الجماعة الأولى: هي الجماعة التي رباها الرسول صلى الله عليه وسلم على عينه، ومنحها كل جهده ورعايته وتوجيهه، والتي اجتمعت لها عناصر التربية الإسلامية بكل تمامها، على يد أعظم مرب في التاريخ.
وإنها لهي المقصودة أولاً بقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران:110].
ولقد كانت خير أمة في تاريخ البشرية كله، وحوت من ألوان العظمة في كل اتجاه ما لم تجتمع لأمة أخرى في التاريخ بهذه الوفرة، وذلك التعدد، وتلك الآفاق: عظمات حربية، وعظمات سياسية وإدارية، وعظمات نفسية، وعظمات روحية..عظمات من كل نوع، وفي فترة وجيزة من عمر الزمن كأنها لحظات!
وتلك الأمة هي التي وضعت أسس التاريخ الإسلامي المقبل كله، ورسخت قواعده في الأرض، بما قدمت من مبادئ وقيم، ومثل عليا مطبقة في عالم الواقع بصورة فريدة في التاريخ، صورة يلتقي فيها المثال والواقع، فلا تكاد تعرف من روعة العظمة المذهلة أيهما الواقع وأيهما المثال!
ولقد كان الواقع التاريخي الإسلامي لم يشهد تكرار ذلك النموذج الرفيع بصورته تلك إلا في نماذج، فردية على مدار الأجيال، بينما كانت تلك النماذج محتشدة في الجماعة الأولى احتشاداً فذاً جعل المؤرخين الأوائل يشيرون إلى معظمها مجرد إشارة عابرة، كأنما هي ظاهرة عامة، لا تحتاج إلى إشادة ولا حديث خاص! فستظل هذه الجماعة على الرغم من ذلك، هي النموذج الذي تتطلع إليه الأجيال، وتحاول أن تعيده في عالم الواقع..فإن أفلحت في أي جيل أو أي قرن، فهو الخير للبشرية كلها بغير نزاع، وإلا فالمحاولة في ذاتها خير؛ لأنها سترفع كل إنسان إلى أقصى حدود طاقته الذاتية، فلا تظل في نفسه فضلة من خير محبوسة عن العمل، أو محجوزة عن النماء.
وهكذا تظل القدوة قائمة في جماعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن لم يتكرر مثالها على مدى التاريخ.
ونحن مطالبون بدراسة وافية لتلك الجماعة الأولى، تفسر لنا أسرار عظمتها، وبلوغها ما بلغت إليه من قمم شامخة في كل مجال خاضته، فهي -قبل كل شيء- جماعة من البشر، بل جماعة من البشر من أمة كانوا غارقين في الجاهلية إلى آذانهم، وقاوموا دعوة الخير مقاومة عنيدة؛ لأنهم قوم لدّ الخصومة، كما وصفهم القرآن: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً} [مريم:97]، {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف:58].
فكيف استطاعت جماعة بهذا الوصف أن تصل إلى تلك الآفاق؟! وما العناصر التي تكونت منها تلك العظمة الفائقة؟ وهل هي عناصر "طبيعية" بشرية، أم إن فيها عنصراً خارقاً غير قابل للتكرار؟!
وماذا نملك نحن –ونحن جماعة من البشر كذلك- ماذا نملك من العناصر التي كونت هذه الأمة، وماذا نفتقد لنعلم المدى المتوقع لنا من النجاح أو الفشل في بلوغ الغاية التي نريد؟
تلك الدراسة الوافية ضرورة لنا ضرورة كاملة، ونحن نحاول تجميع عناصر التربية الإسلامية، فتلك الجماعة هي التي طبقت أو طُّبقت فيها التربية الإسلامية بتمامها كله، فلن نجد إذن خيراً منها لتجميع العناصر المطلوبة، ولن نجد خيراً منها، ولن نجد خيراً منها صورةً تطبيقية لهذه العناصر، وذلك أمر له أهمية مضاعفة، فليس يكفي –في أمور التربية- أن نعرف العنصر ذاته في صورته النظرية المجردة، إنما يفيدنا كثيراً أن نراه مطبقاً بالفعل، ويفيدنا أكثر أن نراه مطبقاً في أعلى صورة؛لأن ذلك يعطينا فكرة عملية عن المدى الذي يمكن أن يبلغ إليه كل عنصر من هذه العناصر؛ لنقيس جهدنا إليه في كل مرة، ونحاول المزيد!
