الحلقة الرابعة أقسام القرآن وأمثلة عليها وذكر خصائص كل نوع ,
1ـ القرآن المكي .ـ وهو غالب القرآن ويطلقه العلماء على كل ما نزل من القرآن قبل الهجرة .
أهم صفات القرآن المكي كما يلي : ـ
أ ــ غالب الأمور التي تكلم عنها في العقيدة وذلك مراعاة لأحوال أهل مكة التي كانوا عليها من عبادة أوثان وؤد بنات واستباحة المحرمات وهتك الأعراض وسياسة القوي يأكل الضعيف التي كانت سائدة بين أهل مكة بل العرب جميعا فراح القرآن ينتقد هذه الأكذوبات جميعا ويعيد للأذهان ملة ابراهيم الحنفية السمحة التي أتى بها محمد صلى الله عليه وسلم ويخبر الناس أنها عقائد ضرها أقرب من نفعها وعلى العقلاء منهم أن ينبذوها وراء ظهورهم وأن يعودوا إلي العقيدة الحقة وكلمة الإخلاص والتوحيد التي هي حق الله على عباده (مفتاح الجنة )
ب ـ الشدة على الكفار من غير إسفاف ولا خروج عن الأدب الجم والخلق الرفيع الذي تميز به القرآن لإن أهل مكة على الرغم من أنهم كانوا سادة العرب وأهل الحرم وسدنة البيت وفيهم السقاية والرفادة إلا أنهم كان فيهم غلظة وقسوة وتكبر فكان الخطاب معهم يتناسب وماهم عليه من سوء الأخلاق .
ج ـ قصر السور المكية في أغلبهالأن الله تحدى أهل مكة أن يأتوا ولو بسورة من مثله فلو كانت غالب سور العهد المكي طوال لكان ذلك في غاية الصعوبة والمشقة عليهم لكن قصر السور المكيه سهل التحدي عليهم إذ أن بعض السور المكية ثلاث آيات أو خمس أو سبع أو عشر,
د ـ تسهيل وتيسير حفظه على المسلمين الجدد اللذين كان أغلبهم أميين لا يجدون القراءة ولا الكتابة واعتمادهم في الحفظ كان على التلقي والمشافهه فصر السور مساعدة لهم على ذلك .
هـ ـ الرد على من قال أن عجز أهل مكة عن المجئ بمثل سور القرآن إنما هو بسبب
الصرفه أي أن الله صرفهم عن هذا ولو تركهم لفصاحتهم لأتوا بمثل السور القصيرة
وــ كثرة ذكر القصص وأحبار الأمم السابقة في العهد المكي وذلك تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم وإعلامه أن ما يقع لهإنما هو مثل ما وقع لإخوانه من الأنبياء مع أقوامهم
مصداقا لقوله تعالى (قل ما كنت بدعا من الرسل ــــــ وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك )ثم تكون العاقبه والنصر والظفر له ولإصحابه بإذن الله (إن رسلنا هم الغالبون والعاقبة للمتقين ـ إنا لننصر رسلنا واللذين آمنوا )
ز ـ بالرغم من قوة ألفاظ العهد المكي وغرابة بعضها مثل (ضيزي ـ قسورة ـ عجاب ـ كبارا ) فما استطاع أهل مكة أن يحاجوا رسول الله في شيئ من هذا بل اذعنوا للقران في فصاحته وبلاغته وجماله وقة تأثيره عليهم .
وإلى لقاء القادم مع القسم الثاني من أقسام القران إن شاء الله