قرارات و قرارات و قرارات... في كل مكان تذهب إليه، هناك قرار يتوجب عليك اتخاذه.
في الواقع اتخاذ القرار هو جزء من حياتنا اليومية. إذا كنت لا زلت على قيد الحياة و بوعيك، فاعلم أنه يوم بعد يوم، و أسبوع بعد أسبوع، و شهر بعد شهر، و عام بعد آخر هناك قرارات ينبغي عليك اتخاذها.
فكر في ذلك: في اللحظة التي تستيقظ فيها من النوم، ينبغي عليك أن تتخذ قرارا "هل سأنهض الآن أم لاحقا؟"، حسنا لقد قررت أن تستيقظ، و الآن ماذا؟ "هل سأقوم بالاستحمام فورا أو أفطر أولا؟"، حسنا لقد قررت أن تفطر أولا, و الآن ماذا؟ "لنرى ماذا يوجد في الثلاجة؟ "بناءً على ما تجده في الثلاجة، و على مدى جوعك فإنك ستتخذ قرارا بتناول بعض الطعام أو لا, تبدأ معدتك بإصدار الأصوات لتخبرك بحاجتها إلى بعض الطعام؛ فتقرر الأكل, حسنا, سأتناول الطعام.
الآن ينبغي عليك اتخاذ قرار آخر"هل سأتناول الطعام بمفردي؟ أو أنتظر شخصا آخر ليشاركني طعامي؟" مرة أخرى, بناءً على شعورك و مدى محبتك لأفراد الأسرة الآخرين في تلك اللحظة, قد تقرر تناول الطعام في المطبخ أو في مكان آخر. هل لاحظت الآن وجوب اتخاذك لقرارات بصورة مستمرة كل يوم بدءا من اللحظة التي تستيقظ فيها من النوم، وصولا إلى اللحظة التي تغط فيها في النوم.
كيف يتم اتخاذ القرارات أو الخيارات؟
أنت تتخذ القرارات لأن لديك حاجة معينة، سواء أكنت تدرك هذا الأمر أو لا. هذه الحاجات قد تكون على سبيل المثال جسدية (الشعور بالجوع، أو العطش أو التعب) أو عاطفية (الشعور بالخوف، أو عدم محبة الآخرين أو الغضب، أو الضغط أو الشك) أو اجتماعية (الشعور بالوحدة، أو الاشتياق إلى الأصدقاء، أو الرغبة في الحصول على المتعة و التسلية) أو اقتصادية (اتخاذ قرار بالحصول على وظيفة بدوام جزئي؛ لكسب المزيد من المال) أو ثقافية (الشعور بالعزلة عن الآخرين) .. إلخ.
القرارات التي تتخذها ترتبط مباشرة بالحاجة التي تشعر بها، و مدى أهمية تلبية هذه الحاجة بالنسبة لك، و ما الذي تريد الخروج به في نهاية المطاف.
تعتمد عملية اتخاذ القرار و الوصول إلى القرار النهائي على ما يلي:
· نوعية شخصيتك: هل أنت من النوع الذي يفكر في قراراته؟ أم أنك تتهور في القيام بالأمور أو تكتفي بمسايرة الآخرين؟
· الأمور التي تحبها و التي تكرهها.
· قيمك: ما الأمور التي تحبها و ترغبها؟
· اعتقاداتك.
· معرفتك: الحقائق و المعلومات بالطريقة التي تعرفها.
هل تتمنى في بعض الأحيان أن لو اتخذت قرارا أو خيارا آخر؟
من الطبيعي أن تشعر أنه كان ينبغي عليك اتخاذ القرار، و الخيار الأفضل بناءً على نتيجة القرار التي اتخذته.
حاول الاستفادة إلى أقصى درجة من وضعك، حتى لو كان مؤلما إلى حد ما، لتحسن من طريقة اتخاذك القرارات في المستقبل.
فيما يلي نقدم لك بعض الخطوات لصنع قرار ناجح:
1-تحديد المشكلة وتوضيحها: ما القرارات التي ينبغي عليك اتخاذها؟ حاول كتابة وصف موجز للقرار الذي تحتاج إلى اتخاذه.
2-تحديد الأمور التي تريد الخروج منها من هذا القرار.
3-تحديد العقبات التي يجب عليك التغلب عليها من أجل اتخاذ القرار.
4-طرح الخيارات: ما الخيارات التي تفكر بها؟ قم بتعدادها.
5- طرح الأفكار لمساعدتك على العثور على طرق مختلفة للتعامل مع المشكلة.
6-تحليل الخيارات: ما عواقب كل خيار؟ وكيف سيؤثر كل خيار عليك؟
7-اختيار الخيار: ما الخيار الذي تعتقد أنه الأفضل؟ ما الذي يدفعك حدسك الخاص لاختياره؟
8-تبرير هذا الخيار: لماذا تعتقد أن هذا الاختيار هو الأفضل؟ ما الجزء الجيد جدا في هذا القرار؟ إذا كنت تستطيع استحضار أسباب واضحة لهذا الخيار فقم بتعدادها و تدوينها.
9- التخطيط للطوارئ: إذا قمت بتنفيذ الخيار و لكنه لم ينجح، فما الذي يجب عليك فعله؟ لا يعني قيامك باتخاذ قرار وجوب تعايشك مع نتائجه لبقية حياتك. القرارات هي ركائز لقرارات أخرى.
فكر في خياراتك كما لو كانت جسورا مؤقتة إلى الخطوة التالية في حياتك.
إذا لم تنجح الأمور نتيجة لقرارك، فكر فيما تعلمته و استفدت منه، و فكر في كيفية مساعدة هذا القرار لك على اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل.
فكر فيما وراء الحاضر. إذا حدث ما يمكن أن تتعرض له، و هل ستكون قادرا على معايشة هذا السيناريو؟
إذا حدث هذا الأمر بالفعل فما الذي ينبغي عليك القيام به في الخطوة القادمة؟ إذا كنت لا تستطيع التعايش مع النتائج المحتملة فلا تقم باختيار ذلك الخيار.
اقتباسات:
" التردد هو أحد أكبر لصوص الوقت"
"اتخذ قرارا حول الأمور التي تنتظرها، فلا أحد منا يخرج من هذه الحياة حيا"