قراءة فى كتاب تشغيل الأطفال
الكتاب فى مكتبة الإكسير الشاملة بلا مؤلف وهو يدور حول ظاهرة عمل الأطفال فى مهن وحرف متعددى وقد استهل بتعريف شغل أو عمل أو عمالة الأطفال فقال:
"1) التعاريف:
يعرف تشغيل الأطفال بأنه كل شكل من أشكال النشاط الاقتصادي الذي يمارسه أطفال، والذي يحرمهم من كرامتهم ويضر بنموهم الطبيعي، الجسدي والنفسي.
يشمل النشاط الاقتصادي ضمن ما يشمله، العمل السري، والعمل غير المؤدى عنه والعمل في القطاع غير المهيكل ويغطي مصطلح "عمل الأطفال" واقعا معقدا؛ فهو يبدأ من العمل الضار والذي يشمل استغلال الطفل العامل، إلى مظهر العمل الأكثر بساطة"
التعريف جعل العمل الضار بالنمو والحارم من الكرامة هو المحرم والمفترض أن اى عمل منتظم أو على فترات للطفل هو عمل محرم فالطفل فى كل الأحوال لا يعمل لأن الطفولة وهى مرحلة الصغر هى مرحلة التربية وليس العمل كما قال تعالى :
"قل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا"
وقد جعل الله تعالى إعالة الأطفال على الآباء فقال :
" وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف"
ومن ثم لا توجد عمالة ولا تشغيل للأطفال ومن شغل طفلا فقد ارتكب جريمة فساد فى الأرض
ثم قال المؤلف :
"الأشكال المقبولة لعمل الأطفال:
ليس كل عمل هو مضر بالأطفال؛ فبعض الأطفال يسهمون في مهام منزلية ويساعدون والديهم في بعض الأعمال بدون أن ينال ذلك من تمدرسهم ونموهم الجسدي والنفسي.
شباب آخرون بين سن 15 و18 سنة يعملون بطريقة مشروعة تماما؛ والظروف التي يعلمون فيها مطابقة لسنهم ولدرجة نضجهم ولا خطر منها على نموهم العادي.
لذا فهم يكتسبون التأهيل والسلوك اللذين سيحتاجون إليهما كعمال في المستقبل ويسهمون في الرخاء الاقتصادي لبلدهم."
ما سماه المؤلف أشكال مقبولة خطأ فالواجب هو تدريب الأطفال على الأعمال المختلفة تدريجيا من خلال مراحل التعليم المختلفة من خلال دروس قليلة فى المرحلة الأولى وفى المرحلة الثانية من التعليم الإسلامى تدريبه على مهنة معينة هو الواجب حتى يعمل بها بعد التخرج مباشرة
وأما ما يحدث فى البيوت من خلال تعليم البنات مثلا الطهى فهو نوع أخر من التدريب على القيام بأعمال الزوجية مستقبلا وكذلك تدريب البنين والبنات على بعض الأعمال البسيطة كدق المسامير أو أو وضع القابس فى المقبس
ثم ذكر التالى :
"- أشكال غير مقبولة من تشغيل الأطفال:
يدخل العمل ضمن فئة " العمل غير المرغوب فيه " للأطفال، عندما يشكل بسبب طبيعته أو مدته عائقا أمام تمدرسهم، أو يكون ضارا بصحتهم وبنموهم
إنه شكل من أشكال العمل الواجب منعها عندما يمارس في ظروف تلحق الضرر بصحة الأطفال وبنموهم الجسدي والنفسي.
هناك ثلاث فئات كبرى لعمل الأطفال يجب إلغاؤها نظرا لطبيعتها:
الأعمال المنجزة من قبل أطفال تقل أعمارهم عن الحد الأدنى المحدد لهذا النوع من الأعمال.
الأعمال الخطرة التي من شأنها الإضرار بالصحة الجسدية أو العقلية أو بأخلاقية الأطفال دون سن 18 سنة.
الأعمال المدانة بذاتها والمصنفة من بين أسوأ أشكال عمل الأطفال (انظر الإطار المتعلق بالاتفاقية رقم 182)."
قطعا لا حرام إلا ما حرم الله فالاتفاقات الدولية أو غيرها لا تلزم المسلمين فى شىء فمثلا الجنون المسمى الأعمال الخطرة الضارة بأخلاقيات الأطفال محرمة قبل سن 18 بينما هى محرمة فى كل سن كالعمل فى الدعارة والحانات والمراقص
وكذلك ما سماه الأعمال المدانة بذاتها كالسرقة والقتل فلا يوجد شىء مدان بذاته فهناك قتل مباح مثل قتل ولى القتيل للقاتل كما قال تعالى :
"ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف فى القتل إنه كان منصورا"
ومثل القتل فى الحروب كما قال تعالى :
" كتب عليكم القتال وهو كره لكم"
كما لا يوجد شىء تحت18 أو فوق18 فالموجود فى الإسلام هو الوصول للرشد وهو قد يكون قبل 18 سنة وقد يكون بعدها على حسب المقدر فى علم الغيب عند الله ويعلم بالاختبارات من قبل الأهل والقضاء
ثم قال :
"2) - الأسباب الرئيسية لعمل الأطفال:
كان عمل الأطفال، في جميع الأزمنة، مرتبطا أساسا بفقر الأسر فالفقر يدفع بالأطفال إلى العمل للحصول على النقود التي ستحسن من دخل الأسرة.
