لم يكن عمراً
ولكنْ كان قبراَ
لم يكن شعراً
ولكنْ كان نثراَ
كان أحزاناً وقهراَ
كان تحقيراً وذعرا
كان تسفيهاً ونكْراَ
كان ليلاً مدلهمّاَ
كان شيئاً لا يسمّى
[ ذاك عمري ]
لم أعشْ طفلاً
ولم أدر الطفولةْ
رفعوني فوق أهوال الرجولةْ
ورموني في الغَيابات المَهولَةْ
فإذا الأفْقُ هَبابْ
وإذا الدنيا سرابْ
[ أين عمري ] ؟
في دروبٍ
موحِشاتٍ كالقبورْ
تئدُ الأنسَ وتغتالُ السرورْ
إنها القبر الذي يطوي الدهورْ
في الدُّجى الجبّارِ
في تلك الجحورْ
[ ضاع عمري ]
أيها الغيبُ الذي صاغَ حياتي
ورماني في القفار الموحِشاتِ
كيف هيّجتَ قديم الذكرياتِ
كيف أيقظتَ مع الليلِ سباتي
إنني أدعوكَ يا لغزَ الحياةِ
إنني أدعو فلم تسمع شَكاتي
[ ردّ عمري ]