إنك حين تشرح لدارس النبات أو الحيوان طريقة استنباته أو تربيته، تشفع ذلك بعرض نماذج واقعية من ذلك النبات أو الحيوان، وتختار من بين ما تختار، أو في مقدمة ما تختار النماذج الفائقة؛ لتعطي الدارس فكرة عن المدى الذي يمكن أن يصل إليه، والذي ينبغي عليه أن يحاوله، ثم تشرح له في الوقت ذاته عناصر التفوق في ذلك النموذج ليحاول استيفاءها في تجاربه الخاصة، وفي عالم الإنسان كذلك.
ينبغي أن نستعرض النماذج الفائقة ونبحث سر تفوقها؛ لنعلم المدى الممكن، ونحاول الوصول.
وعناصر التربية في الجماعة الأولى: هي كتاب الله وسنة رسوله، مضافاً إليها شخص الرسول صلى الله عليه وسلم، حاضراً بنفسه في ذلك المجتمع، وقائماً بتعهد هذه الجماعة بذاته الكريمة.
فأما كتاب الله وسنة رسوله فهما حاضران أبداً، باقيان أبداً إلى قيام الساعة، تكفل الله بحفظهما؛ ليحفظ بهما هذا الدين: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]، وكذلك حفظت لنا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم مدونة ومفصلة أدق تفصيل، وقام علماء المسلمين بتمحيص الدخيل عليها فنبذوه، وبينوا بجهدهم العلمي الفذ درجات الحديث من الصحة إلى الوضع، وما يؤخذ به وما لا يؤخذ به في كل مجال من الفقه والتشريع، إلى مكارم الأخلاق.
وأما وجود الرسول صلى الله عليه وسلم بشخصه فهو العنصر الذي لم يتكرر في أي جيل آخر، ولكن لدينا سيرة مفصلة لحياته صلى الله عليه وسلم تجعل كأنه حي بين ظهرانينا، بل إنه –فرط عظمته صلى الله عليه وسلم- لا يمكن أن يكون مجرد "شخصية تاريخية" عاشت دورها التاريخي ثم أصبحت مجرد ذكرى أو مجرد تاريخ، وإنما هو بحيويته الفائقة، يعايش كل جيل من أجيال البشرية معايشة كاملة بقدر ما يتجه ذلك الجيل إلى شخصه الكريم صلى الله عليه وسلم، ويستوحي سيرته الحية الزاخرة.
ولئن كان وجوده صلى الله عليه وسلم بشخصه، وتعهده الجماعة الأولى بذاته الكريمة، وهو المربي الذي لم يتكرر في التاريخ، لئن كان ذلك عنصراً فذاً أثّر في التكوين الفريد لهذه الجماعة، وجعلها لم تتكرر بصورتها الفائقة مرة ثانية، فإن وجوده صلى الله عليه وسلم بشخصه ليس شرطاً لقيام المجتمع المسلم في صورته العادية، ولا تطبيق التربية الإسلامية على مستواها العادي، وإلا فلو كان ذلك شرطاً لما فرض الله على المسلمين إقامة المجتمع المسلم، ولا تطبيق التربية الإسلامية، وهو يعلم –سبحانه- أن الرسول صلى الله عليه وسلم لن يخلد في الأرض!
ثم إن مجتمع التابعين –وهو جزء من الفترة الفائقة في تاريخ الإسلام- لم يشهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما سمع سيرته كما نقرؤها أو نسمعها نحن اليوم، ومع ذلك كان له تفوقه الملحوظ، وكان يمارس التربية الإسلامية على مستواها الرفيع.
