الهزيمة عناداً .. ((قراءة فنية لمباراة الأهلي))
--------------------------------------------------------------------------------
أدى إصرار يوسف خميس –مدرب العالمي- على الاحتفاظ بمعظم أخطاء مباراته السابقة إلى تواصل نزيف نقاط فريقه، إذ تلقى العالمي هزيمته الثالثة على التوالي في دوري كأس خادم الحرمين الشريفين، وجاءت الخسارة الجديدة على يد الأهلي فوق ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض، وبثلاثة أهداف دون مقابل، من أهداف أو مستوى.
بدأ العالمي المباراة بتكتيك 4-4-2، وتشكيل مكون من محمد الخوجلي في حراسة المرمى، و"ماساماسو" وحمد الصقور في متوسط الدفاع، وخالد السلامة في الظهير الأيمن، وعبد العزيز الجنوبي في الظهير الأيسر، وضياء هارون وبدر الحقباني في المحور الخلفي للوسط، ومحسن القرني في طرف الوسط الأيمن، وأحمد المبارك في طرف الوسط الأيسر، وطلال المشعل وسعد الحارثي في الهجوم.
ولا أظنني في حاجة إلى إعادة شرح تكتيك خميس الذي كرره للمرة السابعة، وربما كان الجديد هذه المرة أن اقتصار التعديلات على التشكيلة هي إشارة إلى مدى الثقة التي يوليها يوسف خميس لتكتيكه، وأنه يعتبر أن اللاعبين وحدهم مسئولين عن كل إخفاق سابق، وإن كنت لا أشاركه هذه القناعة، غير إني أرى أن من حقه أن يفكّر كما يشاء، ولمن يهمه الأمر بالإمكان العودة إلى القراءة السابقة فذات الإشكالات في العملين الدفاعي والهجومي تكررت.
ميدانياً باغت تيسير الجاسم الخوجلي بتسديدة قوية في الدقيقة الثالثة، حولها الأخير إلى ضربة زاوية، وجاءت فرصة التسديد وسط غياب كامل للحقباني، وبعد ثلاث دقائق لعب العبدلي عرضية مباشرة إلى المرمى دون أي تدخل من السلامة، غير أن الخوجلي تصدى للكرة، وفي الدقيقة الخامسة عشرة لعب العبدلي نفسه عرضية تلقاها الخوجلي وأفلتت منه قبل أن يستردها.
وفي الدقيقة الثامنة والعشرين أعاد الحقباني بالخطأ الكرة إلى مهاجم المنافس، ولولا التدخل غير الشرعي من الدفاع الذي حاز الأهلي على إثره خطأ، لكان افتتاح الأهداف، وفي الدقيقة الحادية والأربعين تلقى مالك معاذ تمريرة بينية بين متوسطي الدفاع فانفرد بالخوجلي، ولعل محاولة الأخير لمضايقة المهاجم ساهمت في لعبه الكرة على يمين المرمى.
ولم يكن حال هجوم العالمي خير من دفاعه، فقد انحصرت خيارات الفريق الهجومية في التسديد، إذ سدد في الدقيقة السابعة عشرة ضياء هارون كرة قوية صدها ياسر المسيليم –حارس الأهلي-، وبعدها بعشرين دقيقة كاملة سدد المشعل من خطأ إلى المرمى وصدها الحارس على دفعتين، وفي الدقيقة التالية، ومن خطأ أيضاً، سدد السلامة كرة قوية تعاون المسيليم والقائم الأيسر في منعها من ولوج المرمى، ولم تخرج عن أسلوب التسديدات الفردي سوى تمريرة عرضية من الحارثي المندفع في اليمين أخفق المشعل في التعامل معها حيث استدار في مكانه.
وقبل إعلان نهاية الشوط حاز الأهلي ضربة زاوية على يمين الخوجلي، لعبت مباشرة إلى القائم الثاني حيث أعادها هزازي برأسه إلى المتمركز بين الحقباني والصقور حسن اليماني، فلعبها الأخير برأسه في الزاوية اليمنى للخوجلي.
بعد انتهاء الشوط تأكد –ولا أقول أتضح- عقم التكتيك الذي يعتمده يوسف خميس، في ظل انفتاح عمق الوسط لتواضع الحقباني وتقدّم هارون، وانهيار عمق الدفاع بفعل تواصل الأداء السلبي للصقور، وفي ظل الهبوط الحاد في مستوى القرني والمبارك والحارثي، وعدم كفاية اجتهادات الجنوبي والحقباني وهارون في التقدم، بل أقول أن هذه الاجتهادات غالباً ساهمت في زيادة حراجة الوضع الدفاعي.
