قد يولد الإنسان معاقا بسبب خطأ طبي او نقص أوكسجين او لسبب وراثي
وقد تأتي الإعاقة بعد ذلك؛ بسبب حادث ما , حكمه من الله لا اعتراض عليها
ولكن ما يحدث للإنسان في حياته بعد الإعاقة هو سبب الاعتراض
حيث انه يمر بمواقف مؤلمه تعمق من جراحه وتزيد أعباءه يومًا بعد يوم
تجعله يحس انه إنسان تحول حاله واصبح عاله
والمجتمع غير مستعد لاستقباله
ففي بداية الأمر يعاني من قلة المراكز التأهيلية والمدارس المجهزة
فهي فقط تتركز في المدن الكبيرة واغلبها ينحصر على العاصمة
لذلك فان المعاقين البعيدين عن العاصمة
حظوظهم ضعيفه في الحصول على التأهيل والتعليم
وفي مثل هذا الموقف تختلف النظرة والقرار من أسره لأسره
منهم من يسافر بالمعاق ويدعه في احد هذه المراكز إلى اجل غير مسمى
وكانه يجرد نفسه من المسؤولية ويزيح حملاً كان عليه ثقيلا
ومنهم من يفضل إبقاءه في المنزل حيث انه لا يرى جدوى من تعليمه وتأهيله
كل قرار يعتبر أمر من الآخر.. وهذه هي البداية فقط !
فلو أراد المعاق أن يكافح لوجد أن جميع المدارس غير مجهزه
فأغلبها تكون فصولها في الطابق العلوي, وان وجد من يصعده لم يجد من ينزله
وان انزلوا له الفصل اصبح وكانه فصل منعزل عن المدرسة
لا يرى سواء زملاءه طيلت سنوات دراسته
أين دمج المعاق الذي تنادون به ؟
وأثناء الدراسة قد تتشكل لديه بعض الصعوبات
كصعوبة الكتابة او صعوبة الحضور, وإذا حاول شرح وضعه ومعاناته
قالوا وبكل سذاجه نحن نعاملك كباقي الطلاب
ويتحججون بقول ألستم انتم من طلبتم أن لا ينفرق بينكم وبين الأصحاء
نعم لا تفرقوا بيننا وعاملونا كبشر ولكن على حسب إمكاناتنا
وتستمر المواقف المؤلمة حتى بعد التخرج
فبعدما يتخرج بتفوق يظل متشوق ظنًا منه انه سيحظى باهتمام
ولكن يتفاجأ بان معظم القطاعات ترفضه لإعاقته متجاهله شهاداته
والبعض الآخر يعرض عليه أن يظل في المنزل ويتقاضى نصف الراتب
الذي هو في الواقع لا يتجاوز المبلغ الذي يستلمه من الضمان
ولكنهم يريدون أن يستغلوا اسم المعاق بداعي فعل الخير
وكانهم يقولون نشتري اسمك مقابل مبلغ شهري وهم الرابح الأكبر
لأنه في بعض الدول العربية من يوظف معاقًا له مميزات
علما بانه إذا قبل المعاق بذلك؛ يقطع عنه الضمان
دون النظر إلى المرتب هل يسد احتياجاته ام لا ؟!
فقط لأنه اصبح بالاسم موظف لذلك؛ خرج من قائمة الضمان
ولكن قد يتم كشف الشركة و قد تفلس او تباع
ويكون هو الضحية بلا ضمان ولا وظيفه
ويصبح عاله على نفسه وعلى عائلته
ولو أراد فتح صفحه جديده فلابد عليه أن يتنقل من دائره إلى أخرى
لينجز معاملاته كأي إنسان وكما هو معروف ليس هناك وسائل نقل مجهزه
لتنقل المعاق بكل أمان وأريحية كلها اجتهادات فرديه
وقليل من يستطيع التنقل فلا شوارع مهيئه ولا مباني مجهزه
منهم من يستنجد بأحد الأصحاء لإنهاء معاملاته
خصوصا من هم خارج العاصمة فالمشقة عليهم بالغه
ولكنهم يتفاجئون بإلزامهم على الحضور
فلا تقرير طبي ينفع ولا مشقة التنقل تشفع
ومع ازدياد المواقف المؤلمة يصبح المعاق مثقلاً بالهموم
وتصبح سماءه ملبده بالغيوم يوم بعد يوم
ولكنه يفضل أن
(يصبر ويظل كاتم لأنه لو تكلم نعتوه بالحساس المتشائم)