" السلام عليكم ورحمه الله وبركاته " ..
كيـف نحيي مولـد الرسول .. بعيـداً عن البـدع العتـول ؟؟؟
اللهـــم
أنت أحـقُ من ذُكـر , وأحـقُ من عُـبد وانصـر من ابتغـى
وارأف من ملـك ؛ وأجـودُ من سئـُل , و أوسـع من أعطـى
اللهـــم
صلـى علـى مـن . . .
زلزلـت به كيـان الوثنيـة .. وأنـرت بـه أفكـار البشريـة
وبعثتـه بالـدعـوة المحمـديـة .. وهديـت بـهديـه كـل الإنسـانيـة
أحبتى فى الله . . .
إن أصدق الحديث كتاب الله
وخير الهدي ؛ هدي محمد ( صلى الله عليه وسلم )
وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار
أحبتى فى الله . . .
لا يخفى عليكم ما ورد في الكتاب والسنة
من الأمـر بالإتبـاع .. والنهـي عن الابتـداع
وهـل لنـا أن نحتفـل ( بالمولد النبوي ) ؟
وما هو حكم الاحتفال بذكرى ( المـولـد النبـوي ) ؟
وكيـف نحيي ( مولـد ) الرسول بعيـداً عن البـدع العتـول ؟
أحبتى فى الله . . .
ان الاحتفال ( بالمولد النبوى )
بدعـة ومحدث أحدثـه الشيعة الفاطميـون بعد القـرون المفضلة لإفساد دين المسلمين ؛ ومن فعل شيئاً يتقرب به إلى الله تعالى لم يفعله رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولم يأمر به ، ولم يفعله خلفاؤه من بعده ، فقد تضمن فعلُه اتهامَ رسول الله بأنه لم يبين للناس دينهم ؛ وكذلك إنكـار قـول الله تبـارك وتعالـى . . .
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
( المائدة / 3 )
أحبتى فى الله . . .
ان الاحتفال بمناسبة ( مولد النبى )
ممنوع ومردود عليه من عدة وجوه . . .
أولاً . . .
أنه لم يكن من سنة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
ولا من سنة خلفائه الراشدين الطاهرين
لذلك فهو من محدثات الأمور والبدع الضالة المُضلة
لقـول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي
وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضّوا عليها بالنواجذ
وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ( أخرجه أحمد والترمذي )
قـال الله تعالـى . . .
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
( آل عمران / 31 )
ثانيـاً . . .
إن الاحتفال بذكرى ( المولد النبوى ) فيه تشبه بالنصارى ، لأنهم يحتفلون بذكرى مولد المسيح عليه السلام والتشبه بهم محرم أشد التحريـم ، ففي الحديث النهي عن التشبه بالكفار ، والأمر بمخالفتهم ولا سيما فيما هو من شعائر دينهم
ففد قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
من تشبه بقوم فهو منهم )
( أخرجه أحمد وأبو داود )
قـال الله تعالـى . . .
اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ
( الأعراف / 3 )
ثالثـاً . . .
إن الاحتفال بذكرى ( المولد النبوى ) مع كونه بدعة وتشبهاً بالنصارى وكل منهما محرم فهو كذلك وسيلة إلى الغلو والمبالغة في تعظيمه حتى يفضي إلى دعائه والاستعانة به من دون الله ، كما هو الواقع الآن من كثير ممن يحيون بدعة المولد ، من دعاء الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) من دون الله ، وطلب المدد منه ، وإنشاد القصائد الشركية في مدحه كقصيدة البردة وغيرها ، وقد نهى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن الغلو في مدحه فقال .. لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده ، فقولوا عبد الله ورسوله
( أخرجه البخاري )
أي لا تغلوا في مدحي وتعظيمي كما غلت النصارى في مدح المسيح
وتعظيمه حتى عبدوه من دون الله ، وقد نهاهم الله عن ذلك . . .
قـال الله تعالـى . . .
يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا
( المائدة / 77 )
رابعـاً . . .
