[align=center]<< للجنون شهادة..>>
قالت:- ما بالك هذا المساء..
مضت ساعة من ساعات اللقاء..
أجبتها :- إيه مضت ، لكائنها دهراً من زمان العقلاء..
تعجبتْ ، وقالت:- من هؤلاء ، فقلتُ:- هم ذاتهم من فوتوا عذب اللقاء ساعة..
دار بيني ، وبينهم فيما دار من حديث:-
لم أبغض شيئاً في حياتي أكثر من طولِ الدروب..
ولهيبِ المسافات ، وأن تكون...
لكنني سأرحل ، وأقتل الأميال ، وأخنق اليوم ، والساعة ، والدقيقة لألتقي الرفيقة...
أشار أهلُ العقل حينها بأنني مجنونٌ ، وواهمٌ معتوهٌ ، وزاعمٌ مغلوبٌ يظنُ في الحقيقة...
فقلتُ :- مهلاً سأُريكم يا سادة ما أعتدُ فيه أن يكُن إذا اشتهيتُ كائناً من أمرها العشيقة...
ثم انحنيتُ جانباً ، وأغمضتُ جفناي ، وأطبقت الوسادة ، والآن أخبريني كيف قضيت الساعة ، إذا كنت معتوهاً في واقع السادة ...
تبسمت ، وقالت:- قضيتها سعادة من شمس دُنيا السادة ...
فضحكتُ كثيراً ، ولم أعدُ أذكرُ ذكراً لما في العادة..
إلا لأمرٍ ماله أن يكون ثانٍ أو نقصٍ ، وزيادة..
فهناك ، وهناك فقط كان للجنون شهادة...
<< أبووسام >>
3/ 11/ 1428هـ
[/align]