ولكن هل الفقر هو تفسير كاف لتبرير عمل الأطفال؟
هناك أسباب أخرى عندما تتضافر مع الفقر، فإنها تشجع عمل الأطفال.
واستنادا إلى الدراسات والأشغال المختلفة المنجزة في ميدان عمل الأطفال، فإن عوامل أخرى تسهم في دفع الأطفال للعمل.
- الحجم الكبير للأسر
- الفشل المدرسي
- الهجرة من البوادي إلى المدن
- تفكك الأسرة
- تفضيل اليد العاملة الصغيرة في بعض النشاطات.
- مواقف اجتماعية تحبذ عمل الأطفال"
الحديث هنا عن مجتمعات فير مسلمة فالمجتمع المسلم الحقيقة لا توجد قيه هذه المشكلة ويمكن تلخيص كل ما سبق أن قاله المؤلف فى أن السبب فى عمالة الأطفال هو :
الظلم المجتمعى وهو ظلم للكبار قبل أن يكون للصغار ومن ثم يتحمل بعض الصغار نتيجة ظلم الكبار
ثم قال المؤلف:
"يمكن تحليل عمل الأطفال على ثلاثة مستويات:
أ) - الأسباب المباشرة هي الأكثر وضوحا والأكثر بداهة، ولها تأثير مباشر على الطفل وعلى الأسرة والفقر والأحداث التي تغير التوازن المالي للأسرة هي من هذه الأسباب.
ب) - الأسباب الخفية هي القيم والأوضاع التي يمكن أن تجعل الأسرة عرضة لقبول عمل الأطفال بل ولتشجيعهم عليه.
النزعة الاستهلاكية يمكن أن تدفع الأطفال والآباء إلى البحث عن كسب المزيد من المال لمواجهة احتياجات أخرى.
ج) - الأسباب البنيوية تتدخل على مستوى الاقتصاد والمجتمع ككل وتؤثر على الوسط الذي يمكن فيه لعمل الأطفال أن ينتعش أو على العكس أن يكون غير مشجع. ويشكل الناتج الداخلي الإجمالي الضعيف جزءا من هذه الأسباب."
التحليل لا ينغذ إلى السبب الوحيد وهو الظلم ظلم الطبقة المارفة للطبقات الأهرى فلكى توجد طبقة مترفة لابد من أن تستولى على حقوق أو بعض حقوق غيرها ومن هذا الاستبىء تبدأ فى ممارسة المظالم المختلفة ومنها تشغيل الأكفال وفى هذا قال تعالى :
" وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا"
ثم قال:
"3) - الخصائص الأساسية لعمل الأطفال:
كشف البحث الذي أنجزته وزارة التشغيل بالتعاون مع مكتب العمل الدولي / البرنامج الدولي للقضاء على عمل الأطفال عام 1999، والذي أجري على عينة من 3500 طفل عامل، عما يلي:
يلجأ الأطفال إلى العمل في سن جد مبكرة (% 90 من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و14 سنة).
من بين الأسباب الرئيسية التي تدفع الأطفال إلى العمل في سن مبكرة، --فقر الأسر التي تعاني من ظروف حياتية صعبة. % 96 من هؤلاء الأطفال ينحدرون من أسر فقيرة ومفككة.
-أغلبية الأطفال العاملين غير ممدرسين.
-الأعمال التي ينجزها الأطفال الذين شملهم البحث صعبة وتجري في ظروف تضر بصحتهم وفي أماكن غير لائقة.
-أرباب أسر الأطفال العاملين لا يتوفرون، في أغلبيتهم الساحقة، على أي مستوى تعليمي.
-أغلبية الأطفال العاملين يشتغلون لفترة أسبوعية تتعدى 50 ساعة (% 52 من الأطفال الذين شملهم البحث).
-الأغلبية العظمى من الأطفال لا تتلقى أي تدرج مهني سابق على العمل"
قطعا الكلام يتحدث عن نموذج فى دولة ما يبدو أنها الأردن أو تونس أو غيرها من دولنا المنكوبة ورغم القوانين الوضعية وتحريم عمالة الأطفال إلا أن تشغيل الأطفال فى بلاد المنطقة يجرى تحت علم وبصر السلطات ولكنها لا تحرك ساكنا إلا فى حالة واحدة وهى :
ألا يدفع صاحب العمل المطلوب منه للدولة أو بالأحرى للمسئولين الذين يغضون النظر عن عمالة الأطفال مقابل الحصول على جزء من الكعكعة