إن كنت تليق بما لا يليق ( دعها بلا تعليق )
:
مدخل : -
" هل تليق بما يليق أو مالا يليق ؟ "
:
إن كنت تليق بما لا يليق فأنت شخص صفيق .. دعك من تكرار حرف القاف في تلك الجملة وذلك السجع المقصود أو الغير مقصود وابحث عن المعنى المراد في تلك العبارة ولا تكن سطحي الفكر والتدقيق , فإن حاولت البحث عن مجدٍ يسلط عليك الضوء ويشبع نهمك من التصفيق فلن تعجز عن كسبه بشتى الطرق ؛ وأحسب أن هناك الكثير من السطحيين الذين يظنون هذا المقال دعوة لقمع الزعيق من حناجر المطبلين وقتل التصفيق ..!
والمفترض أن نلمّع أنفسنا ونليق بما يليق لأن ذلك من سمات العاقل الذي كرمه الله بعقله وفضله على كثير ممن خلق تفضيلاً كثيرا .. ومن أجل ذلك فلابد أن نصنف أنفسنا من أحد هذه الفئات .. التي أضرب بها هذا المثل وأظن أن من يفهم هذا المثل هو ذلك المفكر العميق ولا غير ..
" فلو كان أمامك إبريق وثلاثة أشخاص .. فإن هناك من يريد أن يظفر بالإبريق وهناك من يريد البريق وثالثهم يخطط ويود لو يستطيع أن يظفر بالرحيق الذي يكتنز به الإبريق .. ! "
وتساءل عزيزي ....
من أي هؤلاء البشر تحسب نفسك ؟
فلو كنت ممن يود الظفر بالإبريق فإنك لا تبحث عن أكثر من " الفشخرة " و " الكشخة " الزائفة بملك زائف ولا يعنيك من الأمور إلا ظواهرها .. بل وأنك تغض الطرف عن بواطنها وكأنها لا تعنيك .. وهي حقاً لا تعني شخصاً مثلك يبحث عن الشكل والمنظر ولا يهمه الجوف وما يمكن أن يكون به .. ولكن هل فكرت أن ذلك الإبريق ربما كان خالياً .. وربما ضاع أو انكسر .. !!
ولو أنك اخترت البريق فإنك تريد أن تسلط الأضواء عليك وتلفت الأنظار لبعض الوقت بأي طريقة كانت والحقيقة أن البريق كالسراب ولا يظهر كثيراً وحين يظهر فإنه سرعان ما يختفي حين تلطخه الأوساخ مع أول استعمال فيبدو وكأنه عتيق ..
أما من يبحث عن ما يليق ويريد به أن يليق فإنه من يبحث عن الرحيق
وهو ذلك الشخص الذي يفكر بعمق أكثر ويود أن يتمتع بما وهبه الله إياه من العقل ونعمة التفكير والقدرة على الإبداع والاكتشاف وصنع الإنجاز بعد أن اكتسب الكثير من خير رفيق ..
وعلينا دوماً حين نود أن نثبت جدارتنا أن نتجنب تلك السطحية الزائفة وأن نقتطف الإنجاز الموثق من الفكر ونزرعه في أرض خصبة ليطوله التوثيق ولن يخلو إن شاء الله من التوفيق .. فقط علينا أن نعرف كيف نفكر ؟ وبأي طريقة نصنع المفيد ونؤرخه ونرسخه كامتداد لمنجزات النجاح ونصنعه كسياسة وثقافة طويلة عريضة مترامية الأطراف في نفوسنا لتجول وتشمل كل صغيرة وكبيرة في الذات لتقتلع اليأس من جذوره ويأتي الطموح وبالتالي المزيد من الكسب ومع كل فشل نجاح آخر يعقبه .. وحينها فقط نليق بما يليق ونستحق التشجيع والتصفيق .. ليس من الناس .. بل من الزمن لأن الفكر قد نما وظهر له الريش من أجل التحليق ..!
:
مخرج : -
إن كنت لا تدرك المغزى من يليق بما لا يليق .. فدعها بلا تعليق !!
الوضّاء ../ نآي الحرف
ثمرةُ صَباحي ..