إن الاحتفال بذكرى ( المولد النبوى ) وإحياء هذه البدعة ؛ يفتح الباب للبدع الأخرى والاشتغال بها عن السنن ، ولهذا تجد المبتدعة ينشطون في إحياء البدع ويكسلون عن السنن ويبغضونها ويعادون أهلها ، حتى صار دينهم كله ذكريات بدعية وموالد ، وانقسموا إلى فرق كل فرقة تحيي ذكرى موالد أئمتها ، كمولد ( البدوي وابن عربي والدسوقي والشاذلي ) وغيرها من الموالد ؛ وهكذا لا يفرغون من مولد إلا يشتغلـون بآخر ، وقد نتج عن ذلك الغلو بهـؤلاء الموتـى وبغيرهـم ودعائهـم من دون الله ، واعتقـادهم أنهـم ينفعـون ويضرون حتى انسلخوا من دين الله ؛ وعبدوا أجساداَ بالية ؛ وعادوا إلى دين أهل الجاهلية الأولى .
أحبتى فى الله . . .
ليت الناس جميعـاً يستوعبون مغـزي إحياء ذكـرى ( مولد النبي ) العظيم لكي يعيدوا النظر فيما يـدور في أذهانهـم من أفكـار وما يهتـدون به من قيـم , وما درجـوا عليه من سلوك وتصرفات , حتى يكـون الإنسـان المعاصـر علـي بينـة في هذا القـرن من النامـوس الذي يجب أن يلتزم به فيعصمه من الخلـل والزلـل , ونهـج الحيـاة الذي يجـب أن يسيـر عليـه لكي يفي بالتزاماته نحو خالقـه ونحـو غيـره من البشـر , حتى يصلـح الكـون , وحتي تسـود الرسالات السماوية , وهي في جـوهـرهـا رسالة ربانية واحدة يكمل بعضها بعضـا , فيصلا بين الصواب والخطأ , والحق والباطل , والحلال والحرام , و حتي يعيش الإنسان حياة فاضلة تثري حاضره ومستقبله
أحبتى فى الله . . .
إن الحديث عن محبة سيد الخلق وحبيب الحق
( صلى الله علية وسلم ) وكيف تكون محبته أمرا عظيما وشأنا جسيما ؛ وهو باب الإجلال والتكريم من المولى الكريم ؛ لمن أراد لهم أن يعزهم ؛ لمن أراد لهم أن يعظمهم ، لمن أراد لهم ان يتحفهم ، لمن أراد لهم أن يصطفيهم قال ( صلى الله عليه وسلم ) بهـذا الشأن لسيدنا عمر بن الخطاب لما قال له .. يا رسول الله لأنت أحب إلى من أهلى ومالى وولدى والناس أجمعين إلا نفسى التى بين جنبى .. فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ليس بعد يا عمر .. يعنى لم يتم إيمانك يا عمر .. ليس بعد ياعمر .. وقال ( صلى الله عليه وسلم ) لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله وولده والناس أجمعين ؛ ونفسه التى بين جنبيه ؛ ونفسه التى بين جنبيه ؛ ونفسه التى بين جنبيه فخرج سيدنا عمر ابن الخطاب بعد أن أصغى الى هذا الخطاب من سيد الأحباب .. أصغى إصغاء أصحاب القلوب إذا انصتوا واستمعوا .. وكان رجل ملك زمام نفسه وقد أخضعها لربه فجال فى فكره هذا الكلام المحقق على وصف من التحقيق للحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) وراجع نفسه وقال .. يا نفسى ، ماذا تكونين أمام رسول الله ؟؟؟ ثم رفع رأسه صادقـاً فى مقاله وفى بيانه وقال .. يا رسول الله ، لأنت الآن أحب إلى من أهلى وولدى ومالى والناس اجمعين ومن نفسى التى بين جنبى . فقال له .. الآن يا عمر .. وفى رواية .. الآن يا عمر تم إيمانك .. أي أكتمل . . .
أخـى خـذ بيـد أخيـك . . .
وعلمـه تمـام الإيمـان
وتمـام الإيمـان فـى الإتبـاع لا فـى الإبتـداع
اللهـــم
اغفـر ذنوبنـا واستـر عيوبنـا وفـرج كروبنـا
اللهـــم
انقلنـا من ذل المعصيـة إلى عـز الطـاعـة
عودوا إلى دينكم .. واتبعوا سبيل نبيكم .. تنالوا محبة ربكم
وعلموا أولادكـم وجيرانكـم سُنة نبيكـم
فـوالله
لأن يهـدى الله بك رجـلاً واحـداً خَيْرٌ لك من الدنيـا وما فيهـا
اللهـم . . .
انـا نسـألك فهـم النبيـن
و حفـظ المرسليـن والملائكـة المقربيـن
بحفظ الباري ..