(5) : رؤى ومشاهدة الأموات في المنام .
التقاء أرواح الأحياء والموتى في المنام نوع من أنواع الرؤيا الصحيحة التي هي من عند الله من جنس المحسوسات كما ذكر ذلك العلم العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه ( الروح 63 ) .
والناس يختلفون في مناماتهم ومشاهداتهم للأموات في المنام فبعضهم تكثر عليه رؤى الأموات من أقاربه ، والبعض الأخر من الناس قد يقضي عمره كله وحياته ولم يرى ويشاهد ميتاً قط . وكم يتمنى الكثير من الناس أن يشاهد قريبه الميت والداً كان أو أم أو أخت أو زوج أو زوجة أو حتى صديق له في حياته .
وقد ذكر أهل التعبير أن الرائي إذا رأى الميت في منامه وهو على صورة طيبة فهي على ظاهرها فتعبر له بالخير والصلاح للميت أو لغيره. وقد كان ابن سيرين – رحمه الله – يحب أن يأخذ من الميت ولا يعطيه . وقال : إذا أخذ منك الميت فهو شيء يموت .
والعجيب في هذه الرؤى والمشاهدات أن الرائي يرى الميت فيسأله ويستخبره عن أشياء فيخبره الميت بها وتكون صحيحة واضحة لامست حقيقة واقعية كمال ورثه أو دين عليه أو حق له عند فلان فيكون كذلك وهذا كثير جداً ذكر ابن القيم أشياء منها في كتابه الروح وغيره أيضاً .
وقد يشاهد الميت بصورة سيئة كأن يكون سيء الحال أو أسود الوجه أو أنه في النار أو غير ذلك من المشاهدات السيئة فيحزن الرائي لهذا كثيراً ويصيبه الهم والغم ، فيعتقد أن حاله في الأخرة سيء أو أنه سيموت وسيلحق بهذا الميت وهذا كله خطأ وهو ليس على إطلاقه فقد تكون هذه المنامات من تلاعب الشيطان ليحزن المسلم ، وفي الحديث الذي أورده البخاري في صحيحه عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( ... فإن الشطان لا يتمثل بي ) . معناه أن الشيطان قد يتمثل بغيره بصورة أبيك أو أمك أو صديقك أو غيره ،حتى وإن تحدث الميت بحديث مع النائم فلا يعتد به ولا يعمل به فليس كل ما يقوله الميت صحيح وينفذ ليس هذا على إطلاقه .
فرؤى الأموات في المنام المخيفة والسيئة يستعاذ بالله منها ومن شرها ولا يحدث بها أبداً ويتمثل المسلم منا بهديه صلى الله عليه وسلم بالتعامل مع الرؤى المكروهة والأحلام المزعجة التي سبق وأن مرت معنا في مقال سابق فإنها لا تضره أبداً .
أخيراً : من الخطأ عند عوام الناس أنهم إذا رأوا وشاهدوا أمواتاً في منامهم قاموا وتصدقوا عنه بمال أو طعام أو اعتقدوا أن الميت يحتاج إلى قربة ومنفعة وصدقة وهذا ليس بصحيح على إطلاقه . رحم الله أمواتنا وأموات المسلمين وأسكنهم فسيح جناته إنه ولي ذلك والقادر عليه .
....... وقفة : ( على إبهامه سراجاً ! ) : .................................................. .................................................. ............
سئل ابن سيرين عن رجل رأى على إبهامه سراجاً ؟ فقال : هذا رجل يعمى ويقوده بعض ولده . والله تعالى أعلم .