بسم الله الرخمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..........وبعد
التعصب القبلي آفة مجتمعنا والمعول الذي بدأ يهدمه شيئاً فشيئا ولكي أكون دقيقاً فهي ( الجاهلية المقنعة ) ، أصحاب التعصب مسلمون يشهدون بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله يؤدون فروض الإسلام لكنهم يهدمون ما يبنون !
مجتمعنا وبالرغم من تطوره في مجالات عدة فليس لك إلا أن تُصعق حينما تستمع لشخص ٍ يظهر على مظهره التحضر وإذا بحديثه يعود بك للزمن السحيق فيثير حديثه الغُبار فيزكم الأنوف ، يعود بك حديثه لعظام ٍ رمت وجثث ابتلعتها الأرض ولم تبقي إلا عجب الذنب !
التعصب القبلي هو في حقيقته ضرب للحمة الإسلام التي أمر بها الإسلام ولو عدنا للقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة لوجدنا أن الأفضلية والتفاضل ليست بالعرق واللون بل ( بالتقوى ) ، خلقنا الله شعوب وقبائل لنتعارف وليس لنتفاضل ! ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) فالميزان هنا هو التقوى وليس لأن جدي فارس الفرسان ومقاتل صنديد ! الميزان هنا هو التقوى ولا غير التقوى فلا فضل لعربي ٍ على أعجمي إلا بالتقوى ! رُفعت الأقلام وجفت الصحف
إن العصبية القبلية والتي كانت ضعيفة في العقود الماضية إلا أنها شبت وأشعلت جذوة نارها من جديد بسبب بعض القنوات الفضائية وبرامج الشعر ومزاين ( النوق ) ويكفيك أن تمر شات أي قناة فضائية لتقرأ ( الجهل والتخلف ) وهو يمتطي آلة الحضارة !
قمة التخلف حينما تصبح ثورة الاتصالات والمعلومات مسخرة للجهلة أصحاب ثقافة القطيع ومضارب القبيلة وشيخ القبيلة وفارس القبيلة وشاعر القبيلة ويكفي أن تُثار كلمة بسيطة في قناة لتشتعل قنوات أخرى ومواقع إنترنت فتخرج العظام النخرة من قبورها لتفتت لُحمتنا ! ويُستعرض تاريخ مضى أغلبه ( أسود ) ليُصبح مسيطراً على حاضرنا ، إنهم أموات ولكن جهلنا أبى إلا أن يكون " تاريخهم " هو الحاضر في حاضرنا وهو الشغل الشاغل لنا !
ثقافة سوداء لابد أن تُجتث من جذورها ولابد أن يتم تقزيمها كي لاتُصبح غولاً يبتلع لحمتنا ويفرقنا فمجتمعنا كله ( قبلي ) وبث العنصرية القبلية فيه مجرد محاولة لتدميره ! ( أنا وأخوية على ولد عمي وأنا وولد عمي على الغريب ) ماذا لو كان ولد عمي يساوي ملء الأرض من أخي ! وماذا لو كان الغريب كذلك ! هذه المقولة مجرد تعاليم من تعاليم ( الجاهلية ) ، لقد كان سلمان الفارسي غريباً ومثله صُهيب الرومي !
ولو استعرضنا ما أمر به الإسلام من أوامر تحث على التلاحم والتآخي بين المسلمين لوجدنا ما لا تستوعبه الصفحات ولم يُحرم الإسلام الفخر بالنفس والقبيلة أو الفعل الكريم بل حرم ( التفاخر ) على الناس وهضمهم حقوقهم ورؤية الشخص بأنه أفضل من البقية بسبب مركز أو قوة !