عنصر آخر ربما كان من عناصر التفوق الرائع لذلك المجتمع الأول، لم يتكرر في بقية التاريخ، ذلك هو عنصر "الجدة"، فكل حركة جديدة تكون في تكوّنها وتحركها أنشط وأبلغ من الأجيال التي تخلفها؛ لأن المولد الجديد يعطيها حيوية غير عادية، ولأنها تمارس البناء خطوة خطوة، ودرجة درجة، سواء البناء النفسي الداخلي، أو البناء الاجتماعي الخارجي، وتبذل الجهد في كل خطوة، وتتحمل المشقة؛ فتكون حريصة على سلامة البناء، حريصة على صيانته من كل خدش أو تشويه.
أما الأجيال التي تجيء بعد ذلك، التي لا تمارس البناء بنفسها، إنما تجده قائماً بالفعل، فهي أقل حرصاً على سلامته، وأقرب إلى التهاون فيه، حتى يأتي –على طول المدى- ذلك الخَلْفُ الذي يصفه القرآن: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} [الأعراف:169].
ولكن هذا العنصر بالذات هو اليوم في صالحنا، كما لم يكن قط من قبل! لقد دار الزمن دورته، وعاد الإسلام غريباً كما بدأ، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء"[1].
هذه الغربة تجعل محاولة العودة كأنها جولة جديدة، جديدة كالجولة الأولى أو أقرب شيء إليها، وسيتوفر لها عنصر الجدة كما لم يتوفر من قبل، فيكون حافزاً لها على بلوغ القمة، كما لم يحدث من قبل.
وإذن فبين أيدينا اليوم من عناصر التربية الإسلامية –الدائمة العارضة- ما يجعلنا نتوقع ميلاداً جديداً لمجتمع إسلامي فائق التكوين.
وحين ندرس حياة تلك الجماعة المسلمة الأولى فينبغي أن نبدأ دراستنا من الجاهلية؛ لنعرف مدى التغيير الذي حدث بتأثير التربية الإسلامية، ونقدره حق قدره، كما أشار عمر رضي الله عنه حين قال: "لا يعرف الإسلام من لا يعرف الجاهلية"، لنعرف أهو مجرد تعديل لحياة الجاهلية في بعض جوانبها؟ أم هو نشأة جديدة ومولد جديد؟
وكتب التاريخ المتداولة بين أيدينا قد لا تعطينا صورة حقيقة للجاهلية، إما جهلاً بحقيقة الجاهلية، وإما تحريفاً مقصوداً لغاية في نقوس واضعيها[2].
فهي غالباً ما تعطينا "صورة" الجاهلية العربية على أنها "جوهر" الجاهلية؛ فتجعل الجاهلية محصورة في عبادة الأصنام، ووأد البنات، وشرب الخمر، ولعب الميسر، وغارات السلب والنهب...، إلى مثل ذلك من مظاهر الجاهلية التي توجد بذاتها في أي جاهلية وقد لا توجد، ومع ذلك تظل الجاهلية جاهلية بجوهرها المشترك بينهما جميعاً، بصرف النظر عن سماتها الخاصة، التي قد تتغير من بيئة إلى بيئة، ومن جيل إلى جيل.
وإذا أردنا التعرف على جوهر الجاهلية فلنرجع إلى كتاب الله؛ فإن اللفظة ذاتها لم تستخدم في اللغة قبل نزولها في القرآن، وإن كان أصلها موجوداً ومستخدماً في أشعار العرب من قبل، كقول الشاعر: "ونجهل مثل جهل الجاهلينا"، أما صيغة "الفاعلية"، فقد وردت أول ما وردت في القرآن الكريم.
