ريما الفواز - عُرف الكركم Curcuma longa منذ أربعة آلاف سنة على الأقل وهو نبات جذري ويختلف عن نبتة العصفر، وقد عرفت استعمالاته من خلال الطب الشعبي الهندي اذ أنه كان يستعمل لعلاج الالتهابات والتخلص من الآلام خصوصاً آلام المعدة وآفات البشرة، وكان الكركم يعتبر في ذلك الوقت أحد أعمدة الطب في الهند. وقد استخدم الكركم في الطب الهندي للمحافظة على صحة الكبد وذلك بعد خلطه مع بهارات أخرى. فالكركم ومسحوق الفلفل الأسود ومسحوق الفلفل الأحمر الحار ومسحوق بذور الكزبرة ومسحوق الكمون ومسحوق بذور الحلبة تشكل مجتمعة بهاراً يدعى بالكاري وهو مفيد لصحة الكبد. كما يستخدم الهنود الكركم مع الزنجبيل لأن الزنجبيل يزيد من سرعة دوران الدم مما يساعد على سرعة إيصال مفعول الكركم إلى الكبد لإزالة السموم التي تتجمع فيه. والمحافظة على صحة الكبد تؤدي إلى المحافظة على صحة الأعضاء المتعلقة به، مثل المرارة والكلى والطحال والبنكرياس. اضافة الى ذلك فان الشباب في الهند نادراً ما يشتكون من حب الشباب ومشكلات البشرة؛ نظراً لاستهلاكهم المستمر لمسحوق الكاري الذي يحتوي على الكركم.
وفي تايلند واندونيسيا وماليزيا استخدم الكركم من مئات السنين كمواد متبلة وصابغة للاطعمة ويستخدم مسحوق الكركم في تايلند لعلاج الدوخة والسيلان وقرحة المعدة، وفاتح للشهية، ومنعش وطارد للارياح ومقبض ومضاد للاسهال. كما يستخدم خارجياً كعلاج لسعات الحشرات ومرض القوبا الجلدية والجروح وموقف للنزيف وفي شد اللثة.
وعلميا، ثبت حديثاً بدراسات بحثية أن للكركم تأثير على مرض الروماتزم كما انه يعمل على خفض نسبة الكوليسترول ويعمل كمضاد للتخثر، وله قدرة فعالة في القضاء على أنواع من الميكروبات فالكوركومين (أحدى المواد الفعالة) يعد من أقوى المواد المضادة للميكروبات. كما ثبت أن له تأثير قوياً كمادة مضادة للأكسدة أكثر من فيتامين (E). وقد أوضحت العديد من الدراسات أن للكركم تأثيراً على الخلايا السرطانية (خصوصاً سرطان القولون والجلد والثدي) وربما يكون علاجاً ناجحاً في إيقاف خطر حدوث السرطان المبكر. كما ثبت ان الكركم يزيد من افرازات الصفراء، وله قدرة عجيبة في حماية المعدة من القرحة والكبد من الأمراض. وقد اثبتت دراسات اخرى ان الكركم يعالج تخمة المعدة وذلك بسبب تنشيطه المرارة لإفراز الصفراء.والله اعلم..............