صحيح أن الإصابة بقصور القلب لا تعني أن القلب قد توقف عن الخفقان أو أن توقف دقاته صار قريباً،
لكن هذا لا يعني أنه يمكن الاستهانة بهذه المشكلة الخطيرة التي يؤدي إهمالها إلى الوفاة. وتكمن خطورة
المرض في أنه يتطور تدريجاً وقد لا تظهر أعراض واضحة له في البداية مما يساهم في التأخر بتشخيصه. أما
التشخيص المبكر له فيسمح للمريض بالعيش لسنوات أطول حياةً طبيعية شرط الالتزام ببرنامج العلاج
الذي يصفه الطبيب وبنمط الحياة الصحي الضروري له. علماً أنه في معظم الحالات يتلازم العلاج مع
التغيير في نمط الحياة لتحقيق النتيجة المرجوة. الطبيب اللبناني الاختصاصي في أمراض القلب والشرايين
شارل جزرا تحدث تفصيلاً عن قصور القلب ومضاعفاته والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به، إضافةً إلى
الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها وأحدث العلاجات التي تم اكتشافها للحد من مضاعفات المرض
وتطوّره.
- كيف يمكن التعريف بقصور القلب ؟
يحصل قصور القلب عندما لا يعود القلب قادراً على توفير كمية الدم الكافية للجسم عندما يحتاجه. علماً
أنه يمكن أن يحصل ذلك عند قيام المريض بجهد، كما يمكن أن يحصل عند الراحة. وتجدر الإشارة إلى أنه لا
بد من أن يحصل ذلك بعد التعرّض لذبحة قلبية ولا يمكن الإصابة بقصور القلب فجأة دون سابق إنذار.
- ما درجات حدة المرض ؟
هناك أربع درجات في ترتيب المرض. وفيما تظهر أعراضه في درجاته الأولى عند القيام بجهد مهم، تظهر
مع تطوّره عند القيام بأخف مجهود أو حتى عند الراحة. وهذا ما يسمح بتحديد مدى حدّته، أي بحسب
المجهود الذي يمكن أن يقوم به المريض حتى تظهر أعراض المرض. فعندما يصبح المريض عاجزاً عن انتعال
حذائه، يعني هذا أن المرض في مرحلة متقدمة. أما عندما يكون قادراً على القيام بأعماله اليومية دون
مشكلة، فيكون المرض في أولى درجاته. قد يتعب المريض أحياناً عند المشي أو يشعر بضيق في النفس في أي
وقت. كما يمكن أن تمتلئ الرئتين بالماء وتتعب عضلة القلب. عندها قد لا يعود المريض قادراً على القيام
بعمله.
- هل من أسباب واضحة ومباشرة للمرض ؟
ينتج قصور القلب غالباً عن موت الخليّة وفقدانها فاعليتها. وقد يحصل ذلك بسبب ذبحة قلبية أو بسبب
مرض يضرب عضلة القلب فيما قد تكون الشرايين الإكليلية طبيعية.
- هل ثمة علاقة بين التقدّم في السن والإصابة بقصور القلب ؟
لا علاقة للسن بالإصابة بقصور القلب، لكن تكبر المشكلات الناتجة عنه لدى المتقدمين في السن.
- ما الأعراض التي قد تظهر لدى المريض المصاب بقصور القلب ؟
أهم الأعراض الواضحة التي يمكن ملاحظتها ضيق النفس الذي تزداد حدته تدريجاً مع كل مجهود إضافي
يقوم به المريض. وقد ينتج ذلك عن امتلاء الرئتين بالماء. وتجدر الإشارة إلى انه أحياناً يكون هذا سبباً
لتشخيص خاطئ للمرض، خصوصاً لدى المتقدمين في السن حيث قد يظن البعض خطأ أن ضيق التنفس
ناتج عن الانفلونزا. وحده الطبيب يكون قادراً على تشخيص المرض بشكل صحيح. وفي ما يتعلّق
بالأعراض المتقدمة أكثر، قد يحصل ورم في القدمين معاً أو تضخّم في الكبد. كما قد يحصل انتفاخ كبير في
البطن يجهل المريض سببه.
- كيف يتطوّر قصور القلب ؟
مع تطوّر المرض يصبح المجهود الذي يقوم به المريض حتى يشعر بضيق في التنفس أقل. وبالتالي يظهر ضيق
النفس بسرعة أكبر لدى القيام بمجهود بسيط.
- كيف يتمّ تشخيص المرض ؟
يتم التشخيص بصورة الأشعة والصورة الصوتية وصورة الصدر. حتى أن الفحص الروتيني في العيادة
يسمح بتشخيص المرض عندما تكون الأعراض واضحة.
- هل يفكر الطبيب مباشرةً بقصور القلب عندما يحضر إليه المريض ؟
يحضر المريض عادةً بسبب أعراض يعانيها أو بسبب ورم ظهر في جسمه ولا يعرف سببه. ويمكن أن يشك
الطبيب بقصور القلب إذا كانت الأعراض واضحة.
- هل من أشخاص أكثر عرضة للإصابة بقصور القلب ؟
عندما نتحدث عن المرحلة الصفر في المرض، نقصد بذلك المرحلة التي توجد فيها عوامل خطر لدى
أشخاص هم أكثر عرضة للإصابة بقصور القلب، وهم مرضى السكري والذين يعانون ارتفاعاً في ضغط
الدم والمدخنين والذين يعانون ارتفاعاً في مستوى الكوليسترول في الدم. وتجدر الإشارة إلى أنه عندما
تحصل ذبحة قلبية قبل قصور القلب يكون قد أصبح في المرحلة 1.
- هل ثمّة إرشادات وإجراءات وقائية معينة يمكن أن يلتزمها الأشخاص الذين يعتبرون أكثر عرضة
للإصابة بالمرض ؟
إذا كان المريض في المرحلة صفر أي في مرحلة يكون فيها عرضة للإصابة بالمرض قبل ظهوره، هناك
إرشادات يعطيها الطبيب لمنع حصول المشكلة. كما أنه عند معالجة قصور القلب هناك ثلاثة أمور يسعى
الطبيب إلى حماية المريض منها وهي :
- تجنب امتلاء الرئتين بالماء بالحفاظ على ضغط منخفض بواسطة أدوية الضغط التي تساعد القلب.
- إذا كان المريض يدخل المستشفى ، يحاول الطبيب التخفيف من تكرار دخوله.
- منع الموت المفاجئ لدى المريض كونه يعتبر أكثر عرضة عندما يعاني قصور القلب.
ومن الإرشادات التي ينصح الطبيب المريض بالتقيّد بها :
- اتباع نظام غذائي قليل الملح
- ممارسة رياضة المشي
- عدم تناول أي دواء دون استشارة الطبيب
- لدى حصول تغيّرات في الأعراض يجب إبلاغ الطبيب مباشرةً
- يجب عدم وقف الدواء الذي يصفه الطبيب أبداً دون استشارته.