يقول أحد العاملين في قناة فضائية أنه كان ( كنترولاً ) على شات القناة أو ( كوكو كما يُدلعه بعض من يرسلون له الرسائل التي تصب في ( جيوب ) أصحاب القناة يقول ( كنت بنفسي أرسل رسالة للشات أهمز وألمز بقبيلة معينة ! وأبين أنني من قبيلة أخرى معروفة ) ويكمل حديثه فيقول : ماهي إلا لحظات فإذا بالرسائل تهطل كهطول المطر !! فترى من السب والشتم بين أفراد هاتين القبيلتين ما يجعلك تيأس من مجتمع تُحرك أفراده رسالة في شات !، مواقع على الإنترنت وضعت باسم هذه القبيلة أو تلك تدخل للموقع فترى أول قسم في كثيراً من هذه المواقع ( القسم الإسلامي ) وبعضها يُضيف أيضاً ( قسم الدفاع عن الرسول ) صلى الله عليه وسلم ،! دخلت ذات يوم لإحدى هذه المواقع القبلية فوجدت القسم الإسلامي وتحته بقليل قسم ( معارك وبطولات القبيلة ) فيظن من يقرأ أن معارك القبيلة كانت لنصرة الإسلام أو لعز المسلمين فإذا بها معارك مع أخوة لنا من قبيلة أخرى ! أخوة جمعنا بهم ( الدين + العرق والنسب + الجيرة + الدولة ) كل هذا التلاحم يصبح هشاً ضعيفاً جداً أمام ( معركة حدثت قبل مائة عام بين قبيلتين ) !
ولا أدري مافائدة القسم الإسلامي في هذه المواقع وهم يؤسسون أقساماً مترعة بالعنصرية تضرب الإسلام في صميمه وتحارب روحه وتحارب تعاليمه إذ أن الإسلام أمر بالتآخي وهذه المواضيع في تلك الأقسام تطفح بالعنصرية والسبق والشتم بل والقذف وإثارة النعرات القبلية وشحن النفوس وتوترها
ولا أدري لماذا يتم التساهل مع هذه المواقع فالمفترض أن تُحجب أو يُحاسب أصحابها وتغلق لأنها تضرب ( الوطنية ) في الصميم وتضرب اللحمة والتآلف بين المواطنين وتؤسس للشحناء والبغضاء وقد قيل : أول الحرب مبدأها كلام !
وعلى المثقفين والمثقفات تجريد أقلامهم ومحاربة ( العنصرية ) بكافة صورها وأشكالها فلنحاربها جميعاً لحفظ ( مجتمعنا ) ومكتسباتنا ولنكن حائط صد ضد ( كُتاب ) القبائل ، وستعجبون حينما أقول لكم أن أحدهم يحمل رتبة كبيرة في منتدى ( قبيلته ) وهو على الصعيد الشخصي لا يُساوي حبة خردل لكنه كسب ذلك لأنه شديد العنصرية ! فأصبح مقدساً في منتدى ( قبيلته )
لابد أن ننشر ثقافة الوعي وثقافة الإسلام التي تُنادي بالعدل مع المسلمين ومحبتهم والتآلف معهم ، لابد أن نُعلم الصغار كيف يكون مسلماً نافعاً لدينه ولوطنه ولإخوانه في الدين والعرق والوطن ، لابد أن ينشأ على الصغير على حمل أسمى المعاني الإسلامية ليكون مفيداً لمجتمعه ووطنه بدلاً من أن يكون مجرد عنصرياً ليس له أي اهتمام إلا ماذا فعلت قبيلتنا بتلك القبيلة وماذا قال شاعرها ! لابد أن يقرأ تاريخ الإسلام المجيد ويحفظ تاريخ أبطاله وبطولاته ومعاركه بدلاً من حفظ أشعار فارس القبيلة وبطولات ومعارك القبيلة التي تدور رحاها بسبب ( السرقة والنهب )
• أن يكون لي صديقاً من أقصى القبائل شريفاً نظيفاً خيراً لي من ابن عم فاسداً لا خير فيه
• أن يظلم بن عمي مسلم من قبيلة أخرى فلن أقف معك يا بن عمي فلست ُ معيناً للظالمين وإنما أنا مسؤولاً عن نفسي أمام الله ثم أمام النظام
• أفخر بكل فعل من أبناء عمومتي يُسهم في التطور والرقي ويحث على مكارم الأخلاق والشرف والمروءة هذا فقط أعتز به وأفخر به ، وأعتبر من يقوم بذلك ( ابن عمي ولو كان من أقصى القبائل )