وحين نتتبع المواضع التي ذكرت فيها الجاهلية ومشتقاتها، ومرادفها "الذين لا يعلمون"؛ فسنجد أنها جاءت في معنى من معنيين، يشكلان معاً حقيقة الجاهلية، وهما: الجهل بحقيقة الألوهية، والجهل بما ينبغي تجاه الله سبحانه وتعالى من خالص الطاعة والعبودية، أو بعبارة أخرى مخالفة منهج الله، والحكم بغير بغير ما أنزل الله.
فمن أمثلة الجهل بحقيقة الأولهية:
{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف:138].
ومن أمثلة الجهل الثاني:
{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ} [يوسف:33].
{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50].
ومن هنا يتبين أن مظاهر الجاهلية ليست هي في ذاتها محور الثقل –وإن كان لها وزنها واعتبارها في عملية التحول من الجاهلية إلى الإسلام- وإنما محور الثقل هو جوهر الجاهلية الذي هو الشرك بشعبتيه: شرك الاعتقاد وشرك الاتباع، أحدهما أو كلاهما سواء: {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ} [النحل:35].
هو عبادة الجبت والطاغوت بتعبير القرآن، وهو كل شيء أو شخص أو عرف أو وضع أو سلطة أو شرع يستعبد الإنسان بغير إذن من الله، ويطلب من الناس الطاعة –أو يمارس الناس له الطاعة- مخالفين بطاعته أوامر الله.
ويهمنا على أي حال أن ندرس مظاهر الجاهلية العربية، لنعلم كيف فعل منهج التربية الإسلامية في إزالتها؛ لنعرف طريقته العامة في إزالة انحرافات الفطرة؛ لكي نستخدمها في إزالة انحرافات المجتمع الحالي، وإن خالفت انحرافات المجتمع العربي الجاهلي في تفصيلاتها.
نعم، يهمنا أن ندرس مظاهر الجاهلية العربية لنعرف طريقة علاجها في المنهج الرباني، ولكن ينبغي أن نجعل في بالنا أنها مجرد مظاهر، وأن الجوهر الحقيقي للجاهلية هو عبادة الجبت والطاغوت، هو الجهل بحقيقة الألوهية، ورفض إخلاص العبودية لله، بما يستتبعه حتماً من اتخاذ مناهج غير منهج الله، وعدم التحاكم إلى ما أنزل الله.
كان العرب إلى جانب عبادتهم للأصنام وغيرها من المعبودات كالجن والملائكة..إلخ، يضيفون جهالة أخرى تتمثل في عدم الإيمان باليوم الآخر، وكانوا يتعجبون ممن يدعوهم إلى الإيمان به ويعجّبون به: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [سبأ:7]، {أَافْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ} [سبأ:8].
وكان من آثار ذلك في حياتهم ما لا بد أن يكون في كل جاهلية لا تؤمن باليوم الآخر: الإحساس بقصر الحياة، وأنها فرصة وحيدة، إن لم يهتبلها الإنسان فقد فاتته بغير رجعة؛ فينكبّ على الملذات، لا يبالي الحرام منها وغير الحرام، أو ترخص الحياة في حسها فيستهتر بها، وقد يجتمعان معاً، كما في بيت طرفة بن العبد:
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى***وأن أشهد اللذات .. هل أنت مخلدي؟!
وكانت القبيلة هي الوحدة الاجتماعية التي يتعايش بها سكان الجزيرة، ويتحركون من خلالها، سلماً وحرباً، وتعاقداً وتعاهداً، وبيعاً وشراء وتجارة.. ولكن هذه القبيلة كانت تضغط ضغطاً شديداً على كيان الفرد؛ فينسحق تحت ثقلها، وتنمحي شخصيته في شخصيتها، فيصبح كما يقول الشاعر:
وهل أنا إلا من غزية إن غوت***غويت وإن ترشد غزية أرشد!
وكانت أعنف عقوبة تفرضها القبيلة على الفرد هي"خلعه" منها؛ فيصبح "خليعاً" مشرداً لا كيان له ولا وجود!