مع بداية الشوط الثاني دفع خميس بعبدالرحمن البيشي ومنصور الثقفي بديلين لسعد الحارثي ومحسن القرني، وهو ما كشف القناعة الراسخة لدى خميس بتكتيكه، كما كشف أن العناد بالإصرار على إشراك الحارثي والقرني بعد مستواهما المتواضع في المباراة السابقة يكلف ثمناً ليس يسيراً تحمله.
لم يختلف الشوط الثاني عن سابقة، فواصل العالمي التركيز على التسديد، بصفته حلاً فردياً لتجاوز إفلاس عمله الهجومي، فسدد "ماساماسو" من مسافة بعيدة كرة ساقطة خلف الحارس في الدقيقة الخمسين مرت على يسار المرمى، وبعد ست دقائق سدد السلامة من خطأ كرة قوية أمسك بها المسيليم، وفي الدقيقة الثالثة والسبعين مرر الحقباني للبيشي الذي سدد زاحفة على يمين المرمى، وبعد ثلاث دقائق سدد المبارك فصدها الحارس إلى المشعل، الذي سدد بدوره إلى المسيليم.
في المقابل استثمر الأهلي بصورة أفضل مشكلات العالمي الدفاعية، خصوصاً بعد أن بدأ صالح المحمدي الشوط الثاني، فاستفاد وليد الجيزاني من فشل الصقور في تخليص الكرة وسدد في الدقيقة الثانية والخمسين غير أن القائم الأيمن منع مضاعفة النتيجة، لكن المضاعفة حدثت بعد اثنتي عشرة دقيقة وبالجيزاني –نفسه- حين توغل مالك معاذ وراوغ الدفاع، فتدخل الصقور ومرر الكرة إلى الجيزاني المنفرد، فثبت الأخير وسدد أرضية في المرمى.
وعلى مسافة أربع دقائق من الهدف الثاني انفرد المحمدي الذي تلقى تمريرة عرضية خلف السلامة، ونجح في تجاوز الخوجلي، غير أن تدخلاً دفاعياً حال دون الهدف الثالث، وفي الدقيقة التالية مرر الجاسم من أقصى اليمين عرضية تجاوزت الخوجلي ولكن مالك معاذ المنفرد بالمرمى لم يبلغ الكرة فخرجت من الملعب، وتواصلت العرضيات الأهلاوية وتولى الخوجلي -في الغالب- النيابة عن زملائه المدافعين.
شعر يوسف خميس بالخطر، ولكنه ظل مخلصاً لتكتيكه، فسحب هارون وعوّضه بأحمد الخير في الدقيقة السبعين، وبطبيعة الحال لم يزد هذا التغيير حال العالمي إلا سؤاً، فكان الهدف الثالث الذي جاء عبر تمريرة طولية إلى مالك معاذ، وبلمسة واحدة نجح الأخير في استثمار تراخي الصقور في مقاطعته، وتقدم الخوجلي غير المبرر، فلعبها ساقطة في المرمى في الدقيقة السابعة بعد السبعين.
• يوسف خميس، إخفاق التكتيك يعني ضرورة تعديله، وفشل اللاعب في مركز معين يعني أهمية استبدال اللاعب، أو تغيير مركزه.
• الخوجلي، كالعادة الخطأ بهدف.
• ماساماسو، لاعب جيد، لكن لن ينجح بمفرده.
• الصقور، بات استبعاده من التشكيلة الأساسية ضرورة.
• السلامة، باستثناء التسديدات، لم يكن ناجحاً.
• الجنوبي، مباراة أخرى سيئة.
• هارون، يستحق فرصة أفضل.
• الحقباني، إلى متى سيلعب محوراً خلفياً، فيدفع ثمن أخطاء غيره.
• القرني، مستواه تراجع بشدّة.
• المبارك، كان نشيطاً، وغير مفيد.
• المشعل، لا تبدو إعادة النظر في استمرار إعارته فكرة خاطئة.
• الحارثي، موهبة شابّة ينبغي دعمها، ولكن ليست الطريقة المثلى لذلك هي مجاملته على حساب الفريق.
• الثقفي، البيشي، لماذا لم يلعبا من البداية؟!
• الخير، حضور متأخر.
• في رأيي يوسف خميس هو المسئول الأول عن هذه الخسارة.
• الجماهير الكبيرة التي زحفت إلى الملعب الليلة لصبرها حدود.
خارج النص
والله حرام يطلعون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