روى مدير الشؤون القانونية والتدقيق في شركة عمليات أرامكو الخليج وخليج الكويت السعودي فلاح المبارك تجربة ابنه ( فراس ) في مطار مينيابلوس بولاية منيوسوتا الأمريكية وما لاقاه على أيدي سلطات الهجرة. ويقول المبارك إن ابنه الشاب (20 عاماً) سافر في 17 أغسطس الماضي إلى الولايات المتحدة لاستكشاف إمكانية مواصلته للدراسة في جامعة ايوا الحكومية. وأضاف: "كان حلم طفولته أن ينال تعليماً جامعياً أمريكياً. وبما أننا متنبهون لتدقيق أكثر صرامة من ضباط الهجرة في أي مطار من المطارات الأمريكية وذلك بناءً على نصائح أصدقائنا وأقاربنا المتواجدين هناك أصلاً عملنا على أن تكون كل أوراقه سليمة". وتابع "لكن ما واجهه ابني كان فوق ما تصورنا فعندما وصل إلى مطار مينيابلوس عبر خطوط النورث ويست رحلة رقم ــ في 17 أغسطس 2006م تم جذبه من الطابور والتحقيق معه كمجرم مطلوب اعتقلته سلطات الهجرة. وبعد تعريضه للإهانة تم احتجازه لمدة 6 أيام في سجن انفرادي في إحدى زنزانات الاحتجاز، وخلال مدة احتجازه لم يسمح له بالاتصال بأي شخص خارج الزنزانة ووقعت كل توسلاته وتفسيراته في آذان صماء. ويضيف المبارك: "كنا أثناء ذلك في السعودية نتساءل ماذا حدث له، فقد تسبب اختفاؤه في حرماننا من النوم ليالي وتسبب لنا بالقلق وغيره من العناء في حياتنا اليومية الذي لا نستطيع ذكره هنا، فقد أصبنا بهستيريا على مدى تلك الأيام الستة، ففقدان الابن ليس بالشيء الهين". ويشير المبارك إلى أنه تم احتجاز الشاب من قبل سلطات الهجرة الأمريكية في نفس المطار لمدة 6 أيام بشكل غير قانوني دون إخباره بشكل رسمي بالتهم الموجهة له ودون إعلامه بأسباب مثل ذلك الاحتجاز، حيث أودع في زنزانة احتجاز بعد وصوله للمطار وتم منعه من طلب المساعدة القانونية أو غيرها وقد تمت مصادرة حاسبه الشخصي. وإمعاناً في الأذى كما يقول المبارك صادرت السلطات حاسبه المحمول وكمية غير محددة من النقود والأغراض الشخصية ثم بعد 6 أيام من الاحتجاز اللاشرعي لابننا تم إبعاده وإعادته للسعودية. وتابع المبارك: لقد تركت تلك التجربة المفجعة لابننا الشاب والتي تلقاها على أيدي سلطات الهجرة الأمريكية الوحشية والمتعالية أثرها المفزع على ابننا وأثرت في شخصيته وفي موقفه من الشعب الأمريكي. فوحشية وقسوة سلطات الهجرة الأمريكية لا يمكن أن تكون أسوأ مما كانت على شاب مسكين كان كل هدفه هو استكشاف احتمالية مواصلة دراسته العليا في الولايات المتحدة. فمثل تلك المعاملة الوحشية من قبل سلطات الهجرة غير ضرورية ويجب شجبها بأشد العبارات. وأشار إلى أن لسلطات الهجرة الأمريكية الحق في اختيار من تسمح له بدخول البلد لكن لا يحق لها أن تعامل أي شخص بطريقة مؤذية وقاسية ولا إنسانية وخالية من الرحمة كما صنعت مع ابننا المراهق.