منذ زمن بعيد خرج تاجر و أصدقاء له الى الباديه وذلك بهدف الصيد والقنص ,
وفي اثناء سيرهم مروا على إحدى القبائل التي تسكن المنطقه , وكما هو معروف عن العرب وكرمهم وطيب أخلاقهم , جاء اليهم شيخ تلك القبيله ولم يكن كبير بالعمر عازما عليهم البقاء لديهم لكي يتسنى لهم القيام بواجب الضيافه .
وافق التاجر وأصدقائه بالنزول ضيوف عند تلك القبيله, وأكرمهم شيخ القبيله و
أحسن ضيافتهم .
وبدأت هنا علاقه صداقه بين هذا الشيخ و التاجر
في اليوم التالي أخذ الشيخ هذا التاجر ليريه مضارب القبيله فرأى التاجر فتاه غايه في الحسن والجمال , فسأل التاجر الشيخ عن الفتاه اذا كانت متزوجه ام لا
"لسوء الحظ كانت هذه الفتاه ستصبح زوجه لشيخ القبيله "
فقال له الشيخ كلا ليس لها زوج
فسأله اهي مخطوبه ؟ فقال له الشيخ كلا !!!!
فقال التاجر هل أستطيع خطبتها من أهلها ؟
فقال الشيخ انا أطلبها لك و بإذن الله هي زوجه لك ...
"اثر الشيخ ان يلبي طلب ضيفه و صديقه عن نفسه ... يا لكرم العرب "
تزوج التاجر بتلك الفتاه واقاموا الأفراح , بعد فتره من الزمن جهز نفسه التاجر للعوده الى المدينه وقبل ان يعود استحلف هذا الشيخ ان يأتي اليهم في المدينه لزيارتهم .....
بعد فتره من الزمن ساءت أحوال ذلك الشيخ ..... فلم ينزل المطر منذ فتره وخسر معظم ما لديه من الأغنام ... فقال في نفسه اذهب لزياره صديقي التاجر
و عند وصوله الى بيت ذلك التاجر طرق الباب ففتحت له زوجه التاجر .....
سألها عن زوجها قبل دخوله للبيت اذا كان موجود ؟
فقالت له هو ليس بالبيت ...
إستأذن بالمغادره لحين عوده زوجها ... وقبل ان يغادر لاحظ وجود صديقه مختبئ خلف احدى نوافذ البيت !!!!!!!!
غضب جدا ... لأنه لم يخرج لأستقباله بل أخفى التاجر نفسه عن صديقه
الشيخ ...
بكل عزه العرب في نفسه الأبيه غادر هذا الشيخ ليعود الى دياره متأسفاً
على ما بدر من هذا التاجر الذي انكر المعروف .
في طريق عودته لاحظ ان هناك إثنين مختلفان على صندوق ....
ولما شاهدوه متجه صوبهم ... تركوا ما معهم وهربوا ..
سأل نفسه فيما كان هذان يختلفان ..؟ وماذا في هذا الصندوق ؟
فتح الصندوق ليرى ما فيه ..
فوجده *** بالدنانير الذهبيه فرح جدا به ... وقال بنفسه سأبقى هنا وأعمل بالتجاره لكي يرى هذا الصديق المزيف اني لست بحاجه اليه ...
و فعلا إبتدأ هذا الشيخ بالعمل بالتجاره .. وما هي بفتره طويله حتى اصبح له صيت ذائع ..
في احد الأيام جاءته إمرأه عجوز تسأله المساعده ... حاول ان يعطيها بعض المال فرفضت تلك العجوز قائله انها تريد العمل حتى و إن كان هذا بخدمته
بالبيت ... وعمل الطعام , وبما انه أعزب لم يتزوج بعد وافق على هذا .
أثناء تواجد تلك العجوز بالبيت كانت تأتيها إبنتها للزياره ...
وكانت هذه الفتاه فائقه الحسن والجمال ... سألها الشيخ أن تزوجه ابنتها
وتقيم هي معهم معززه مكرمه في البيت ... وافقت تلك العجوز على طلب التاجر
أقام التاجر حفل الزواج وسمع به القاصي و الداني .. حيث اصبح هذا الشيخ من التجار الكبار ..
عمل وليمه عشاء بهذه المناسبه بعد زفافه , دعا اليها كبار تجار المدينه
ومنهم ذلك التاجر الذي لم يستقبله !!!!!!! ذلك الصديق المزيف ..
بعد ان حضر الجميع ... قام ذلك الشيخ وقال ايها التجار الكرام عندي قصه
أود منكم ان تسمعوها .. وتعطوني رأيكم , شرح لهم ما حصل معه
وقصته مع ذلك التاجر الذي خان الصداقه ... في أول مره يحتاج هذا الشيخ اليه
إستغرب التجار ما حصل فالذي يعرفونه عن ذلك التاجر انه صادق .. امين
ويخاف الله في تعامله مع الناس ...
قام التاجر وقال لهم إسمعوني أولا ...
قمت بزياره هذا الشيخ الذي أحسن ضيافتي ... وزوجني بمن كانت ستصبح
زوجه له ... فعندما رأيته قادم علمت أن الذي أحضره شئ كبير
وهو عزيز النفس لا يقبل الحسنات
أرسلت خلفه شخصين ليكونا بطريقه مع صندوق *** بالدنانير
ليأخذه دون ان يعلم انه مني ...
أرسلت والدتي التي هي أعز الى من نفسي لتعمل خادمه في بيته !!!!
زوجته أختي دون أن يتحمل عناء شئ !!!!!
ساعدته في بدايه طريقه للتجاره دون ان يدري بي ..!!!!!!
أفتقول لي بعد هذا أني لا أعرف معنى الصداقه ..........
فقام الشيخ باكيا مقبلاً رأس التاجر ويسأله الصفح ....
تقبلو تحياتي
اخوكم الموسيقار