تحولت أمسية شعرية في إحدى المحافظات التابعة لمنطقة الرياض إلى مشاجرة بالعصي والسكاكين بسبب أبيات شعرية وجّهها شاعر لزميله يشاركه في تلك الأمسيةوبحسب مصادر مقربة فإن الشاعرين كانا يشاركان في محاورة شعرية «قلطة»، وبعد أن انتهى أحدهما من شعره، تهجم عليه أحد الحضور، الذي يشجع الشاعر الآخر، وبعدها تدخل جمهور الشاعرين في المعركة، التي استخدمت فيها العصي والسكاكين، ونتج عنها إصابة أشخاص عدة، وحضرت الأجهزة الأمنية لاحتواء المشكلة.
وطالب متابعون للساحة الشعبية بفرض عقوبات مالية على الشعراء الذين يهجون العائلات والقبائل في الشعر، سواءً بشكل واضح أو مخفي، حتى لا تكثر المشاجرات في الاحتفالات التي تعتمد على فن القلطة، مشيرين إلى أنه لا توجد جهات مختصة باستقبال الشكاوى ضد الشعراء الذين يتعمدون إلى الإساءة إلى الأشخاص، وهجائهم بأبيات شعرية قد تصل في بعض الأحيان إلى القذف والسب.
ولفتوا أن عدداً من الشعراء تسببوا في تغذية العصبية القبيلة، والكراهية، من خلال أبيات شعرية كتبوها، وهو ما أدى إلى رفض شعراء آخرين لاحتفالات تقام في مناطق عدة، خوفاً من تهجم الجمهور عليهم.
وتحول فن القلطة في الفترة الأخيرة إلى حلبة للمهاترات بين الشعراء، وتناول قضايا لا تفيد المجتمع، بل تزيد من تفرقته، كونهم لا يجدون سوى مدح قبائلهم، وعائلاتهم، وانتقاص حقوق الآخرين، والتقليل من شأنهم، ودورهم، حتى أن عدداً كبيراً من العقلاء عزفوا عن حضور الاحتفالات التي تكون فيها «القلطة»، لتفادي الإشكالات التي قد تحدث أثناء سيرها.
وكانت الساحة الشعبية شهدت حوادث اعتداء أكثر من مرة، خصوصاً في فن القلطة، وانتشر قبل سنوات عدة مقطع بلوتوث لعشرات الأشخاص يطاردون شاعراً شعبياًّ، كونه تهجم على قبيلتهم في أبيات شعرية، دفعتهم إلى الاعتداء عليه وضربه.