نيودلهي، إسلام أباد- مكتب «الرياض» د. ظفر الإسلام خان، أ.ف.ب:
أعلن الحاج يعقوب قريشي وزير الحج وشئون الأقليات بولاية اوتار براديش - كبرى الولايات الهندية- أنه سيعطي مبلغ 11,3 مليون دولار لمن يقتل رسام الكاريكاتور الدنماركي الذي أهان الرسول الأكرم مع وزن القاتل ذهبا.. وجاء هذا خلال خطابه في مظاهرة كبرى قامت في مدينة ميروت بشمال الهند بعد صلاة يوم الجمعة . وقال الوزير: إن تفجير طائرة واحدة أو إثنتين أو ثلاث طائرات في أميركا لا يكفي بل ينبغي تفجير مئات من الطائرات هناك وفي كل ساعة وكل دقيقة .. ولعله كان يشير الى تفجيرات 11 سبتمبر. ومضى الوزير قائلا: احتجاجنا موجه أصلا الى أميركا التي هي مسئولة أساسا عن تخطيط الحرب ضد العالم الإسلامي. وطالب الوزير من الحكومة الهندية سحب سفيرها من واشنطن وقطع علاقاتها مع أميركا.
وقد وصف الشيخ خالد رشيد العضو بمجلس الأحوال الشخصية الإسلامية تصريحات الوزير بأنها معادية لروح الدين الإسلامي. وقال: إنه ليس من العدل أن يتحدث الوزير عن مسلمي مدينة ميروت بما يظهر أنهم همج وعطاشي للدماء.
وكان الوزير قد قال في خطابه انه لا يتحدث كوزير بل ك مسلم مخلص يعبر عن مشاعر مسلمي مدينته.. كما زعم أنه أدلى ببيانه عقب استشارة كبير وزراء الولاية ملائم سينغ.
وفي هذه الأثناء استمرت المظاهرات الحاشدة في عشرات من المدن الهندية بما فيها الجزء الهندي من كشمير للأسبوع الثالث على التوالي حيث خرجت المظاهرات من الجوامع الكبرى عقب صلاة الجمعة في عشرات من المدن وقامت بحرق الأعلام الدنماركية وداستها وحرقت دمى الرسامين والمسئولين الدنماركيين.. واشتبك المتظاهرون مع الشرطة في مدينة حيدرآباد بجنوب الهند حيث قدر عدد المتظاهرين بمئة ألف.
وفي هذه الأثناء طلب بعض العلماء بينهم الشيخ قلب جواد - أحد أبرز علماء الشيعة في الهند - من جماهير المسلمين مقاطعة البضائع الأميركية والأوربية كما طالبوا بمقاطعة الرئيس بوش خلال زيارته القادمة للهند في الشهر القادم.. وقال الشيخ قلب جواد: إن المقاطعة وحدها لا تكفي بل نحن ندرس الخطوات الأخرى أيضا. وقال جواد في مؤتمر صحفي عقده مع علماء آخرين من السنة والشيعة بمدينة لكناؤ عاصمة ولاية اوتار براديش بشمال الهند: يجب على البلدان الغربية أن تسن القوانين لمنع الإساءة الى أي دين.
وحين سئل الوزير يعقوب قريشي: من أين سيأتي بهذا المال؟ رد قائلا: إن الجماهير في مدينة ميروت - مسقط رأس الوزير - ستتبرع به. وحين سئل (ألوك سينها) أمين وزارة الداخلية بالولاية عما إذا كان هذا التصريح يمثل جريمة، قال: إن الوزير كان يعبر عن مشاعر السكان في مدينة ميروت وهو ليس جريمة.
وفي هذه الأثناء أصدر المجلس التشريعي بولاية آندهرا براديش بجنوب الهند بيانا يوم الجمعة الماضي دان فيه بالإجماع الرسوم الدنماركية كما دان نشرها بعدد من الصحف الأوربية. وشاركت كل الأحزاب بما فيها حزب المؤتمر الحاكم بالولاية وحزب تيليغو ديسام المعارض الرئيسي الى جانب الأحزاب اليسارية والشيوعية في تأييد مشروع القرار الذي قال: لا ينبغي القيام باسم حرية التعبير بأي شيء يجرح المعتقدات الدينية لأية مجموعة. وكان مجلس اتحاد المسلمين - أحد الأحزاب الإقليمية - قد تقدم بمشروع القرار وله خمسة نواب في المجلس التشعريعي بالولاية المؤلف من 294 عضوا.
وفي باكستان المجاورة، قالت احزاب اسلامية متشددة امس ان الاغلاق المؤقت للسفارة الدنماركية في اسلام اباد واستدعاء السفير الباكستاني في كوبنهاغن لن يخفف من حدة الاحتجاجات التي اثارتها الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وطالب تحالف «مجلس العمل المتحد» الذي يضم ستة احزاب دينية الحكومة الباكستانية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدنمارك.
وصرح المتحدث باسم التحالف شهيد شامسي لوكالة فرانس برس «نحن لا نوافق على سياسة الرئيس برويز مشرف (...) على مشرف ان يقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدنمارك بشكل كامل».