من خطب الرسول محمد( )
خطبة للنبي( )في التنفير من الدنيا:
"أيها الناس إن هذه الدار دار التواء،لا دار استواء،ومنزل تَرَح لا منزل فرح،فمن عرفها لم يفرح لرخاء،ولم يحزن لشقاء،ألا و إن الله تعالى خلق الدنيا دار بلوى،والآخرة دار عقبي،فجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سببا،وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضا،فيأخذ ليعطى،ويبتلى ليجزى،إنها لسريعة الذهاب وشيكة الانقلاب،فاحذروا حلاوة رضاعها لمرارة فطامها،واحذروا لذيذ عاجلها لكريه آجلها،ولا تسعوا في تعمير دار قد قضى الله خرابها،ولا تواصلوها((فقد أراد الله منكم اجتنابها)) فتكونوا لسخطه متعرضين،ولعقوبته مستحقين"
خطبة للنبي( )في وصف الدنيا:
"الدنيا دار بلاء،ومنزلة بُلغة و عناء،قد نزعت عنها نفوس السعداء،وانتزعت بالكُره من أيدي الأشقياء.فأسعد الناس بها أرغبهم عنها،وأشقاهم بها أرغبهم فيها،فهي الغاشة لمن استنصحها،والمُغوية لمن أطاعها.الفائز من أعرض عنها،والهالك من هوى فيها،طوبى لعبد اتقى فيها ربه،وقدم توبته،وغلب شهوته،من قبل أن تلقيه الدنيا إلى الآخرة،فيصبح في بطن موحشة غبراء مدلهمة ظلماء لا يستطيع أن يزيد فيها حسنة ولا ينقص من سيئة،ثم يُنشر فيُحشر إما إلى جنة يدوم نعيمها،أو إلى نار لا ينفد عذابها"
خطبة للنبي( )في وصف الدارين:
"ألا إن الدنيا عرض حاضر،يأكل منها البر و الفاجر،ألا و إن الآخرة أجل صادق،يقضي فيها ملك قادر،ألا و إن الخير كله بحذافيره في الجنة،ألا و إن الشر كله بحذافيره في النار،ألا و اعملوا و أنتم من الله علي حذر،و اعلموا أنكم معروضون علي أعمالكم{فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره*ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره*}".
خطبة للنبي( )في أن ننتهي إلى معالمنا:
"أيها الناس..إن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم،إن المؤمن بين مخافتين،بين أجل مضى لا يدرى ما الله صانع فيه،و بين أجل قد بقى لا يدرى ما الله تعالى قاض عليه فيه،فليأخذ العبد لنفسه من نفسه،و من دنياه لآخرته،ومن الشبيبة قبل الكبر،ومن الحياة قبل الموت.و الذي نفس محمد بيده،ما بعد الموت من مستعتب،و لا بعد الدنيا دار............ ...إلا الجنة أو النار".