بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نهض عامر من فراشه لصلاة الفجر لم ينم الا ساعات قليلة.. وليستعد ليوم جديد انه يوم الغوص.. ذلك اليوم الذي قد قلب مواجع الكثير من الأمهات والزوجات.. زوجته زينب لم تنم تلك الليلة لإحساسها بوجود شر قد يحدث لزوجها عامر.. والذي يعتبر من النواخذة القدماء والذين عاصروا البحر منذ القدم.. ومع وقت دخول فصل الشتاء.. ذلك الفصل الذي تكون فيه معظم حوادث غرق السفن.. وتحطمها.. وموت جميع من عليها في ذلك الوقت وبعد عودته من صلاة الفجر.. اتجه نحو غرفة ابنه كي يطمئن على حرارته.. قدمت زينب الافطار.. وبعد إن أتم افطاره التفت عامر لزوجته ومع ابتسامته المعروفة والمشهور بها عند كل شخص يعرفه.. وقال لها: اليوم يعتبر بداية لدخول فصل الشتاء والابحار يعتبر مجازفة في هذا الفصل.. وما أن سمعت زينب تلك الكلمات التي عصفت مواجعها حتى قالت لزوجها: لماذا لا تنوب احدا من اعوانك الجيدين كي يحل مكانك ولا تذهب هذا الشتاء، ومع ابتسامة قال لزوجته: لا يوجد احد اثق فيه غير اخيك محمود.. وهو غير موجود هذه الايام ويحتمل ان يعود بعد اشهر من رحلته تلك.. انطلق عامر نحو مستودعه كي يعد ما يحتاجه في تلك الرحلة.. ومع تساقط زخات من المطر بدأت رحلة عامر واعوانه من حو
له يعملون بكل جد ونشاط.. وبعد ساعات من رحلتهم ازداد نزول المطر والرياح تلعب بمركبتهما يمنة ويسرة والأوامر من النوخذة عامر تتزايد.. اصبح الكل يعمل بجد ونشاط.. مجموعة تقوم بانزال الاشرعة وشدها بقوة، ومجموعة أخرى تجهز الشباك لانزالها، ومجموعة تتأكد من الديين الخاصة بها عند الغوص للبحث عن اللؤلؤ.. وبعد مرور الساعات على ابحارهم.. توقفت الأمطار والرياح.. وازدان منظر البحر... مع وحشية أعماقه.. امر عامر اعوانه بانزال الشباك للصيد والغوص بحثا عن اللؤلؤ، مرت.. الساعات.. الأيام.. والشهور على رحلتهم.. وزينب تنتظر رجوع زوجها سالما معافى.. وبعد الشهور من رحلة زوجها عامر.. عاد أخيها محمود من رحلته التجارية.. كان محمود من أحد أعوان عامر السابقين ولم تعجبه رحلات الغوص تلك.. وفضل ان يذهب بمركبته للتجارة وأن يجلب البضائع من الدول البعيدة وبيعها بفائدة.. ومع وجود نفس مخاطر البحر فضل محمود ذلك العمل.. وبعد شهور من عودته جهز محمود نفسه ومركبته للسفر مرة أخرى.. وعلى غير عادته هذه المرة.. ولمغادرته باكرا.. ودع اخته زينب.. وانطلقت مركبته وهو يقول لأخته: سلميني على عامر.. واخبريه بانني متجه هذه المرة نحو الهند.. انطلق محمود في نفس الا
تجاه الذي تعودت زينب أن تنظر اليه طوال اليوم كي تراقب قدوم زوجها.. وحبيبها.. وابو ابنها عامر وبعد رحيله بساعات تلبدت السماء بالغيوم وبدأ نزول المطر وقابلتهم نهاية عاصفة شديدة قادمة من نفس اتجاههم.. ومن شدتها فقد محمود واعوانه التحكم في اتجاه مركبتهم.. وبعد فترة هدأت العاصفة وظهر لديهم ان هناك شيئاً متناثراً على سطح البحر.. وبعد الاقتراب وجدوا حطام سفينة وقد تناثرت أجزاؤها وان هناك جثثاً طافحة على البحر.. وهناك أشخاص على قيد الحياة وهم في حالة جهد واعياء كبير.. بسبب تعلقهم ببقايا حطام سفينتهم من أخشاب ولساعات قد انقذهم من الموت، أخذ محمود واعوانه بانقاذ منهم على قيد الحياة.. وعند قيام محمود بانتشال آخر واحد منهم.. شد انتباهه وجود شامة في كتف ذلك الرجل انه يشبه كتف رجل غال عليه والذي له الفضل في تعليمه اسرار البحار حتى اصبح نوخذة.. ادار محمود رأس ذلك الرجل بسرعة نحوه كي يتأكد من ملامح وجهه.. لقد ابهره ذلك الوجه بعد النظر اليه.. وصرخ قائلاً: النوخذة عامر، صوت محمود جعل عامر يصحو مع وجود شدة الارهاق وان يفتح عينيه بكل قوة كي ينظر الى ذلك الصوت القريب الى قلبه وبعد النظر اليه قال: محمود .. محمود.. ومع ابتسامة خفيف
ة اغمض عينيه.. لقد اصابته غيبوبة بسبب شدة التعب... مع تعلقه الطويل على بقايا حطام سفينتهم من اخشاب ومع مجاراته لتلك العاصفة والبرد القارس في ذلك الوقت قد سببت له الانهاك الشديد.. امر محمود اعوانه بالرجوع الى القرية لسوء وضع من تم انقاذهم وخاصة زوج أخته عامر، أفاق عامر من غيبوبته بعد رحلتهم بساعات وقال: محمود اين انت؟ واجابه محمود بالقول: انا بجوارك ياعامر.. عندها ادخل عامر يده لاحدى جيوبه المبتلة.. وأخرج كيساً صغيرا من القماش وسلمه الى محمود وقال له: وبصوت متقطع.. خذ هذه الهدية لأختك زينب وسلمني عليها وقل لها: بانني حريص بان اقدم تلك الهدية لها بنفسي ولكن القدر شاء ذلك.. بعدها نظر عامر الى السماء وذكر التشهد واغمض عينيه وكانت تلك آخر كلمة قالها قبل وفاته، وصل محمود قريتهم ودفن عامر.. وبعد نهاية فترة العزاء بايام.. قدم محمود لاخته زينب هدية الوداع الموجعة والتي سلمها له زوجها قبل وفاته.. وأخبرها محمود بما قاله عامر وبالحرف الواحد.. اخذت تلك الهدية من يد أخيها والدموع تتساقط من بين خديها.. ونحو غرفتها اتجهت.. ورمت بنفسها على فراشها.. وهي تقول: أين انت ياعامر، ولماذا ذهبت؟ رفعت رأسها ونظرت الى الكيس.. وفتحته انه
ا حوالي 20لؤلؤة ذات القيمة الغالية في ذلك الوقت، ولكنها اعادتها إلى الكيس ورمتها بعيدا وهي تقول وبأعلى صوتها: لا أريد اللؤلؤ.. أريدك أنت.. أنت بس ياعامر ارجوك لا تتركني لوحدي.. تعال.. تعال..
ملطووووش عينك عينك وصاحبها يطالع فينى
خخخخخخخخ
تحياااتي,,
الجوووري;)