لماذا لم تتوقف عقارب ساعته ؟!
الزمان : في هذا الزمان المليء بالأحزان ...
المكان : الغرفة التي لم تطفأ أنوارها بعد ...
كل شيء في غرفته يبدو ساكناً ومهيباً ، الوانها ازدادت سواداً وحلكة ، يقتلني صمتها المريع
كنت جالسة وحدي كعادتي في غرفته بعد رحيله ، لتسكن وحشة الفراق ... أجلس طويلاً مطرقة كعابدة في مصلاها ... وكتلميذة أمام استاذها الوقور ... أتذكر ساعاتنا اللاتي قضيناها معاً نتشارك في افراحنا وأتراحنا ... لاتزال رائحة جسده تعبق بالمكان ... لاتزال أغراضه مرمية هنا وهناك تبكيه كطفلة استيقظت صباح العيد لتجد فستانها اتسخ بتأثير أناملها ... كل شيء في غرفته يذكرني به ... قلمه ، زجاجة عطره ، مشجبه على كل جزءٍ منها لمسة من لمساته ...
فتحت خزينته الخشبية ... وبعثرت مافيها لأجد ساعات يده التي كانت نادراً ما تفارق معصمه ، لاتزال تعمل دون جهد او ملل ... ولم تقف وتتشح بالسواد احداداً عليه ... خنقتني عبرتي حينها ...
لــــمَ لم تتوقف حينما توقف صاحبها عن السير في عجلة الزمن ..؟
أخذتها وقلبتها بين يديّ علِّــــي أن أجد فيما بينها من تشاركه بوجوده ورحيله ... لازالت عقاربها مختلفة في ازمانها ...
أواااه ... هل كان قدراً علــيّ أن انصدم بعد رحيله بألصق الأشياء إليه
شهقت بعدها شهقة فانهرت باكية ...
آ آ آ آ ه كم هو مؤلم فراق الدنيا ، وكم هو قاسٍ عندما يكون فراقاً لا لقاء بعده ...
ولكن - ودائماً ماتنقلب الموازين بعد اللام والكاف والنون هذه - ربما يكون سعيداً بتركه لهذه الدنيا الغرارة .
وقـــــــــــــــــــفـــــــــــــــة :-
أبكيه ثــم أقــول مـعـتـذراً له *** وفقت حين تركت الـــئم دار
جاورت أعدائي وجاور ربه *** شتان بين جواره وجــــواري
كتبت على لسان أنثى مجروحة بفقد أخيها المعين والعضيد لها ...
بقلم : البــــــــــدر 2004