[align=center]هذا هو نص المقالة التي نشرت اليوم بجريدة اليوم مع الاعتزار عن بعض الأعضاء البسيطة بالأرقام
[align=center]*******************************[/align]قرار مفاجئ باغلاق مدرسة يهدد بتشريد 144 أسرة بالخفجي[/align]
عادل العنقري - الخفجي
تحولت قضية انهاء عقود نحو 144 معلما ومعلمة اضافة الى اداريين واداريات ومستخدمين في مدارس الزهور بالخفجي الى حديث اهالي المحافظة نظرا لحالة الاحباط والحزن التي سيطرت على جميع منسوبي ومنسوبات المدارس ولم يتبق من الزمن لضياع عائلات باكملها سوى 30 يوما بعد صدور تعليمات الشركة النفطية للمقاول المشغل باغلاق المدارس(روضة أطفال و مدرسة إبتدائية للبنات و إبتدائية للبنين ) بشكل نهائي مع نهاية اخر يوم دراسي لهذا العام . وكانت الازمة قد بدأت عندما تلقى جميع العاملين من جنسيات سعودية وكويتية ومصرية خطابات رسمية بانهاء عقودهم وسط ذهول تام ومفاجأة وقعت عليهم كالصاعقة كون الدخل الشهري الثابت والوحيد سيتوقف للابد بخلاف تعطيل تعليم اجيال من الطلاب والطالبات تتلمذوا على يد معلمين مهرة ومعلمات فاضلات بشهادة اولياء الامور .
حزن وقلق
” اليوم ” رصدت معاناة المعلمين حيث يقول احدهم : لاشك ان القرار جانبه الصواب للخدمات الجليلة التي تقدمها المدارس لابناء الموظفين وشعرت بحزن عميق حين قال لي ابني بعفوية (ليش بابا سكروا المدارس ماراح ندرس خلاص) واكد ولي امر اخر ان اطفاله كانوا حريصين على الذهاب بشكل يومي .
وتعيش جميع المعلمات ومنسوبات مدارس الزهور حالة من القلق على مستقبلهن وتقول احدهن : افتخر انني اعول عائلتي - والدي ووالدتي واشقائي الصغار - وكيف سيكون الحال بعد القرار .. فلم اذق طعم النوم من المصير المجهول وتؤكد معلمة اخرى هناك قرض من احد البنوك الذي وافق دون تردد بمنحي اياه مؤخرا بحكم عملي في المدرسة التي تشرف عليها الشركة ويتحتم علي دفع اقساط شهرية لسبع سنوات قادمة من أين سأسدد الان لقد وضعوني في حرج وقلق شديدين وامر بحالة نفسية صعبة .
وينطبق الامر ايضا على معلمي ومنسوبي المدارس المذكورة ويمثل هاجسا كبيرا يؤرقهم لتوقف مصدر الرزق الوحيد لاعالتهم اسرا عديدة وقال احد المعلمين : أنشئت المدارس في زمن اليابانيين ، وكان التوظيف رسميا والرواتب مرتفعة وعند استلام الشركة الوطنية للأسف تم تحويل الموظفين إلى مقاول ومن ثم صدمنا بنية الشركة إغلاق المدارس بدون سابق إنذار رغم أنه تمت الموافقة بين الطرفين السعودي والكويتي على إنشاء مدارس جديدة وحدد المكان والميزانية الخاصة بها و بالفعل بدأ الانشاء وشراء بعض المعدات الخاصة بها ولكن بقرار غير مدروس وعدم النظر إلى مصير هؤلاء المعلمين والمعلمات وإلى أسرهم تقرر إغلاق المدارس فما مصيرنا ومصير أسرنا وأين نذهب وفي رقبتي قرض 200 الف واسدد قسطا شهريا قيمته 4500 ريال لمدة 3 اعوام .
خطة تطويرية
واضاف معلم اخر انه في ظل الخطة التطويرية التي أقرتها الشركة خلال الاعوام الأخيرة تم تجديد مدارس الزهور وانشاء مبان جديدة داخل الحي السكني الجديد لها وتم تحديد ميزانية خاصة لها وفعلاً تم تحديد موقعها ، وإرساء قواعدها والبنية الأساسية لها وتأمين الكثير من احتياجاتها الجديدة وصرف ما يقرب 35 بالمائة من الميزانية المحددة لها وفجأة تم إلغاء كل ما سبق والتغاضي عن كل ذلك باتخاذ هذا القرار وقال معلم اخر ان القرار سيزج بحوالي 144 موظفا مابين معلم ومعلمة وإداري وإدارية غالبيتهم يحملون الهوية السعودية الى الشارع هم وعوائلهم مع العلم أن أقل راتب يتقاضاه المعلم يتراوح بين 7 الى 10 الاف ريال وهم يتحملون ديوناً من قروض زواج ونحوها و التزامات أسرية وإيجارات شقق يسكنون بها تصل تكلفة الشقة الواحدة إلى 20 الف ريال فكيف يتجاوزون تدبير أمورهم المالية
مدارس تاريخية
انشئت مدارس الزهور منذ اكثر من 35 عاما وظلت تخدم شريحة واسعة من الطلاب والطالبات وكانت تعمل بشكل نموذجي أسست اجيالا من أبناء موظفي الشركة و فئة كبيرة من أهالي الخفجي السعوديين وهناك عقد صريح بين الشركة و المقاول ينص بجواز إبقاء المدارس إذا كان أداؤها الفني صالحاً أو إيجاد وظائف داخل الشركة أسوة بمنسوبين سابقين وتكون برواتب مماثلة تليق بالمستويات التعليمية و الخبرات العملية الا ان جميع العاملين تفاجأوا بقرار انهاء عقود العمل من قبل المقاول حين تم اخطارهم بتاريخ التاسع من شهر جمادى الاولى الحالي ويعمل في المدارس 83 معلما ومعلمة من الجنسية السعودية و8 من الجنسية الكويتية احداهن حاصلة على شهادة الدكتوراة الى جانب اربعة معلمين من الجنسية المصرية واداريين ومستخدمين سعوديين .