد أكد ممثل اليونيسيف في العراق دي روي أن القانون الدولي يلزم قوات التحالف بإزالة هذه الأخطار. ونوه بإن جنود الإحتلال "يبذلون كل ما في وسعهم للاستجابة لطلبات العراقيين المتصلة بهذا الموضوع، إلا أن ذلك لا يسير بالسرعة الكافية".
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: الى متى يبقى أطفال العراق ضحايا لمخلفات الحرب، والقوات المحتلة تتفرج ولا تحرك ساكناً؟!