*
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعدَ اللهُ كلّ أوقاتكم بالمسرّات, وباركَ لكم في أيّامكم
وكلّ عامٍ أنتم بخير, تقبّل الله منّا ومنكم صالح الأعمال !
> خروج على النّص, يقال أنّ الصّواب هو: كلّ عام أنتم بخير
وليسَ كما هو الشائع " كل عام وأنتم بخير "
هذه المعلومة عالقة في ذهني قديمًا ونسيت مصدرها
أذكر أنّي استقيتها من برنامجٍ تلفزيوني !
نعود
بحمدِ اللهِ وتوفيقه أصبحت أرى الأعداد المقبلة على الزّواج في ازدياد, وهذا مؤشّر يجعلني أنزع دقائق الانتظار من ساعتي البالية, وأحسب الليالي تلو الليالي, متى تأتي هذه الليلة السعيدة - كما يزعم الكثير -
ولكن ممّا يسيء إليّ كثيرًا؛ أنّ أسمع أخبارهم وقد استأجر الواحد منهم شقّة على بـ 30 ألف أو دون بقليل
يعني تقريبًا 2500 ريال شهريًا تصرف لإيجار المنزل , وأنا أرى أن صرف أكثر من 1500 ريال لإيجار المنزل, يعدّ تبذيرًا والإيجار كلّه تبذير, وقد يقول بعضهم " فرقت يعني ألف ريال ", سأقول الرّيال يفرق وليس ألف, الزّواج ليس خبط عشواء تزوّج ويحلّها ربّك, نعم صحيح نتوكّل على الله لكن لابدّ أن نفعل الأسباب وندرس الزّواج دراسة كافية وافية, ندخل في الدّراسة كيف نشتري الزّبادي ومتى لا نشتريه !
بوجهة نظري - الغير موثوق بها - أنّه لابد أن تدرس كيف تدير منزلك ماليًا في كل شؤون منزلك من أتفه شيء كشراء الزّبادي إلى أكبر شيء كإيجار المنزل.
ممّا حزّ في خاطري وأنا أنظر للمجتمع من حولي, أجد أنّ المنازل ماشاء الله تبارك الله فسيحة والمنزل لايسكنه إلا القليل, فلمَ لا يتزوّج الشاب ويسكن في بيت أهله, في شقّة منعزلة تمامًا لها باب خارجي, سيقول لي شخص بيتنا فيه درج في الصّالة ولا أستطيع أن أسكن مع أهلي, طيّب اسكن في أجار لمدّة يسيرة واجمع أنت وأباك مبلغًا من المال وابنِ شقة لك في السّطح, وتكون ملكُ لك ولن يطالبك أحد بالأجار
لا أعلم لمَ بعض النّاس يعدّ هذا عيبًا
كونك تجمع لتسكن في منزلٍ تملكه ولو كان في السّطح, أهون بكثير من أن تدّخر مالاً من مرتّبك الشهري ما يربو على ألفين ريال وراتبك لا يتعدّى 5,000 آلاف ريال !
هذه نقطة,
والنقطة الأخرى التي حزّت في خاطري بعمق لأولئك الآباء الذين يفتقرون للتخطيط استراتيجي " بعيد المدى ", الأب يبني بيتًا فسيحًا ( ونحن ندعو له ونشكر آناء الليل وأطراف النّهار ), ولكن لم يا أيّها الأب الفاضل لا تقسّم البيت بحيث يسعك مع أهلك ويسع أولادك مع أهلهم, خصوصًا أنّه في كل الأحوال لن يستمر هذا الابن بزوجته في منزلك, لأنه سيدّخر المال ويجمع في بداية زواجه ( لأنّك وفّرت له المسكن ) إلى أن يوفر مبلغًا لشراء منزل له, ولنقل سيجلس عشر سنوات, فهذا ليس بمزعج.
فلمَ لا يبني الأب مثلاً دور أرضي وشقّتين علويتين, يسكن هو في الدّور الأرضي, والشقّتان العلويتان يجلعها لأبنائه من بعده, فإمّا يؤجّرها, وإمّا يسكن هو فيها إلى أن يتزوّج أحد أبنائه, أنا أعرف أبًا انتهى قبل سنة من بيته, طريقة تفصيل بيته ( دور أرضي ودور علوي مسروق " يعني دور صغير جدًا في الدور العلوي له منفذ من الصالة في الدور السفلي " وشقّتان علويّتان), الشّقتان بناها لابنيه أحدهم في الجامعة والآخر في الصف " ثالث متوسّط " يااااااااالله, انظر إلى عمق التفكير لهذا الأب, ماشاء الله تبارك الله !
أعرفُ آخراً إضافة إلى أن بيته ( دور وشقتين ) إلا أنّه بنى شقة صغيرة في السطح لابنه الثالث, وأجّر هذه الشقّة الصغيرة, وادّخر مالها, لمهر ابنه إذا أراد أن يتزوّج
بالفعل أشياء تثلج الصّدر, فلماذا نحن دائمًا ضحيّة الأجارات التي تأكل أموالنا وكأنّها نارُ في هشيم والعياذ بالله, أشعر أنّ من أهم العوائق الرئيسيّة عند الشباب هو عدم توفّر مسكن, أو الأجارات غالية !
وبيت أبيه مترامي الأطراف ولا يستطيع هو السكنى فيه !
قبل فترة يحدّثني أحد الشباب الساكنين في شمال الرّياض يسألني عن قيمة الأجارات لدينا في غرب الرّياض, فلديهم الأجارات مرتفعة جدًا ولا يستطيع السكن فيها !
لا أعلم لمَ بعض الأمّهات والآباء يرفضون فكرة السكن في نفس المنزل, أليس دفع مبلغ أجار بغض النظر عن كميّة المبلغ أليس هذا يزعجهم ؟
لماذا بعض الأباء لا يفكّر في مستقبل أبنائه من حيث الزّواج والمسكن
ويرمي هذه الأعمال الكبيرة على عاتق الابن أبو الـ 5,000 آلاف ريال
- هل السكن في نفس المنزل لديكم مرفوض ؟
ونفس الفكرة لدى أهاليكم ؟
- هل يوجد آباء يفكّرون في مستقبل أبنائهم من حيث الزّواج والسّكن ؟
وهل تشاهدون هذا كثيرًا ؟
شكرًا لكم على هذه الدقائق التي
منحتوها لموضوعي !
وأتمنّى أن أجد تفنيدًا لهذه المشكلة, أترك الحديث لكم